عبد الله بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب ( عليهم السلام )
امّه الرباب بنت القيس الكلبية .
عاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم يوم عاشوراء وهو منحني الظهر و إذا بعقيلة بني هاشم زينب الكبرى ( عليها السلام ) إستقبلتهُ بِعبد الله الرضيع ( عليه السلام )
قائلةً : أخي ، يا أبا عبدالله
هذا الطفل قد جف حليب أمه ، فأذهب به الى القوم ، علهم يسقوهـ قليلاً من الماء .
فخرج الإمام الحسين ( عليه السلام ) إليهم ،
و كان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب ذا
الجناح ، و إذا توجه إلى الخطاب كان يركب
الناقة .
ولكن في هذهـ المرة خرج راجلاً يحمل
الطفل الرضيع ( عليه السلام ) ، و كان يظلله عن
حرارة الشمس .
.فصاح : أيها الناس ...
فأشرأبت الأعناق نحوهـ
فقال ( عليه السلام ) :
أيُها الناس ... إن كان
ذنب الكبار فما ذنب الصغار
فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم
من قال : لاتسقوهـ ، و منهم من قال : أُسقوهـ
و منهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية .
عندها إلتفت عُمر بن سعد إلى حرملة
بن كاهل الأسدي ( لعنه الله ) و قال
له : ياحرملة ، إقطع نزاع القوم .
يقول حرملة : فهمت كلام الأمير
فَسددتُ السهم في كبد القوس
و صرب أنتظر أين ارميه .
فبينما أنا كذلكـ إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل
وهي تلمع على عضد أبيه الحسين ( عليه السلام ) كأنها
إبريق فضة .
فعندما رميته بالسهم ، فلما وصل إليه
السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان
الرضيع مغمى عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس
بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه و اعتنق أباهـ
الحسين ( عليه السلام ) ، و صار يرفرف بين يديه
كالطير المذبوح ، فيالها من مصيبة عظيمة .
و عندئذ وضع الحسين ( عليه السلام ) يدهـ تحت نحر الرضيع حتى
امتلأت دماً ، و رمى بها نحو السماء قائلآ :
اللهم لا يكن عليكـ أهون من فصيل ناقة صالح ، فعندها لم تقع
قطرة واحدة من تلكـ الدماء المباركة إلى الأرض ، ثم عاد به
الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم .
فاستقبلته سكينة و قالت : أبه يا حسين ،
لعلكـ سقيت عبدالله ماء و اتيتنا بالبقية ؟
قال ( عليه السلام ) : بني سكينة ، هذا أخوكـِ
مذبوح من الوريد إلى الوريد .