|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 22742
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 1,322
|
بمعدل : 0.22 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
قصيدة مهداة الى الأخ (البغدادي)..مشرف القسم السياسي
بتاريخ : 24-11-2008 الساعة : 08:30 PM
اللحظة الأخيرة من ليلة الحرب الأولى
أجل يا صغيري..
قريبا سيذبل هذا الصباح..
ويأتي الظلام مخيفا كعادته..
ليخط على وجنتينا تجاعيده المرعبة..
قريبا سيسحبنا الموت من يدنا نحوه..
ويأخذنا عنوة..
إلى صمته الأبدي..
إلى حيث تعرف أختك فيه..
لماذا رمت بضفائرها السود نحو السماء..
ولكن لماذا أبي؟..
رأيت الفراشات ليلة أمس..
تحط على زهرة الياسمين..
سمعت العصافير هذا الصباح..
تزقزق دون اكتراث..
أجل..هكذا يا صغيري..تكون الحياة..
أتذكر حين رأيتك أول مرة..
وكيف ضممتك منذهلا إلى صدري..
أبي لستُ أذكر شيئا..
وكيف صنعت لأمك أرجوحة من بقايا القصب..
أتذكر كيف زحفت إليها..
أبي لم تجبني!!..
تفاصيل وجهك كانت معي دائما..
في ظلام الحروب وطول المسافات..
كنت أرى راحتيك – على ظلمتي-
في وميض القذائف وهي تدك معسكرنا كالمطر..
وألمح بين الرصاصات وهي تمر مزمجرة نحونا..
نور وجهك وهو يفيق على ليلة باردة..
وأنت معي لا أحسّ بحشرجة الجند..
لا ألمح الخوف في العربات القبيحة..
وهي تدوس على جثث النازفين..
لأنك كنت معي..نجوت من الحرب..
عدت إليك..
ولكن لماذا أبي؟..
أجل..هكذا يا صغيري هي الحرب..
نم..ضمني في سكون إليك..
لقد قامت الحرب ثانية..
وجاء الظلام ليسحقنا بخطاه البغيضة...
|
التعديل الأخير تم بواسطة منتصر العذاري ; 24-11-2008 الساعة 08:34 PM.
|
|
|
|
|