ذن فهنالك علاقة بين (حديث الاثني عشر), وبين (حديث الثقلين) في مسلم, وكلاهما في مسلم, والدليل على ذلك أن هنالك علاقة, أننا نجد أن الإمام أبا داود في سننه, ولقد قال فيه أهل السنة, قال الإمام أبو سليمان الخطابي: [ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد]. ماذا صنع أبو داود؟ أتى (بحديث الاثني عشر) وذكره في كتاب (المهدي), والمهدي من أهل البيت, إذن هنالك علاقة بين حديث الاثني عشر, وبين حديث الثقلين, وعندما رجعت إلى شروح سنن أبي داود, قالوا: إنما ذكر (حديث الاثني عشر) في باب المهدي؛ لأن المهدي من أهل البيت. وقال ابن كثير في تفسيره, عندما وصل إلى النقباء الاثني عشر من بني إسرائيل في القرآن الكريم, قال: الإمام المهدي هو من الاثني عشر, إذن (فحديث الاثني عشر) كذلك فيه حصر, فالنبي حصر دائرة المطهرين من أهل البيت في زمانه بحديث الكساء, وهكذا حصر دائرة المطهرين بعد زمانه بحديث الاثني عشر، أنا أرفض مسألة إطلاق خمسين مليوناً من أهل البيت.
و من هنا جاء الإمام أبو داود في سنن أبي داود وذكر (حديث الاثني عشر) في باب الإمام المهدي, مما يبيّن أن هناك (تسعة) آخرين يوجدوا هم تتمة للأئمة الثلاثة من آل الرسول, وما صنع أبو داود في ذكره لحديث الاثني عشر في كتاب المهدي, والمهدي من أهل البيت.
لرسول حصر أهل البيت المطهرين, لا غير المطهرين, فهم غير محصورين بعدد معيّن, والذين في زمانه (أربعة), ثم بعد ذلك حصر أهل البيت المطهرين في غير زمانه بـ (تسعة), كما هو موجود في (حديث الاثني عشر).
وعندما تعرف أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ذكر (حديث الاثني عشر) في (غدير خم), وذكر (حديث الثقلين) في (غدير خم), وكلاهما ذُكرا في مسلم, وتعرف ما هي العلاقة بين (حديث الاثني عشر) وبين حديث الثقلين؟ وتعرف أن الإمام مسلم كان دقيقاً، في ترتيب الحديث, فكان قد قام بتوزيع الحديث حسب الأبواب, فذكر (حديث الاثني عشر) في باب الإمارة, و ذكر (حديث الثقلين) في باب فضائل الإمام علي؛ لأنه يرتبط بالإمام علي؛ لأن الإمام علي يعتبر الثقل الثاني, وهو أفضل أهل بيت النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ والنبي عندما ذكر (حديث الثقلين), ذكر في نفس الوقت (حديث الاثني عشر)، ولكن الإمام مسلم التزاما بالمنهجية العلمية وزّع (حديث الثقلين) في باب الإمارة, وفي باب فضائل أهل البيت.
إن هذا المقام مقام أهل البيت المطهرين فقط, و (حديث الثقلين) يدل دلالة أن النبي ما دام حدد لنا القرآن بسور معينة, بآيات معينة، بشكل معيّن؛ لا بدّ أن يحدد لنا أهل البيت المطهّرين, فأمرنا بالكتاب أولاً وبالسنة ثانياً وبأهل البيت المطهرين ثالثاً. إذن فكلمة أهل البيت في (حديث الكساء) صار لها معنًى علمياً وصار لها عنواناً خاصاً للخمسة المجتمعين في حديث عائشة في صحيح مسلم, وهم (الخمسة): النبي والإمام علي والحسن والحسين والسيدة فاطمة. حتى صار عند جميع المسلمين في العالم الإسلامي. لا يوجد مسلم كان سنياً أم كان وهابياً إلاّ إذا قلت له: من هم (الخمسة) أهل الكساء؟ سيقول لك كان جاهلاً أو عالما هم النبي وعلي والحسن والحسين وفاطمة.
