القصيدة الخالدة للشاعر الكبير السوري محمد مجذوب يخاطب بها معاوية بن ابي سفيان:
أين القصور أبا يزيد ولهوها
والصافنات وزهوها والسؤدد
أين الدهاء نحرت عزته على
أعتاب دنيا زهوها لا ينفــــــــــــد
آثرت فانيها على الحق الذي
هو لو علمت على الزمان مخلد
تلك البهارج قد مضت لسبيلها
وبقيت وحدك عبرة تتجــــــــــــدد
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه
لا سال مدمعك المصير الأســــود
كتل من الترب المهين بخربة
سكر الذباب بها فراح يعربــــــــد
خفيت معالمها على زوارها
فكأنها في مجهل لا يقصـــــــــــــد
والقبة الشماء نكس طرفها
فبكل جزء للفنــاء بهـــــــــا يــــــد
أرأيت عاقبة الجموح ونزوة
أودى بلبك غيــــها المترصــــــد
تعدو بها ظلما علىمن حبه
دين وبغضه الشقاء السرمــــــد
ورثت شمائله برائة أحمد
فيكاد من برديه يشرق أحمــــــد
هتك المحارم واستباح خدورها
ومضى بغير هواه لايتقيـــــــــــــد
فأعادها بعد الهدى عصبية
جهلاء تلتهم النفوس و تفســــد
فكأنما الاسلام سلعة تاجر
وكأن أمتك لآلك أعبــــــــــــــــد
فأسال مرابض كربلاء ويثرب
عن تلكم النار التي لا تخمـــد
أرسلت مارجها فماج بحره
أمس الجدود ولن يجنبها غـد
والزاكيات من الدماء يريقها
باغ على حرم النبوة مفســد
والطاهرات فديتهن حواسرا
تنثال من عبراتهن الأكبـــــد
والطيبين من الصغار كأنهم
بيض الزنابق ذيد عنها المورد
تشكو الظما والظالـون
أصمهم حقد أناخ على الجوانح موقد
الى ان قال :
أأبا يزيد وساء ذلك عثرة
ماذا أقول وباب سمعك موصــد ؟
قم وارمق النجف الشريف بنظرة
يرتد طرفك وهو باك أرمد
تلك العظام أعز الله قدرها
فتكاد لولا خوف ربك تعبـــــــــد
أبدا تباركها الوفود يحثها
من كل حدب شوقها المتوقـــــــد