السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
******************************
الكافي ، 1 : 171 :
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبدالله (عليه السلام) جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين، ومحمد بن النعمان، وهشام ابن سالم، والطيار، وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شاب فقال أبوعبدالله (عليه السلام): يا هشام ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟
فقال هشام: يا ابن رسول الله إني اجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك، فقال أبوعبدالله: إذا أمرتكم بشئ فافعلوا.
قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك علي فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد وعليه شملة سوداء متزر بها من صوف، وشملة مرتد بها والناس يسألونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت: أيها العالم إني رجل غريب تأذن لي في مسألة؟
فقال لي: نعم، فقلت له: ألك عين؟
فقال يا بني اي شي هذا من السؤال؟ وشئ تراه كيف تسأل عنه؟
فقلت هكذا مسألتي ، فقال يا بني سل وان كانت مسألتك حمقاء ، قلت: اجبني فيه ، قال لي سل .
قلت الك عين؟
قال: نعم قلت: فما تصنع بها؟
قال: ارى بها الالوان والاشخاص، قلت: فلك انف؟
قال: نعم قلت: فما تصنع به؟
قال: أشم به الرائحة قلت: ألك فم؟
قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟
قال: أذوق به الطعم، قلت: فلك اذن؟
قال: نعم، قلت: فما تصنع بها؟
قال: أسمع بها الصوت، قلت: ألك قلب؟
قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟
قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح والحواس، قلت: أو ليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟
فقال: لا، قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة، قال: يا بني إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته او ذاقته أو سمعته، ردته إلى القلب فيستيقن اليقين ويبطل الشك، قال هشام:
فقلت له: فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟
قال: نعم، قلت: لابد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح؟
قال: نعم، فقلت له: يأ أبا مروان فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح ويتيقن به ما شك فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟!
قال:فسكت ولم يقل لي شيئا.
ثم التفت إلي فقال لي: أنت هشام بن الحكم؟ فقلت: لا، قال: أمن جلسائه؟
قلت: لا، قال: فمن أين أنت؟ قال: قلت: من أهل الكوفة قال: فأنت إذا هو، ثم ضمني إليه، وأقعدني في مجلسه وزال عن مجلسه وما نطق حتى قمت، قال:
فضحك أبوعبدالله (عليه السلام) وقال: يا هشام من علمك هذا؟ قلت: شئ أخذته
منك وألفته، فقال: هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.