عمر يعترف: عليّ هو الولي وأخو النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم
بتاريخ : 23-12-2008 الساعة : 06:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ عمر يعترف: عليّ هو الولي وأخو النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)
أخرج الحافظ العلاّمة جمال الدين الموصلي الحنفي المشهور بابن حسنويه ـ 680 هـ ـ بسنده عن أنس بن مالك، قال: لمّا كان يوم المؤاخاة وآخى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بين المهاجرين والأنصار، وعليّ(عليه السلام)واقف يراه ويعلم مكانه لم يؤاخ بينه وبين أحد، فانصرف عليّ(عليه السلام) باكي العين.
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): يا بلال، اذهب فائتني به. فمضى بلال وأتى عليّاً(عليه السلام) وقد دخل منزله فرأته فاطمة(عليها السلام) فقالت: ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟
قال(عليه السلام): يا فاطمة، آخى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بين المهاجرين والأنصار وأنا واقف يراني ويعلم مكاني لم يؤاخ بيني وبين أحد.
قالت(عليها السلام): لا يحزنك، لعلّك إنّما أخّرك لنفسه.
فطرق بلال الباب وقال: يا عليّ، أجب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
فأتى عليّ(عليه السلام) إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): ما يبكيك، يا أميرالمؤمنين؟
فقال عليّ(عليه السلام): آخيت بين المهاجرين والأنصار وأنا واقف تعرف مكاني لم تؤاخ بيني وبين أحد.
فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): يا عليّ، إنّما آخّرتك لنفسي كما أمرني ربّي، قم، يا أبا الحسن، فأخذ بيده ورقى المنبر وقال: اللّهمّ إنّ هذا منّي وأنا منه، ألا إنّه بمنزلة هارون من موسى، أيّها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟
قالوا: بلى.
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، ومن كنتُ وليّه فعليّ وليّه، اللّهمّ إنّي قد بلغت ما أمرتني به. ثمّ نزل.
وقد سرّ عليّ(عليه السلام) فجعل الناس يبايعونه وعمر بن الخطّاب يقول: بخّ بخّ لك يابن أبي طالب، أصبحت مولانا ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، امرأة من يعاديك طالق طلقة(1)... .
أقول: هلاّ أخرج عمر رأسه من تحت الثرى ورأى أنواع العداء والبغضاء والتنكيل الّتي حيكت على الإمام عليّ(عليه السلام) منذ وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى شهادته، وبعد شهادته إلى يومنا هذا، حيث مرّ على ذلك ألف وأربعمائة عام من الزمن وكلّما سبر عليه الدهر ازداد وضوحاً، ثمّ يجيب عن هذه التساؤلات:
من هو المسبّب الأول الّذي قام بهذه الأعمال الشنيعة بحقّ عليّ(عليه السلام)؟
من هو أوّل من أنكر مولويّة الإمام عليّ(عليه السلام) وأولويته، وتعدّى على حدود المولوية العلوية حتى أن صيّر عليّاً(عليه السلام) جليس الدار فترة تربو على خمس وعشرين سنة؟
2 ـ عمر يعترف: خلق الله ملائكة من نور وجه عليّ(عليه السلام)
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بسنده عن عثمان بن عفّان قال: سمعت عمر بن الخطّاب قال: سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول: إنّ الله تعالى خلق من نور وجه عليّ بن أبي طالب ملائكة يسبّحون الله، ويقدّسون الله، ويكتبون ثواب ذلك لمحبّيه ومحبّي ولده(2).
3 ـ عمر يعترف: عليّ أخو النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)
روى محدّث أهل السنّة الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن عمر بن الخطّاب قال: إنّ النبيّ آخى بين الناس وترك عليّاً حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً، فقال(عليه السلام): آخيت بين الناس وتركتني؟
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): ولم تراني تركتك؟ إنّي تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك فإن ذاكرك ـ ناقشك ـ أحد فقل: أنا عبدالله، وأخو رسوله، لا يدّعيها بعدي إلاّ كذّاب(3).
4 ـ عمر يعترف: عليّ وآله في ظلّ العرش الالهي
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره بإسنادهم عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ عليّاً وفاطمة والحسن والحسين في حظيرة القدس، في قبّة بيضاء، سقفها عرش الرحمن عز وجل (4).
5 ـ عمر يعترف: لعليّ خصال انفرد بها
روى العلاّمة الحافظ المتّقي الهندي بسنده عن الخليفة العبّاسي المأمون عن الرشيد، حدّثني المهدي، حدّثني المنصور، حدّثني أبي، حدّثني عبدالله بن عبّاس، قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: كفّوا عن ذكر عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فقد رأيت من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فيه خصالا لأن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطّاب أحبّ إليَّ ممّا طلعت عليه الشمس.
كنت أنا وأبو بكر وأبوعبيدة في نفر من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فانتهيت الى باب أُمّ سلمة وعليّ قائم على الباب فقلنا: أردنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال(عليه السلام): يخرج اليكم، فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فسرنا إليه فاتّكأ على عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ثمّ ضرب بيده منكبه ثمّ قال: إنّك مخاصم تخاصم، أنت أوّل المؤمنين إيماناً، وأعلمهم بأيّام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسوية، وأرأفهم بالرعية، وأعظمهم رزية، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني، والمتقدّم إلى كل شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدي كافراً، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي(5).
ورواه غير واحد من أعلام الحديث والتاريخ، كالإسكافي(6) وابن عساكر(7)وابن أبي الحديد(8) والسيوطي(9)، وزادوا: أبشر ـ يا عليّ بن أبي طالب ـ إنّك مخاصم، وإنّك تخصم الناس بسبع لا يجاريك أحد في واحدة منهنّ. وزاد خطيب خوارزم(10) ومحبّ الدين الطبري(11) ما لفظه: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أ نّه لا نبي بعدي.
وزاد الأمرتسري(12) ما لفظه: يا عليّ، من أحبّك فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ الله، ومن أحبّ الله تعالى أدخله الجنّة، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى وأدخله النار.
6 ـ عمر يعترف بحديث المنزلة
أخرج الحفّاظ والمؤرّخون منهم العلاّمة الخطيب البغدادي بسندهم عن سويد بن غفلة عن عمر بن الخطّاب: انّه رأى رجلا يسبّ عليّاً(عليه السلام) فقال عمر: إنّي أظنّك منافقاً سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إنّما عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أ نّه لا نبيّ بعدي(13).
7 ـ عمر يؤذي النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ(عليه السلام)
روى العلاّمة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم القفطي الشافعي بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال عمر بن الخطّاب: كنت أجفو عليّاً(عليه السلام)، فلقيني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: آذيتني يا عمر!
فقلت: بايش؟
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): تجفو عليّاً! من آذى عليّاً فقد آذاني.
فقلت: والله لا أجفو عليّاً أبداً(14).
نعم، فإنّ احراق باب دار عليّ من قبل الخليفة عمر الّذي عاهد النبيّ وحلف قسماً بالله عز وجل وأعطى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) عهداً بأن لا يجفو عليّاً أبداً ليس من الجفاء! وإن كان عمر قد أشعله! إلاّ انّه لم يحرق عليّاً نفسه وذلك وفاءاً لعهده ويمينه بأن لا يجفو عليّاً!!(15)
8 ـ عمر يعترف: حبّ عليّ(عليه السلام) براءة من النار
أخرج العلاّمة المحدّث ابن شيرويه الديلمي الهمداني بسنده عن عمر بن الخطّاب، قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: حبّ عليّ(عليه السلام) براءة من النار(16).