سؤال نطرحه على أنفسنا كيف تربطنا بالحسين تلك العلاقة الوطيدة التي ظلت شامخة مع مرور الزمان ؟
رغم إختلاف العلاقات بين البشر وبعضهم الآخر والتي قد تدوم لأيام وأسابيع وقد تمتد في البعض لتصل إلى السنين ولكن بعدها يتفرق الشخصان عن بعضهم البعض ولا يلتقون إلا نادر في مكان ليس في البال
ولكن تبقى علاقتنا بالحسين عامرة وثابتة مع مرور الأيام وكل ما تقدم الزمن بنا تزداد تلك العلاقة والمودة والمحبة له ويكبر وقعها في قلوبنا
ترى ما سر تلك العلاقة الرهيبة التي تجمعنا به وتجعلنا نتوافد كبارا وصغار نساء ورجالا لمأتمه من دون أن يدعونا أي شخص للحضور فقد حضرنا لوجود أسم الحسين عليه السلام فيها فهو الذي جمعنا وهو الذي وحدنا فهل نرى مثل هذه التجمعات تحصل في مجتمعتنا سوى مع ذكر الحسين عليه السلام
جمعنا مع الحسين حبنا له وعقيدتنا به فهو إمامنا الثالث والذي نذر حياته ليبقى ذكر الشيعة عامرا ولم يبخل بشيئ لعمل ذلك فكيف نجازيه ياترى ؟
أسئلة كثيرة تطرح في هذه الايام حول الحسين عليه السلام وحول واجباتنا نحوه وهل ياترى يقبلنا بأعمالنا التي تخجله في الواقع والتي لولا شفاعته وشفاعة أهل بيته عليهم السلام لم ولن ندخل الجنة وهل لو عاد بنا الزمن لنصرناه كما فعل أصحابه الذين بذلوا مهجهم دونه وقدموا الغالي والنفيس له حيث قال لهم من يريد الرجوع فليرجع وهذا الليل سيكون ساترا بينكم ولكنهم أبوا ذلك وقالوا هيهات يابن رسول الله هل نفوت الشهادة بين يديك وأخرجوا سيوفهم من أغمدتها وقالوا لن نردها إلى أغمدتها حتى نقتل بين يديك
لا أريد الإطالة عليكم أخوتي وأخواتي الأعزاء كل ما أريد قوله هو أغتنموا أوقاتكم وكونوا كما يريد منا الإمام الحسين عليه السلام ولنغتنم أوقاتنا في هذا الشهر الحرام بالعزاء والنوح على أبي عبد الله الحسين عليه السلام فكل دمعة عليه لها الأجر والثواب الكثير حيث ورد في روايات عديدة من بكى على الإمام الحسين غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإن لم يستطع الشخص البكاء فليتباكا
ولنتذكر دائما قول الإمام الصادق عليه السلام ((أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا))
ختاما عظم الله أجرنا وأجركم بمصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام