أبا الأحرار لكَ الفداء ..فأنتَ كعبة للأحرار وللإباء ....في هذه الصفحة أتمنى من أخواتي العزيزات أن تجود كل واحدة منهن بقصيدة لأحد الشعراء الكرام ووضع تعريف بصاحب القصيدة......
أتمنى أن تكون الفكرة لاقة استحسان الجميع ...
لنبدأ
من أروع القصائد الحسينية ... "قصيدة آمنت بالحسين"
آمنتُ بالحسين *
فداء لمثواك من مضجع **** تنور بالأبلج الاروع
بأعبق من نفحات الجنان **** روحا ومن مسكها أضوع
ورعياً ليومك يوم الطفوف **** وسُقيا لأرضك من مصرع
وحزنا عليك بحبس النفوس **** على نهجك النير المَهيع
وصوناً لمجدك من أن يذل *** بما أنت تأباه من مبدع
فيا أيها الوتر في الخالديـــــــــــــــ *** ـــــــــن فذا (فرداً) الى الآن لم يُشفع
ويا عظة الطامحين العظام **** للاهين عن غدهم قنع
تعاليت من مفزع للحتوف ***** وبورك قبرك من مفزع
تلوذ الدهور فمن سجد **** على جانبيه ومن ركع
شممت ثراك فهب النسيم ***** نسيم الكرامة من بلقع
وعفرت خدي بحيث استرا *** حَ خدٌّ تفرّى ولم يضرع
وحيث سنابك خيل الطغاة **** جالت عليه ولم يخشع
وخلتُ وقد طارتْ الذكرياتُ *** بروحي الى عالم أرفع
وطفتُ بقبرك طوف الخيال *** بصومعة الملهم المبدع
كأن يداً من وراء الضريـــــــــــــــ *** ــــــــــح حمراء مبتورة الاصبع
تُمَدُّ الى عالم بالخنو **** عِ والضيم ذي شرق مترع
تخبط في غابة أطبقت **** على مذئب منه أو مسبع
لتبدل منه جديب الضمير *** بآخر معشوشب ممرع
وتدفع هذي النفوس الصغا *** ر خوفاً الى حرم أمنع
تعاليت من صاعق يلتظي *** فإنْ تَـدْجُ داجيةٍ يلمع
تأرم حقدا على الصاعقات ***** لم تنء ضيرا ولم تنفع
ولم تبذر الحب اثر الهشيم ***** وقد حرَّقَــته ولم تزرع
ولم تخل أبراجها في السماء **** ولم تأت أرضاً ولم تدقع
ولم تقطع الشر من جذمه **** وغِلَّّ الضمائر لم تنزع
ولم تصدم الناس فيما هُمُ ***** عليه من الخُلُقِ الاوضَعِ
تعاليت من فلك قُطْره ****** يدور على المحور الاوسع
فياابن(البتول) وحسبي بها ***** ضماناً على كل ما أدعي
ويابن التي لم يضع مثلها **** كمثلك حملا ولم تُرضع
ويابن البطين بلا بطنة **** ويابن الفتى الحاسر الانزع
ويا غصن هاشم لم ينفتح ***** بأزهر منه ولم يفرع
ويا واصلاً من نشيد الخلود ******* ختام القصيدة بالمطلع
يسيرُ الورى بركاب الزما ****** ن من مستقيم ومن أظلع
وأنت تُسَيِّـرُ ركْبَ الخلو **** دَ ما تَسْتَجِدُّ له يتبع
تمثلتُ يومك في خاطري ***** ورردت صوتك في مسمعي
ومحصتُ أمرك لم أرتهب ***** بنقل الرواة ولم أخدع
وقلتُ لعل دوي السنين ******* بأصداء حادثك المفجع
وما رتل المخلصون الدعاة ***** من مرسلين ومن سجع
ومن ناثرات عليك المساء****** والصبح بالشعر والادمع
لعل السياسة فيما جنت ****** على لاصق بك أو مدعي
وتشريدها كل من يدَّلي ***** بحبل لاهليك أو مقطع
لعل لذاك وكون الشجي ***** ولوعا بكل شجٍّ مولع
يدا في أصطباغ حديث **** (الحسين)بلون أريد له ممتع
وكانت ولمّا تزل برزة ******* يد الواثق الملجأ الالمعي
صناعا متى ما تُرِدْ خُطَّة ***** وكيف ومهما تُرِدْ تُصْنَعِ
ولما أزحتُ طَلاء القرون **** وستر الخداع عن المخدع
أريد الحقيقة في ذاتها **** بغير الطبيعة لم تطبع
وجدتك في صورة لم أُرَعْ **** بأعظم منها ولا أروع
وماذا أأروعُ من أن يكو **** نَ لحمك وقفاً على المبضع
فنــوَّرت ما أظلمَ من فكرتي ****** وقَـوَّمْتَ ما اعْــوَجَّ من أضلعي
وآمنت ايمان من لا يرى **** سوى (العقل) في الشَّك ِمن مرجع
بأن الإباء ووحي السماء **** وفيض النبوة من منبع
تجمع في جوهر خالصٍ ***** تنزه عن (عَـــرَضِ ) المطمع
* هذه القصيدة من روائع شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري (1899 -1997) وهو من العراق ولد في النجف ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. يرجع اصول الجواهري إلى عائلة تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " ومنه جاء لقب الجواهري. قرأ القرآن وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة و النحو والصرف و البلاغة و الفقه. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان أبو الطيب المتنبي .
نظم الشعر في سن مبكرة وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين ، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية.
* آمنتُ بالحسين القاها الشاعر في الحفل الذي اقيم في كربلاء يوم 26 تشرين الثاني عام 1947 لذكرى استشهاد الحسين عليه السلام وكُتِبَ خمسة عشر بيتاص منها بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدي الى الرواق الحسيني