بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحاط به علمك .
لقد أخذنا شفاءك من الله تعالى
حكى أحد الأفراد الموثوقين والمحبين للسيدة الزهراء(ع) كرامة من كراماتها (ع) فقال :
دعاني أحد الأشخاص إلى قراءة دعاء التوسل في مجلس أقامه ، وذلك في اليوم 25 من شهر رمضان المبارك ،
فاعتذرت له عن تلبية دعوته ، ولكنه أصرّ عليّ قائلاً : لقد وقعت حادثة تتعلق بك وينبغي أن تحضر مجلس الدعاء .
فسألته عن حقيقة الأمر ،
فقال : حينما كنت تحكي بخصوص التوسل بصلاة الاستغاثة بالصديقة الزهراء (ع) في إحدى باصات العام لدى سفرك بين أصفهان وقم المقدسة ..
كانت لي بنت أخ تعاني مرض سرطان الدم ، وكان لها زوج وطفلان صغيران ..
وقد قضت عدة شهور في مستشفى سيد الشهداء(ع) ،
وهو مستشفى خاص بمرض السرطان وكان الأطباء يستبدلون كمية من دمها في كل يومين ..
فلم تنفع جميع المعالجات الطبية ..
وبدأت حالتها الصحية تزداد سوءاً بمرور الزمن .
ثم علمنا أن طبيباً متخصصا حاذقا قد قدم لتوه من خارج إيران ،
وأنه بدأ بالعمل في إحدى مستشفيات طهران،
إلا أن تكاليف معالجته باهظة وتستغرق من الوقت الكثير ..
ومع كل ذلك فقد نقلنا مريضتنا إلى المستشفى الكائن في طهران برفقة عدد من الأشخاص ،
وانتظرنا يومين كاملين ليأتي الدور لمعاينتها ..
وحينما شاهدها الطبيب راجع ملفها الطبي وقال : لماذ جئتموني بشخص ميت ؟
إنها ستموت بعد ساعات قلائل ولن تبقى حية،
وعليكم الإسراع بإعادتها إلى أصفهان لتقضي آخر لحظات حياتها بين أسرتها وأقاربها .
فاضطرب الجميع لذلك وبكوا ،
لكن زوجها قال : سنبقى في مستشفى طهران أياما أخرى ،
ولم يفلح إصرار المرافقين له في تراجعه عن قراره والعودة إلى مدينة أصفهان ..
وهكذا بقت المريضة في المستشفى .
وكان زوجها قد أخذ ملفها الطبي وسافر سراً إلى قم المقدسة حيث مسجد جمكران ،
ولم يعلم إلا شخصاً واحداً من مرافقي المريضة بسفره .
وذهب زوجها البائس إلى مسجد جمكران وأدى صلاة الإستغاثة بالصديقة الزهراء(ع)
وبدأ يناجي سيدة نساء العالمين(ع) ويقول : يا زهراء إنني في بيت ولدك -مسجد جمكران - أتوسل بك ،
فبحق زوجك أمير المؤمنين (ع)إلا ما سألت الله أن لا تتيتم بناتي ..
ثم إنه أقسم عليها - في الجزء الأخير من أذكار سجدة صلاة الاستغاثة بالزهراء (ع) - بحق أولادها ،
حتى أتم الصلاة ، ثم توجه إلى البئر الذي يرمى الناس فيه رسائلهم التي يكتبون فيها حاجاتهم إلى إمام الزمان (عج) ، وبدأ بمناجاته قائلاً :
( سيدي ّ لقد تحطمت ، وقد توسلت بأمك الزهراء المرضية (ع) وسأمكث هنا وأطلب منك بحق أمك أن تشفي مريضتي ..
ولن أبرح هذا المكان ولن أتناول طعاماً أو أشرب ماء حتى يتحقق شفاؤها ،
أو أموت دون ذلك ، إذ لا طاقة لي على يُتم بناتي وفراق زوجتي )
وبقي الرجل يوماً وليلة على هذا الحال ، حتى رأى ذلك الشخص الذي كان قد أسرّ له أمر مجيئه إلى مسجد جمكران ،
واقفا عند رأسه ويقول :
انهض ، فقد نلت كرامة من كرامات الصديقة الزهراء(ع) التي شافت زوجتك .
فسأله عن الخبر ،
فأجابه قائلاً : قبل ساعات قلائل تشرفت زوجتك في منامها برؤية عدة سيدات جليلات جئن لعيادتها ،
بينما قالت لها إحداهن : لقد أخذنا شفاءك من الله تعالى ..
وحينما استيقظت ، أجهشت بالبكاء وقالت : لقد عوفيت ،
فاجتمعنا حولها وحضر الأطباء والممرضات وأطلعوا على حالتها الصحية ،
وحينما أخذوها إلى ذلك الطبيب المتخصص وعاينها بكل دقة ،
أعلن عن عدم وجود أثر للسرطان في بدنها ..
وها هي الآن قد جاءت إلى مسجد جمكران وألقت بنفسها على الأرض لتعرب عن جزيل شكرها للصديقة الزهراء(ع) التي شفعت لها عند الله .
قال ناقل القصة : لقد حضرت تلك الجلسة -جلسة دعاء التوسل- وطلبت من المرأة نفسها أن تحكي لنا قصة شفاءها .
فقالت : إن جميع الحاضرين في هذه الجلسة هم جيراننا أو أقاربنا وقد قاموا بزيارتي أثناء مرضي ومصيبتي ..
وهم الآن يرون كيف أكرمتني الصديقة الزهراء (ع) بالشفاء .
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
لعن الله الشاك بآل بيت محمد