هكذا «آية التطهير» لم تحكم بتطهير أهل البيت إلا لوجود «حديث الثقلين» طهر هم الله لأنهم قرناء القرآن في «حديث الثقلين» في مسلم ولأنهم الثقل الأصغر بعد الثقل الأكبر القرآن والسنة,
اما مسئلة اهل على الزوجة
ي القرآن الكريم قد وردت (أهل) كذلك تستخدم للمرأة والدلائل موجودة. لكن أنا أريد أن أقول هل الشارع تدخّل في مسألة (أهل البيت) هذه عبارة (أهل البيت). الموجودة في «آية التطهير» أو عبارة (أهل البيت) الموجودة في «حديث الكساء» الذي أجمع المسلمون، أجمع كل المسلمين على صحته لا أحد يشك في صحته، وهو «حديث الكساء» حتى أن مسلم أورده في كتابه حتى الإمام ابن تيمية والذي كان لا يتساهل في التصحيح والتضعيف قال إن «حديث الكساء» صحّ عن عائشة وعن أم سلمة, فهذا الحديث مسلّم في صحته, أريد أقول إذا كان الشارع والنبي الأكرم والسنة النبوية لم يتدخلوا في تحديد من هم المطهرون من أهل البيت فلنا حق أن نرجع إلى اللغة وإلى العرف وإلى ما تعارف عليه العرب في استخدام الأهل أنا أقول تأتي أهلي للزوجة، لأن هناك قرينة حالية تدل أني أقصد زوجتي لا مانع. لكن أريد أن أقول لو قال شخص أنا صليت الظهر أو قال أنا صليت الآن ولم يذكر كلمة الظهر فهل نحن نفهم منه المعنى اللغوي أنه صليت، يعني دعوت هل نفهم منه المعنى العرفي أم نفهم منه المعنى الشرعي الموجود في الكتاب والسنة؟ فأنا أؤكّد على هذه المسألة أن الكتاب «آية التطهير» والسنة «حديث الكساء» قد حددا أهل البيت, فإذا نحن رجعنا إلى اللغة سنجد أن اللغة قالت كما ذكر الزبيدي في كتابه تاج العروس قال يطلق الأهل على المرأة مجازاً ويستخدم في اللغة مجازاً, ولكن أريد أن أقول: الشارع إذا تدخل وإذا بين لنا الرسول في أكثر من موضع في روايات كثيرة صحت عند جميع المسلمين في حديث عائشة في صحيح مسلم أنهم هؤلاء الأربعة وبموجب هذا الحديث أنا ذكرت أكثر من مرة قضية أنه الشارع حدد من هم أهل البيت المطهرين ليست فقط قضية ترتبط بالاثني عشرية بل حتى إمام أهل السنة في زمانه الإمام الحافظ الكبير أبو جعفر الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية وهو الإمام الذي اعتمد عليه ابن تيمية ـ أحياناً ـ في التصحيح والتضعيف واعتمد عليه الألباني الشيخ مقبل الوداعي ــ والإمام الطحاوي نفسه ذهب إليه وهذه عين عبارته في كتابه المعروف مشكل الآثار (باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله) في المراد بقوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).
حدثنا الربيع المرادي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حاكم بن إسماعيل، حدثنا كذا... إلى أن يقول لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسن وحسين وقال (اللهم هؤلاء أهل بيتي) فكان في هذا الحديث أن المراد ـ هذا كلام الإمام الطحاوي ـ بما في هذه الآية هم رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين.
ثم يذكر روايات كثيرة قال يذكر عن أم سلمة إنها قالت نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ثم أنه أخرج بأسانيد عديدة هذا الحديث عن أم سلمة وفيه الدلالة الصريحة على اختصاص الآية بأهل البيت الطاهرين وهي الأحاديث التي جاءت فيها أم سلمة وقالت أنا معهم فقال رسول الله: أنتي من أزواج النبي وأنت على خير, وأنت إلى خير. فالمسألة تبين انه كان النبي يريد أن يحدد مصطلحاً خاصاً بالشارع كما أن النبي كان يتدخّل في كثير من الكلمات ويضع معنى خاص بالنبي؛ خاص بالقرآن؛ خاص بالسنة النبوية. أنا أقول: لو لم يتدخّل الشارع في تحديد معنى عبارة أهل البيت لكان الحق معك لأن أهل البيت يصح أن تدخّل فيهم النساء ولكن ما دام أن الشارع تدخّل في هذه القضية وما دام أن الشارع قد رسم لنا من هم أهل البيت المطهرين فلا يجوز ـ شرعاً ـ أن نخلط بين المطهرين وبين غير المطهرين من أهل البيت ومشكلة الخلط بين المطهرين وغير المطهرين هي من أعظم المشاكل الفكرية عند أهل السنة, فالقضية هذه سلّم بها بعض أهل السنة أهل السنة للأسف الشديد تركوا تحديد الشارع لكلمة أهل البيت وقعوا في اضطراب أولاً حدّدوا أهل البيت في آية التطهير قالوا إنهم نساء النبي, وبعضهم قالوا لا نساء النبي والإمام علي والحسن والحسين, وبعضهم جاءوا في «حديث الثقلين» وقالوا آل علي وآل جعفر وآل أبي طالب، ملايين من أهل البيت من دون تمييز بين دائرة المطهرين ودائرة غير المطهرين من أهل البيت, فعندما خرجوا عن تحديد الشارع النبوي لأهل البيت وتمييز الشارع بين المطهرين من أهل البيت وبين غير المطهرين, وقعوا في اجتهادات خاصة.
ومن هنا تجد أنهم في «آية التطهير» شرحوا أهل البيت بشكل يختلف عن معنى أهل البيت في «حديث الثقلين» فلماذا نحن نخالف «حديث الكساء» أمامنا «حديث الكساء» الرسول حدد أهل البيت بالقرينة القولية. إن الرسول قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي)، لم يقل النبي اللهم أن هؤلاء من أهل بيتي حتى يأتي بمن التبعيضية قال: (هؤلاء أهل بيتي).
وإذا كانت القرينة القولية لا تكفي, حددهم النبي بالقرينة الحالية وهي الأقوى أن النبي كان يذهب كما ذكر علماء أهل السنة وصححوها كان النبي يذهب عند صلاة الفجر ويقول (الصلاة أهل البيت) ثم أنه لم يكتف بذلك بل أدخلهم في الكساء ثم قال (هؤلاء أهل بيتي) ووضعهم داخل الثوب وأدار الثوب عليهم وقال (هؤلاء أهل بيتي).
يا أخوان نعم عندما نحن لا نجد للشارع كلمة، للكتاب والسنة كلمة لنا الحق بأن نرجع إلى العرف واللغة.
والقرآن الكريم عندما استخدم كلمة أهل استخدمها تارة بالمعنى اللغوي وتارة بالمعنى الشرعي فما هو المانع بالمعنى اللغوي أن تدخل المرأة ولو على سبيل المجاز.