الإمام الرضا" عليه السلام" يدخل والريح ترفع له الستر ...
بتاريخ : 09-02-2009 الساعة : 09:42 PM
قال محمد بن طلحة : من مناقبه عليه السلام أنه لما جعل المأمون الرضا ولي عهده ، وأقامه خليفة من بعده كان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك ، وخافوا خروج الخلافة عن بني العباس وردها إلى بني فاطمة على الجميع السلام ، فحصل عندهم من الرضا عليه السلام نفور .
وكان عادة الرضا : إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل عليه يبادر من بالدهليز من الحاشية إلى السلام عليه ورفع الستر بين يديه ليدخل ، فلما حصلت لهم النفرة عنه تواصوا فيما بينهم .
وقالوا : إذا جاء ليدخل على الخليفة أعرضوا عنه ، ولا ترفعوا الستر له ، فاتفقوا على ذلك . فبينما هم قعود إذ جاء الرضا عليه السلام على عادته ، فلم يملكوا أنفسهم أن سلموا عليه ورفعوا الستر على عادتهم .
فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون كونهم ما وقفوا على ما اتفقوا عليه ، وقالوا : النوبة الآتية إذا جاء لا نرفعه له .
فلما كان في ذلك اليوم : جاء فقاموا وسلموا عليه ووقفوا ، ولم يبتدروا إلى رفع الستر ، فأرسل الله ريحا شديدة دخلت في الستر ، فرفعته أكثر مما كانوا يرفعونه ، ثم دخل فسكنت الريح فعاد إلى ما كان ، فلما خرج عادت الريح دخلت في الستر رفعته حتى خرج ، ثم سكنت فعاد الستر .
فلما ذهب أقبل بعضهم على بعض وقالوا : هل رأيتم ؟ قالوا : نعم .
فقال بعضهم لبعض : يا قوم هذا رجل له عند الله منزلة ولله به عناية ، ألم تروا أنكم لما لم ترفعوا له الستر أرسل الله الريح وسخرها له لرفع الستر كما سخرها لسليمان . فارجعوا إلى خدمته فهو خير لكم ، فعادوا إلى ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه
اسالكم الدعاء.....