|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 28250
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 1,487
|
بمعدل : 0.26 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
ليـوم الطـفِّ قــد خُـلـقَ النحـيـبُ
بتاريخ : 06-01-2009 الساعة : 03:36 PM
ليـوم الطـفِّ قــد خُـلـقَ النحـيـبُ
يوم عاشوراء يوم الفجيعة الذي بكت له السماء ، وحريّ بكل عين أن تبكي له.
ليـوم الطـفِّ قــد خُـلـق النحـيـبُ
فـلـيـس كـمـثـلِـه يــــومٌ كـئـيــبُ
**
بــه آلُ الـرسـولِ جــرتْ عليـهـم
خـطــوبٌ لا تسـاويـهـا خـطــوبُ
**
فـمـن ذبــحٍ ومــن أســرٍ وسـبـيٍ
ومــن رُزءٍ تــذوبُ لــه الـقـلـوبُ
**
لـقـد ذُبـحـوا عـطـاشـى دون ريّ
عطاشـى والـفـراتُ لـهـم قـريـبُ
**
وأرضٌ لــــم تـروّيــهــم بــمـــاءٍ
رواهـــا مـنـهـمُ عـــرقٌ سـكـيـبُ
**
فـيــا لله كـــم حـمـلــوا مُـصـابــاً
ولو عافوا الصوابَ لمـا أُصيبـوا
**
وهيـهـاتَ الدنـيّـة مـــن نـفــوسٍ
لغـيـر الـحـقّ مــا كـانـتْ تـثـوبُ
**
رضاهم في رضـا الرحمـن حتّـى
ولو فيه انبرى الخطبُ العصيـبُ
**
أتَــوا طـفّـاً وقــد ركـبـوا خـيـولاً
و عــادوا والقـنـا لـهـمُ الـرَكـوبُ
**
وهل عرفَ الطفوفُ وقـد جفاكـم
بـــأنّ تـرابَــه مـنـكـم يـطـيــبُ ؟
**
سأبكـيـكـم عـلــى الأيّـــام دمـعــاً
بـــهِ زَفَـراتــيَ الـحــرّى تــــذوبُ
**
و ألـطــمُ أضـلـعـي بـألـيـمِ لـطــمٍ
وينبتُ فـي دمـي الجمـرُ الّلهيـبُ
**
فيا لهفـي وجسـمُ السبـطِ أمسـى
علـيـه خـيــولُ أعـــداءٍ تـجــوبُ
**
وثـغــرٌ كـــان يـلـثـمُـه رســــولُ
عليهِ هوى– أيا لهفي– القضيـبُ
**
تخـضّـبَ بالخـمـورِ يـزيــدُ هـنــدٍ
وبالـدمِ نسـلُ فاطـمـةٍ خضـيـبُ !
**
و يـرفـلُ بالنـعـيـم لـئـيـمُ أصـــلٍ
و يُتركُ في الثرى ذاك الحسيبُ !
**
ألا يـا دهــرُ كــم تقـسـو وتجـفـو
ومـا لـك أيّهـا الجـافـي صحـيـبُ
**
أتُـسـبـى زيـنــبٌ وبـنــاتُ طــــهَ
وعيشُـك يـا زمـانُ إذاً يطـيـبُ ؟!
**
و زيــنُ العـابـديـنَ أسـيــرُ قـيــدٍ
يُـسـاقُ كـأنّـه العـبـدُ الغـريـبُ !!
**
أتَـوا كــي ينقـذوهـم مــن لهـيـبٍ
فأُضـرم فـي خيامِـهـمُ اللهيــبُ !
**
إذا صـحّ النعـيـبُ عـلـى الـرزايـا
فـمـا غـيـر الطـفـوف لــه نعـيـبُ
**
تغـيـبُ الشـمـسُ واحـــدةً بـيــوم
و ثـــمّ إذا أتـــى صـبــحٌ تـــؤوبُ
**
و لكنْ في الطفوف شمـوسُ طـهَ
بـيــومٍ كـلّـهــا أخــــذتْ تـغـيــبُ
**
أيــا نـهـرَ الـفـراتِ أأنـــتَ مـــاءٌ
جريـتَ هنـاكَ أم دمــعٌ صبـيـبُ ؟
**
و أعـجـبُ والعُـطـاشـى آلُ طـــهَ
ولم يـكُ نحوهـم منـك الوثـوبُ !
**
بـقـيــتَ بـقـيــد أعــــداءٍ لــئـــامٍ
وأحـرى لـو بـدا مـنـك النُّـضـوبُ
**
تنـادي زينـبٌ يــا صـحـبَ جَــدّي
وصحـبَ أبـي ويالجمـعُ المهيـبُ
**
تنـادي والـدجـى أخـفـى صبـاحـاً
سيطفئُ ضـوْءَه الحَـدَثُ الرهيـبُ
**
تنـادي : ياحبيـبُ جُـزيـتَ خـيـراً
ألا ادفـعْ عـن حسيـنٍ يــا حبـيـبُ
**
فلـبّـاهـا حـبـيـبٌ بـاســمِ جــمــعٍ
أشـاوس قـد بــدا منـهـم وُثــوبُ
**
سنُبـلـي لا كـمــا أبـلــى شـجــاعٌ
أمــام السـبـطِ أو بـطــلٌ نـجـيـبُ
**
فقِـرّي يــا ابـنـةَ الـزهـراء عيـنـاً
سـتَـفـدي قـلـبَـه مـنّــا الـقـلــوبُ
**
و جـاء الصبـحُ يـا لهفـي ولـكـنْ
شموسُ الصبحِ أخفاها المغيبُ !
**
رضيعُـك يـا حسيـنُ رمـاه سـهـمٌ
توضّـعَ حيـث قـد رُضِـع الحليـبُ
**
سـقـوْه السـهـمَ رِيّــاً فــي وريــدٍ
فـــلا واللهِ مـــا لــهــمُ الـقـلــوبُ
**
أبـا فضـلٍ عُطاشُـكَ فــي انتـظـارٍ
أجبـهـمْ أنــتَ يــا نـعـمَ المُجـيـبُ
**
رميـتَ المـاءَ فـوقَ المـاءِ ويـلـي
بنهـر العلقمـيّ ، فـهـل يطـيـبُ ؟
**
وحقّـكَ ليـس جـودُك قـد أُريـقـتْ
فمنـهـا رُوّي الـمـجـدُ الخـصـيـبُ
**
ومـاجـتْ هــدأة الدنـيـا وهـاجـتْ
ووجـهُ الريـح هاجـمـه الهـبـوبُ
**
لقـد ذبـحـوا الإمــامَ لأجــل دنـيـا
لتـمـلأَ جـوهــراً تـلــك الـجـيـوبُ
**
لأنّ الحـقَّ لــم يــكُ فــي هـواهـم
هـواهُــم خـمــرةٌ وفَـــمٌ طَـــروبُ
**
أضــلَّ عقولَـهـم لـيــلُ الخـطـايـا
وفــوق قلوبِـهـم رانـــتْ ذنـــوبُ
**
وكـم قـام الحسيـنُ بـهـم خطيـبـاً
فقالـوا: دعْـك يـا هـذا الخطيـبُ !
**
دعاهـم كـي يقيهـم مــن جحـيـم ٍ
وحـذّرهـم ولـكـنْ لــم يُجـيـبـوا !
**
لـقــد شـنّــوا حـروبــاً ضــــدّ آلٍ
حــريٌّ أنْ تُـشـنَّ لـهــم حـــروبُ
**
فقـاتـلَ لـيــس مُـخـتـاراً و لـكــنْ
قـتـالٌ قــد بـــدا فـيــهِ الـوجــوبُ
**
وضـجّ الكـونُ إذْ ذبحـوا حسيـنـاً
ولــوّن وجــهَ أنجـمِـه الشـحـوبُ
**
وأجهشـت السمـاء عليـه نـوْحـاً
وغطّى الأرض في الطفّ النحيبُ
**
و أ ُلصـق صــدرُه بالظـهـر لـمّـا
عليـه خيولُـهـم راحــتْ تـجـوب ُ
**
مـجـازرُ لـيــس يفعـلـهـا يـهــودٌ
ومَـن بصدورهـم لـمـعَ الصلـيـبُ
**
ثـلاثـاً سـبــطُ أحـمــدَ دون دفـــنٍ
ومـطـروحـا وسـادتُــه الـكـثـيـبُ
**
تـعـفّـره الـرمــالُ تـجــيءُ تـتــرا
ويلـفـحُ جسـمَـه الـحـرّ الـمـذيـبُ
**
وتطلعُ شمـس ذاك اليـوم خجلـى
وتغـربُ والحـريُّ بـهـا الـغـروبُ
**
وأيـقـنـت الـوحــوش إذا رأتــــه
بــأنّ الـوحـشَ قـاتـلُـه الـرهـيـبُ
**
أيــا ويـلـي وزيـنـبُ فــي إســـارٍ
تهـشّـمُ لـحـمَ رجليـهـا الـــدروبُ
**
فــإنْ نـظـرتْ لأسـفـلَ فاليـتـامـى
وللأعلـى فـذا الــرأسُ الخضـيـبُ
**
لـعـمــرك إنــهــا أرزى الــرزايــا
كزينـبَ صـار يحـدوهـا الغـريـبُ
**
ونــادتْ يــا أخــي مـالـي أنـيـسٌ
بـعـيــدَك أو لآلامـــــي طـبــيــبُ
**
أخـي كـم كنـتُ أرجـو أن تـرانـي
بـتُـربٍ ثــمّ هـــا أنـــتَ الـتـريـبُ
**
فــؤادي نصـفُـه لـلــرأس يـرنــو
ونـصـفٌ شــدّه الـبـدَنُ السـلـيـبُ
**
ألـم تنظـرْ إلــى السـجّـاد يخـطـو
وتخطـو تحـت أرجلِـه الخـطـوبُ
**
وفــي الأصـفـادِ قــد غـلّـوه غــلاًّ
وغـطّـت جـيـدَه مـنـهـا الـنــدوبُ
**
سأغـدو والأســى ربّــانُ نفـسـي
وعينـي كحلُهـا الـدمـعُ السكـيـبُ
**
وصوتي لن يكـونَ سـوى نشيـجٍ
و حلقـي سـوف يسكنُـه النحيـبُ
**
حبيبـي يـا حسيـنُ و نـور عينـي
حـبـيـبٌ لـيــس يَخـلُـفُـه حـبـيـبُ
**
أيـا ابـن أبـي و إنّـك فـي فــؤادي
وإن فارقـتـنـي جـسـمــاً قــريــبُ
**
عـزائـي فـيـكَ أنّ الـديــنَ أبـقــى
منـائـرَ مـجــدِه دمُـــكَ السـكـيـبُ
*****
خادم ال البيت عليهم السلام
مرتضى العاملي
9/ مـــــــحــــــــرّم / 1430هـ
|
|
|
|
|