العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية مرتضى العاملي
مرتضى العاملي
عضو برونزي
رقم العضوية : 28250
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 1,487
بمعدل : 0.26 يوميا

مرتضى العاملي غير متصل

 عرض البوم صور مرتضى العاملي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي الوجه الآخر للجمال..رؤية اسلامية
قديم بتاريخ : 31-12-2008 الساعة : 05:14 PM


الوجه الآخر للجمال..رؤية اسلامية
د. علي الهنداوي

02/02/2007


الملاحظ في القرآن الكريم أ نّه لم يتحدّث عن الجمال كقيمة ، وأ نّه لم يتحدّث عنه في النسـاء ، بل تحدّث عنه في الرجال . فهذا يوسُف الذي خلب لبّ (زليخا) إمرأة العزيز التي شغفها حبّاً ، كان شابّاً جميلاً في منتهى الحسن والجمال حتّى أنّ نسوة المدينة قطّعن أيديهنّ لمرآه وهو يطلّ عليهنّ بوجهه الملائكي الباهر الحسن . يوسُف نفسُه لم يلتفت إلى جماله كقيمة ليُصـاب بالغرور كونه أجمل أهل الأرض جميعاً ، ولم يستسلم للإغراء بوحي من أ نّه محبوب ومطلوب لجماله، فلقد تحدّث القرآن عن جمالات أخرى في يوسف .. تحدّث عن عفافه واعتصامه بحبل الله ، وعن أمانته ودعوته لله وعن تأويله للرؤيا وعن قدرته في إدارة الخزينة ، ليلفت انتباهنا إلى أنّ القيم الحقيقية والجمال الحقيقي الذي قد يفنى الجمال الظاهريُّ ويبقى هو هذه القيم التي لا ينبغي أن يشغلنا حسنُ يوسف أو أي جميل وجميلة عن التفكير بها ..
فالحسنُ ـ أي حسن الخلقة ـ هو هبة الله لعبده ولا إرادة للعـبد فيه ، أمّا حُسن الخُلُق فهو صناعة الانسان نفسه وتتويج من توفيق الله وهدايته ، ولذا فإنّ الحسن الثاني أدعى إلى الإعجاب والثناء من شيء لا دخل لنا فيه إلاّ بمقدار ما ندخله من بعض التحسينات الطفيفة ، أي أنّ مجال الحسن الأوّل ضيّق محدود، وأمّا مجال الحسن الثاني فواسع عريض وقابل للتنمية والإثراء والتطوير .
إبحث عزيزي الشاب ..
إبحثي عزيزتي الشابّة .. عن الوجه الآخر للجمال ..
وسترون أنّ الفضائل كلّها ـ بلا استثناء ـ جميلة ، وأنّ الرذائل كلّها ـ بلا استثناء ـ قبيحة ، وقد نختلف في تقييم جمال فتاة أو وسامة شاب لأنّ لكلّ أمّة مقاييسها فيما هو الجمال، ولأنّ الجمال الظاهري أمر نسبيّ، لكنّ الأمم لا تختلف في أنّ الحبّ جمال ، والعفو جمال ، والعفّة جمال ، والمعروف جمال ، والخير جمال ، والحقّ جمال ، والتعاون جمال ، والكرم جمال ، والشجاعة جمال ، والتواضع جمال ، والإحسان جمال .
كما أ نّها لا تختلف في أنّ الكذب قبيح ، وأنّ السرقة قبيحة ، وأنّ الاعتداء على الشرف قبيح ، وأنّ التكبّر والتجبّر قبيحان ، وأنّ العدوان على السلامة الخاصّة والعامّة قبيح ، وأنّ التلاعب بالقانون ومخالفة الأنظمة قبيح ، وعقوق الوالدين قبيح ، والغش قبيح .
ولو قمنا بجولة سريعة في بعض الأحاديث الشريفة التي تكشف لنا الوجه الآخر للجمال ، لرأينا أنّ ثمة معايير للجمال مغفولٌ عنها ، أو لا يعيرها الناس كثير اهتمام لأ نّهم اعتادوا النظر إلى الجمال من زاوية الشكل والإطار الخارجي فحسب . فمن بين هذه الأحاديث :
1 ـ جمالُ الحِلم : جمالُ الرجل حِلمُه .
2 ـ جمالُ الوقار : جمالُ الرّجل الوقار .
3 ـ جمالُ الورع : جمالُ المؤمن ورعه .
4 ـ جمالُ الطاعة : جمالُ العبد الطاعة .
5 ـ جمال اجتناب العار : جمالُ الحرّ تجنّب العار .
6 ـ جمالُ القناعة : جمالُ الغني القناعة .
7 ـ جمالُ التفاني : جمالُ الإحسان ترك الامتنان .
8 ـ جمالُ التمام : جمالُ المعروف إتمامه .
9 ـ جمالُ العمل : جمالُ العالم عمله بعلمه .
10 ـ جمالُ النشر : جمالُ العلم نشره .
11 ـ جمالُ العقل : لا جمال أحسن من العقل .
12 ـ جمالُ البـيان : صورة المرأة في وجهها ، وصورة الرجل في منطقه .
قال العبّاس للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما الجمال بالرجل يا رسول الله ؟ قال : بصواب القول الحقّ . وعن عليّ بن أبي طالـب (عليه السلام) : أحسن العقل جمال البواطن والظواهر .
من هذه الباقة الجميلة من الأحاديث الشريفة يمكن أن نستخلص المقاييس التالية للجمال :
1 ـ الجمال العبادي : وهو الذي أشارت إليه الأحاديث التي تحدّثت عن : الورع ، والطاعة ، واجتناب العار ،
والتناغم بين السرّ والعلن .
2 ـ الجمال العلميّ : وهو الذي ألمحت إليه الأحاديث التي تحدّثت عن: العمل بالعلم، ونشر العلم، أي أن لايكون العلم محفوظاً في الصدور والعقول كما يحفظ المال في الصناديق المقفلة فـ زكاة العلم أن تعلّمه من لا يعلمه .
3 ـ الجمال الاجتماعي : وهو الذي تحدّثت عنه الأحاديث المتعلّقة بـ (الحِلم) و (الوقار) و (المعروف) .
وهناك لفتة مهمّة في هذا الإطار لو أخذناها بعين الاعتبار ، فالله سبحانه وتعالى وهو خالق الجمال وواهب الجمال للنساء وللرجال سوف لا يُدخل أشكالنا وجمالنا الظاهري في قائمة حسابنا يوم القيامة ، ففي الحديث : إنّ الله لا ينظر يوم القـيامة إلى وجوهكم وإلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم . ولو نظر إلى جمالنا الظاهريّ لاحتجّ الدميمون والمعوّقون والمنغوليون والمشوّهون وأصحاب العاهات ، فلم ندخل في حسابنا ما لم يدخله الله في حسابنا ؟!
كما أ نّنا حينما نقرأ الحديث الشريف رحم الله امرأً عمل عملاً فأتمّه وأتقنه فإنّنا نعرف أنّ تمام الشيء وإتقانه جمالٌ لا يشذّ عن ذلك عملٌ معنوياً كان أم مادّياً .
فضلاً عن ذلك كلّه، فقد دعا القرآن الكريم إلى محاسن كثيرة ينبغي التنبّه إليها والأخذ بها ما اسـتطعنا إلى ذلك سـبيلاً ، كالعمل الحسن والعمل الأحسن في قوله تعالى :
(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ا لاَْرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَ يُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) .
والأسلوب الأحسن :
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَـنُ فَإِذَا ا لَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَ نَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) . ( فصلت / 34 )
والقول الأحسن :
(وَمَنْ أَحْسَـنُ قَوْلاً مِمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ ) . ( فصلت / 33 )
والدين الأحسن :
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ) .
( النساء / 125 )
والتحية الأحسن :
(وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّة فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا ) . ( النساء / 86 )
كما جاء الجمال وصفاً للأخلاق كالصبر الجميل :
(فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ) . ( المعارج / 5 )
والصفح الجميل :
(فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) . ( الحجر / 85 ) والسراح الجميل :
(فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ) . ( الأحزاب / 49 )
والهجر الجميل :
(وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ) . ( المزمل / 10 )
مرّ عيسى (عليه السلام) مع حوارييه على كلب ميت أنتنت جيفته ، فقال الحـواريون : ما أنتن جيفة هذا الكلب !
فقال عيسى (عليه السلام) : ما أشدّ بياض أسنانه . لقد التفتوا إلى (القبح) والتفت عيسى (عليه السلام) إلى (الجمال) . وفي المثل الدجاجة السوداء تضع بيضاً أبيض و البقرة السوداء تدرّ حليباً أبيض . وقديماً قيل :


