عجبا لأمة كرهت الحق وأكرهت علي قبول الباطل وأستوطنت النفس فيها الضعة والهوان والذل..
بأسا لأمة أنكرت ولاية أهل البيت (عليهم السلام ) وأتبعت الأهواء والغواية.
أما بعد
لحظة فكر عابر وأنا أقرأأحداث العام 36 للهجرة عام واقعة الجمل الكبري , حين خرجت عائشة زوج النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على إمام زمانها رغم كل ما تعرفه ورأته من حياته مع النبي الأكرم طوال سنوات طوال , إلا أن أكثر مالفت نظري في الأمر وكما رأه كل من صنف في السير والأخبار مثل هشام بن محمد الكلبي في كتابه الجمل , والطبري في تاريخ الأمم والملوك, وابن الأثير في كامله والمدائني في كتابه الجمل , ماورد عن ابن أبي الحديد في شرح النهج وما ورد في أسد الغابه, والأصابه وطبقات أبن سعد , وما أشار له كل من أرخ لحياة الصحابة والأولين.
فقد أجمع الكل أن أول من أطلق لفظ الكفر وحكم على عثمان بالكفر كانت عائشة.
ففيما نص عليه أبن أبي الحديد في شرحه للنهج المجلد الثاني ص77<
(( أن عائشة كانت من أشدالناس على ثمان حتي أنها أخرجت ثوبا من ثياب النبي فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين عليها هذا ثوب رسول الله لم يبل وعثمان قد أبلي سنته .
وقالوا أن أول من سمي عثمان نعثلا لعائشه وكانت تقول أقتلوا نعثلا . قتل الله نعثلا , أقتلوا نعثلا فقد كفر..))
فكانت بحق أول من أفتي بكفر مسلم وأمرت الناس بقتله ,استحلت الدماء التي حرم الله إلا بالحق
فكانت سنة سنتها السيدة المبجله لتصير نبراسا وهاديا يتبعه المسلمون من أتباع السنة والجماعة في إتخاذ فتاوي التكفير والقتل وسيلة ضد الخصوم السياسيين.
وما أشبه الليله بالبارحة, فبعد أن علمت عائشة أن القوم إجتمعوا علي خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) عادت لتقول قُتل والله عثمان مظلوماًً والله لأطلبن بدمه
كما ورد عن الطبري في تاريخه الأمم والملوك الجزء الثالث ص476.
واليوم في القرن الحادي والعشرين نجد البعض يفتي بكفر الطاغية المقبور صدام حسين وبعد أن يعدم ينادي القوم بالثأر لشهيد الأمة وذبيحها.
ابن باز يكفر صدام حسين ويعود تلامذته مثل ابن جبرين وسلمان العوده والدليمي ليؤسسوا مؤتمر نصرة أهل السنة في العراق لنصرة الطاغية صدام المقبور شهيد أمتهم, ودعم الارهابيين الذين يذبحون زوار الامام الحسين (عليه السلام)
فهذا شهيدنا وهذا شهيدهم شتان بين الحق والباطل.
وإنا لله وإنا إليه راجعون