عجْ بالبلاغة واسفحْ نهجَها العطِرا
وقف ، كما أنت ، جبارا ً مع الفقرا
أنت المنيفة في الأكوان قبّتُهُ
عاينْ فراتَ الدِما والدمع كيف جرى
ولتلتمعْ كوكبا ً ولتلتفتْ قزَحا ً
ولتنطلقْ نجمة ً ولتنبثقْ قمرا
ان لم يكُن قدر الدنيا بمنقذها
فكن لها منقذا بل كن لها القدرا
واطبق على الملأ المسعور قائدُه ُ
ممن بمنهجك الجبّار قد كفرا
ممن تشيّعَ زورا ًواحتسى دمَنا
ودقّ أعناقنا ظلما ً كما جزرا
فبات مغتصبا ً للناس منتهبا
بل بات بالدم والأعراض متّجرا
فكم لأجل ابتزاز المُلك عاث بنا
وكم سبى باسم اهل البيت بل غدرا
حسبي بعزمك ان يُردي بحزبهم ُ
ويُسقط المارق المستهتر القذرا
فجيشهم ْ من فلول ٍ ُطوّحت ْ صنما
بل بات مرتزقا نهجا ومؤتجرا
نهج البلاغة حقٌ لا اختلالَ به ِ
بالحبّ والعدل بين الناس قد أمرا
والطائفية سم ٌ لاشفاءَ لها
الاّ وسيفك داحيها لتندحرا
طوبى لموكبك السامي به جنف ٌ
عن الحروب ولكنْ حزبهم غدرا
كم قاتل ٍ كيزيد مات منكسرا ً
وكم حسين ٍ قتيلا عاش منتصرا
" نوّر ْ لنا إننا في أي ّ مُدّلَج ٍ "
ولتلتقي الشمس في كفيك والقمرا
واربتْ على كلّ ايتام العراق فقد
ذبنا دموعا ً وضاق القلبُ وانفجرا
وادي الدموع ووادي الرافدين معا ً
تشابكا في مهاوي الموت وانحدرا
مازال بيت أفاعي السُمّ محتشدا ً
ووكر ألعن خلق الله مستترا
لم يفقهوكَ غنيّ الروح ٍ في ألم ٍ
لم يدركوا فيلسوفَ العدل ، والعِبَرا
نهج البلاغة لم نقرأه ُ عن بَطر ٍ
كي نجمعَ التبر َ في كنز ٍ وندّخرا
نهج ُ البلاغة ِ كنز ٌ واهب ٌ حِكَما ً
ومانح ٌ فكَِرا ً بل ناثر ٌ دُررا
أما الذين ارتدوا في كلّ مثلبة ٍ
عمائم الموت عن زيف ٍ هم ُ الحُقرا
أطبقْ عليهم ْ وبددْ شملهم مِزقا ً
ولتنتصرْ لضحايا الغدر ، للفقرا
هذي الملايين قد دِيستْ كرامتها
شعبا ً كسيرا ً على الأوجاع مصطبرا
الكل ّ تكرعُ في الأحقاب من دمه ِ !
فاقت على سيف هولاكو وماهدرا
والليلُ داهمَنا والذئبُ راودنا
وأنت منّا كنور البدر لو ظهرا
هذي الملايينُ يومُ السلم بُغيتها
هو الموحّدُ في ناموسِهِ البشرا
هذا العراق طريق السلم وجهتهُ
لو ألف موت ٍ على أشلائِهِ عَبَرا !
فامننْ عليه بما يُعلي كواكبَه
أنت الأميرُ وتبقى أقدسَ الاُمرا خلدون جاويد
شاعر عراقي مغترب