لي عودة بعد أنتهاء قادسيتكم لأنشر هنا موضوع متكامل عن صرخيكم
لا تستعجل على رزفك..
اقتباس :
مثل ( منتظر الزيدي وكذلك الصرخي ) الاثنان عراقيين وطنيين
ليس غريباً أن يصدر تأييد حار وبمنتهى الحماس من الشارع العربي الغارق في الأمية والجهل، كما ولن نستغرب من تأييد بعض المثقفين العراقيين والعرب من الدرجة العاشرة من كتبة العرائض والذين تعج بهم مواقع الانترنت،
وإن دل على شيء فإنما يدل على تأزم الثقافة العربية، ومدى انحدارها إلى الدرك الأسفل من الحضيض، فأمة يتنافس مثقفوها في كيل الثناء على ثقافة القندرة، لا بد وأنها في أزمة ثقافية حقيقية، و في انتظارها كوارث كبيرة وكثيرة،
ولهذه الأسباب، يجب أن لا نستغرب من استمرار الأنظمة العربية المستبدة وبقاءها جاثمة على صدور شعوبها لنحو قرن من الزمان، تقودها بالأحذية، أو بالعصا الغليظة والكلاب كما يقود راعي الغنم ماشيته. فرغم نجاح الديمقراطية في بلدان كثيرة في العقدين الأخيرين والتي كانت أكثر تخلفاً من البلدان العربية، نجد الأخيرة في عداء مستحكم ضد من يريد مساعدتها في بناء الأنظمة الديمقراطية. وتأييد هؤلاء المثقفين لاستخدام الحذاء بدلاً من الكلمة من قبل الصحفي لدليل على أن هناك خلل كبير في الثقافة العربية-الإسلامية،
لا نريد أن نقلل من ثقل الإعلام البعثي الذي هيمن على رقاب العراقيين لنحو أربعة عقود، وما يلعب من دور في التضليل الآن، حيث سرق الثروات وأقام له إمبراطورية إعلامية أخطبوطية مترامية الأطراف، تغلغلت في وسائل الإعلام العربي، وبدد المليارات من الدولارات في شراء ذمم المئات من مثقفي كوبونات النفط العرب والأجانب، ليشنوا هجومهم المتواصل على العراق الجديد، وتشويه سمعته،
يعتبر البعض رمي الحذاء على الزعماء اختراع عراقي بامتياز، فكما كان العراق مهداً للحضارة البشرية حيث اخترع أجدادهم العجلة والكتابة والعلوم والرياضيات وغيرها قبل آلاف السنين، فكذلك اخترع هذا العراقي البعثي سلاحاً فتاكاً ألا وهو استخدام الحذاء للتعبير عن احتقانه بدلاً من الكلمة. فخلال الألف سنة الماضية لم تكن للعرب أية مساهمة إيجابية في الحضارة البشرية ماعدا التفنن في صنع الحكام المستبدين من أمثال صدام حسين والقذافي وملك السعودية وغيرهم، وقادة الإرهاب مثل بن لادن والظواهري والزرقاوي. والآن أضافوا إلى قائمة اختراعاتهم "مفخرة" جديدة يتباهون بها، ألا وهي رمي الأحذية على الزعماء الذين يختلفون معهم كأسلوب للتعبير.
إن أمة تفتخر بالحذاء كوسيلة من وسائل التعبير لدى صحفيها بدلاً من الكلمة، لدليل قاطع على ثقافة السقوط إلى الحضيض. إذ كما قال بعض الكاتب : " من يدخل التاريخ بحذاء فبالأحذية يُخرَجْ منه".
قال نزار قباني في شاكلة أبو القنادر ..
وإذا أصبح المفكر بوقاً ----- يستوي عندها الفكر والحذاء .