ومن يـك ذا فم مرٍّ يجد مرّاً به الماء الزلالا

وقال آخر :


عينُ الرضا عن كلّ عيب كليلة وعينُ السخط تبدي المساويا


ألا يحدث أحياناً أن نخلع الجمال على ما نحبّ ونرضى ، ونخلع القبح على ما نكره ونغضب ؟ وهذه النظرة الاسقاطية لا تمثّل الجمال ولا تمثّل القبح ، فالجميل يبقى جميلاً حتّى وإن لم يرق لنا ، والقبيح يبقى قبيحاً حتّى وإن راق لنا .
لنبحث إذاً عن الوجه الآخر للجمال ، فهو الجمال الحقيقي المعوّل عليه ، وهو الذي يجلب من السرور ما لايجلبه الجمال الصوري . تأمّلوا معنا قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : اطلبوا حوائجكم عند حسان الوجوه ، فإن قضى حاجتك قضاها بوجه طليق ، وإن ردّك ردّك بوجه طليق ، فربّ حسن الوجه دميمه عند طلب الحاجة ، وربّ دميم الوجه حسنه عند طلب الحاجة .
ألم تصادفكم في الحياة أمثال هذه الوجوه الحسنة الشكل القبيحة الفعل ، أو الدميمة في الشكل الحسنة في الفعل ؟ ولكن هذا لا يمنع ولا ينافي من أن يكون الفعل أحياناً مطابقاً للشـكل وزيادة الخير خير وزيادة الجمال جمال .



تقبلوا تحياتي

__________________







توقيع : مرتضى العاملي
من شع نور العقل في جبهة استعداده،،
نفذ شعاع شمس العقل إلى نافذة قلبه،،،
من مواضيع : مرتضى العاملي 0 تهنئه بيوم مبعث الرسول الاكرم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم
0 تهنئه بيوم مبعث الرسول الاكرم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم
0 أبو طالب كفيل الرسول في ذكرى وفاته (26/رجب)
0 أَبُو طالب .عليه السلام. حامي الرِّسالةِ والرسُول صلى الله عليه واله في ذكراه 22
0 تعزية وقصيدة أوّاه يا موسى العظيم (في استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام)
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:00 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية