لهفي على من كان يحكم كوكبا
وطعامه خبز الشعيـر ومـاءُ !
**
لا يقبلـنّ بطحنـه بنعـومـة ٍ
كي لا تمسّ طعامـه النعمـاءُ !
**
ثوباه : ملبوس ومغسـول ومـا
له كلما طلـع الصبـاح رداءُ !
**
وأثاثـه ذاك الحصيـر مـؤثّـر
في جنبـه ووسـادة هيفـاءُ !
**
رهن المِجنّ لكي يؤمـن قمحـه
ويكون في بيت الأمير غـذاءُ !
**
كي لايكون من الرعية من بـه
فقـر كفقـر أميـره وعنـاءُ !
**
حقّ لكم أن تعجبوا من حاكـم
عجبت لشدّة فقـره الفقـراءُ !
**
كتقـاه إلاّ المرسليـن تقاهـمُ
وكعدله لم تشهـد الأرجـاءُ !
**
هو حيدر باب بـه الله ابتلـى
كل العبـاد لمـن أتـاه هنـاءُ
**
أما التنكّب عنـه فهـو بليـة
يوم الجزاء إذ الجحيـم جـزاءُ
**
باب إلى الفردوس أوجده العلـى
للناس يوما إن أبـوا أو شـاؤوا
**
لمّا الرسول المصطفى قام انبـرى
والناس حوله والثـرى رمضـاءُ
**
ليبلّـغ الأمـر العظيـم لأمـة
والجمـع كلّهـمُ لـه إصغـاءُ
**
من كنت مولاه الأكيد فحيـدر
مولى له وعن الجحيـم وجـاءُ
**
يارب فانصر من غدا له ناصـرا
مَن فـي فـؤاده للوصـيّ ولاءُ
**
واخذلْ إلهـي خاذليـه فإنهـم
حسّـاده وبهـم لـه ضغنـاءُ
**
إذ ذاك أدركت الجموع مقامـه
ولبيعة نصـب الغـداة خبـاءُ
**
ولو استقاموا تحت ظـلّ لوائـه
لأظلهم طـول الحيـاة رخـاءُ
**
لكنّهـم للحـق كارهـة ومـا
بقلوبـهـم للطاهـريـن ولاءُ
**
ورضوا حياة الغاب وحش سيّد
وهـمُ عبيـد تحتـه و إمـاءُ !
**
هم هكـذا يستمتعـون بأنهـم
لجماعة الحيتان تلـك غـذاءُ !
**
عجبا لهم ضعفاء لكـنْ ويحهـم
يستمتعـون بأنهـم ضعفـاءُ !
**
ذل و مسكنة عليهم فـي الدنـا
ضُربت وبأس بينهـم وشقـاءُ
**
وغشاوة فوق العيـون ومثلهـا
فوق القلـوب وغفلـة وغبـاءُ
**
وشتاتهم لا كالشتـات وليلهـم
لا نجم فيـه وعيشهـم بأسـاءُ
**
لعقتْ أصابعها وقامـت بعدمـا
شبعت وروّت منهمُ الأعـداءُ !
**
كزجاجة قد هُشّمت أجزاؤهـا
أوطانهـم وبلادهـم أشـلاءُ !
**
ركبوا جموح العيش حين ترجّلوا
عن سرج آل دربهـم وضّـاءُ
**
بدر الدجى لو كان يعقل شرّهم
فلما بدا للنـاس منـه ضيـاءُ
**
والشمس لو عقلت حقيقة خبثهم
ما أشرقت يومـا وصـار نمـاءُ
**
والغيم لو يـدري بشـر تحتـه
ما فاض للأشرار منـه شتـاءُ !
**
وعن الصراط المستقيم تنكّبـوا
فتنكبّـت لـه عنهـم السـرّاءُ
**
و تنكروا لمن الوصـيّ أبوهـمُ
نسبـاً وأمهـمُ هـي الزهـراءُ
**
من منهمُ حسن الزكـيّ المجتبـى
وحسين والعبـاس والحـوراءُ !
**
لمن الحسين شهيدهم في كربـلا
وهو الذي شرفت به الشهـداءُ
**
وعلي السجاد ابـن حسينهـم
زيـن الذيـن تعبّـدوا البكّـاءُ
**
ثم الذي بقـر العلـوم محمـد
ذاك الذي هو في الأنـام سنـاءُ
**
والصادق المصدوق جعفر منهـمُ
ذاك الذي دانـت لـه العلمـاءُ
**
والكاظم العلَم الذي حلـم بـه
وتجلّد عجبـت لـه الحلمـاءُ !
**
ثم الرضا ذاك الذي طرق الدنـا
ذكر لـه بيـن الـورى وثنـاءُ
**
ثم الجواد البـر مولـود الرضـا
شبه السحاب البـاذل المعطـاءُ
**
ثم الذين تشرفـت بوجودهـم
في أرضهـا سكـانَ سامـرّاءُ
**
فعليٌ الهادي الذي خشعتْ لـه
من علمـه وصفاتـه الأمـراءُ
**
والعسكريّ البرّ ذو الهدي الذي
شعّتْ بنـور وجـوده الأنحـاءُ
**
والقائم المهديّ منهم مَـن بـه
تُمحى عـن البشريـة البلـواءُ
**
صلوات ربي والسـلام عليهـمُ
ما فجّ صبـح أو أظـلّ مسـاءُ
**
قلبي ولو أن القلـوب تنكـرت
لعظيم شأنهـمُ الجلـيّ فـداءُ
**
وهم الشفاعة والسعادة والهـدى
وبهم لنا يوم الحسـاب رجـاءُ
**
لأولئكـم يتنكـرون لأنّـهـم
أعماهـم الشيطـان والأهـواءُ
**
لم يقرنوا أرواحهم بمن اهتـدى
وجنـود إبليـسٍ لهـم قرنـاءُ
**
ومشوا وراء الظالميـن وبغيهـم
وبكلّ إثـم بيّـنٍ قـد بـاؤوا
**
لم يركبوا سفن النجـاة جليّـة
فأظلهم مـوج عـلا و بـلاءُ
**
ظلّوا على الأيام ريشـا طائـرا
تلهـو بـه و تهـزّه الأنــواءُ
**
غُصبتْ أراضيهم وسيم وجودهم
خسفاً وضاقت عنهم الأجـواءُ
**
ثم استبد بهم سلاطيـن الغـوى
طبقيـة وضرائـب وغــلاءُ
**
شُلّت قوافلهم ومات مسيرهـا
وعن الحناجر قد أنـاخ حِـداءُ
**
يبكون للأفلام وهـي تقمّـص
ودموعهم فوق الخدود شتـاءُ!
**
لكنّه مستنكـر فـي فكرهـم
في ذكر ذبح بني الرسول بكاءُ !!
**
سحقا لكـلّ معانـد مستكبـر
للحق في دمـه الخبيـث عـداءُ
**
ما أهون الدنيا التي تجـري بهـا
فوق الثـرى للطاهريـن دمـاءُ
**
أكفانهم إلاّ الثـرى وقبورهـم
إلاّ النـوى ولبوسهـم عفـراءُ
**
ورؤوسهم فوق القنا وجسومهم
فوق الثـرى وديارهـم قفـراءُ
****
خادم ال البيت (عليهم السلام)
مرتضى العاملي
التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى العاملي ; 05-07-2009 الساعة 01:37 AM.