كان أحد المؤمنين في كربلاء المقدّسة إذا بلغ كلمة في زيارة الإمام الحسين سلامالله عليه لا يقرأها ويقول: إني لأستحيي من الإمام الحسين سلام الله عليه أن أكذبوأنا أتكلّم معه، مع أني أعلم أني كاذب إن أنا تلفّظتُ بها، كما أنّ الإمام سلامالله عليه عالِم بي أيضاً. وتلك الكلمة في الزيارة هي عبارة «عبدُك وابنُ عبدِك» فكان هذا الِمؤمن يقول: لا أراني بمستوي العبودية للإمام الحسين سلام الله عليهولذلك لا أتمكن من إنشاء هذه الكلمة إن وصلتُ إليها.
ونحن لا يهمّنا في المقامتوجيه هذا العمل ولكنّ المهمّ هو انتباه الرجل إلى أنّه يكلّم الإمام ويعرف أنّالإمام يسمع الكلام ويردّ جواب السلام، كما كان واعياً أيضاً معنى كلمة «عبدكوابن عبدك» ويعرف أنها درجة لم يبلغها بعد، ولذلك كان يقول: يصعب عليَّ إنشاء هذهالكلمة لأنّي أعرف أنّ علاقتي بالإمام الحسين سلام الله عليه لم تكن علاقة العبدبسيده وكما ينبغي وإلاّ لما خالفت أوامره، وإنّي على علم بأنّ الإمام الحسين سلامالله عليه يعرف ذلك منّي أيضاً.
وهذا هو معنى نور الله الذي جعل هذا الرجل يبصرهذه الحقائق، وإلاّ فهناك الألوف بل الملايين الذين يزورون الإمام الحسين سلام اللهعليه، وكلّهم يتلفّظ هذه الكلمات مع أنّ حال كثير منهم بعيد كلّ البعد عن فحواها,,,,
موفقين للخير
اخوكم تراب البقيع
---------------
دمتم بحب الزهراء عليه السلام