|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 7859
|
الإنتساب : Aug 2007
|
المشاركات : 1,357
|
بمعدل : 0.22 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
علي (عليه السلام) والخصائص "الحلقة الخامسه"
بتاريخ : 28-09-2008 الساعة : 11:06 AM
علي (عليه السلام) والخصائص
الحلقة الخامسه
"سورة براءه"
لما نزلت هذه السورة على النبي محمد (صلّى الله عليه وآله) أمر رسول (صلى الله عليه وآله) الله أبا بكر أن يذهب إلى مكة ويقرأها على الناس، وفي رواية: يقرأ عشر آيات من أول هذه السورة، وأن ينبذ إلى كل ذي عهد عهده، فلما وصل أبو بكر إلى ذي الحلفية نزل جبرائيل على النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: لا يبلغ عنك إلا علي.
فدعا رسول الله علياً وأمره أن يركب ناقته العضباء، وأمره أن يلحق أبا بكر ويأخذ منه سورة براءة ويقرأها على الناس بمكة، فأدرك علي (عليه السلام) أبا بكر فلما رآه أبو بكر فزع من لحوقه به واستقبله فقال: فيم جئت يا أبا الحسن؟ أسائر أنت معي أم لغير ذلك؟ فقال علي (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني أن ألحقك فأقبض منك الآيات من براءة وأنبذ بها عهد المشركين إليهم، وأمرني أن أخيرك بين أن تسير معي أو ترجع إليه، فقال: بل أرجع إليه وعاد إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) فلما دخل عليه قال: يا رسول الله إنك أهلتني لأمر طالت الأعناق إلي فيه، فلما توجهت إليه رددتني عنه، ما لي أنزل في قرآن؟ فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله): لا، ولكن الأمين جبرائيل (عليه السلام) هبط إلي عن الله عز وجل بأنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، وعلي مني، ولا يؤدي عني إلا علي.
*قال المقريزي في الإمتاع: بأن العرب كان إذا تحالف سيدهم أو رئيسهم لم ينقض ذلك إلا الذي يحالف أو أقرب الناس قرابة منه، وكان علي رضي الله عنه هو الذي عاهد المشركين فلذلك بعثه (صلّى الله عليه وآله) ببراءة.
*وذكر أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن زيد بن نقيع قال: سألنا علياً (عليه السلام) بأي شيء بعثت في ذي الحجة؟ قال بعثت بأربعة: لا تدخل الكعبة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامه هذا، ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر.
*وروي أنه (عليه السلام) قام عند جمرة العقبة وقال: يا أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم بأن لا يدخل البيت كافر، ولا يحج البيت مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فله عهده إلى أربعة أشهر، ومن لا عهد له فله مدة بقية الأشهر الحرم، وقرأ عليهم سورة براءة، وقيل: قرأ عليهم ثلاث عشرة آية من أول براءة، وروي أنه (عليه السلام) لما نادى فيهم: "إن الله بريء من المشركين"(1).
قال المشركون: نحن نتبرأ من عهدك وعهد ابن عمك.
وهذه صور أخرى:
*في البحار عن الإمام الباقر (عليه السلام): لما سرح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أبا بكر بأول سورة براءة إلى أهل مكة أتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن لا تبعث هذا وأن تبعث علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وإنه لا يؤديها عنك غيره، فأمر النبي (صلّى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب فلحقه وأخذ منه الصحيفة وقال: ارجع إلى النبي، فقال أبو بكر: هل حدث في شيء؟ فقال: سيخبرك رسول الله، فرجع أبو بكر إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله ما كنت ترى أني مؤد عنك هذه الرسالة؟ فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله): أبى الله أن يؤديها إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأكثر أبو بكر عليه من الكلام فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله): كيف تؤديها وأنت صاحبي في الغار.
قال: فانطلق علي (عليه السلام) حتى قدم مكة ثم وافى عرفات، ثم رجع إلى جمع، ثم إلى منى ثم ذبح وحلق، وصعد على الجبل المشرف المعروف بالشعب فأذن ثلاث مرات: ألا تسمعون أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم؟ ثم قال: "براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتهم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين وأذان من الله ورسوله"(2) إلى قوله: "إن الله غفور رحيم"(3) تسع آيات من أولها، ثم لمع بسيفه "أي أشار" فأسمع الناس وكررها فقال الناس: من هذا الذي ينادي في الناس؟ فقالوا: علي بن أبي طالب، وقال من عرفه من الناس: هذا ابن عم محمد، وما كان ليجترئ على هذا غير عشيرة محمد (صلّى الله عليه وآله)، فأقام أيام التشريق ثلاثة ينادي بذلك ويقرأ على الناس غدوة وعشية، فناداه الناس من المشركين: أبلغ ابن عمك أن ليس له عندنا إلا ضرباً بالسيف وطعناً بالرماح.
ثم انصرف علي (عليه السلام) إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) يقصد في السير، وأبطأ الوحي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أمر علي (عليه السلام) وما كان منه، فاغتم النبي (صلى الله عليه وآله) لذلك غماً شديداً حتى رؤي في وجهه، وكف عن النساء من الهم والغم، فقال بعضهم لبعض: لعله قد نعيت إليه نفسه أو عرض له مرض، فقالوا لأبي ذر: قد نعلم منزلتك من رسول الله، وقد ترى ما به، فنحن نحب أن تعلم لنا أمره، فسأل أبو ذر النبي (صلّى الله عليه وآله) عن ذلك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما نعيت إلي نفسي وإني لميت، وما وجدت في أمتي إلا خيراً، وما بي من مرض، ولكن من شدة وجدي بعلي وإبطاء الوحي عني في أمره، فإن الله عز وجل قد أعطاني في علي تسع خصال: ثلاثة لدنياي، واثنتان لآخرتي واثنتان أنا منهما آمن، واثنتان أنا منهما خائف، وقد كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا صلى الغداة استقبل القبلة بوجهه إلى طلوع الشمس يذكر الله عز وجل، وتقدم علي بن أبي طالب (عليه السلام) خلف النبي (صلّى الله عليه وآله) ويستقبل الناس بوجهه فيستأذنون في حوائجهم، وبذلك أمرهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فلما توجه علي (عليه السلام) إلى ذلك الوجه لم يجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكان علي (عليه السلام) لأحد، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا صلى وسلم استقبل الناس بوجهه فأذن للناس.
فقام أبو ذر فقال: يا رسول الله لي حاجة، قال: انطلق في حاجتك.
فخرج أبو ذر من المدينة يستقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فلما كان ببعض الطريق إذا هو براكب مقبل على ناقته، فإذا هو علي (عليه السلام) فاستقبله والتزمه وقبله وقال: بأبي أنت وأمي اقصد في مسيرك حتى أكون أنا الذي أبشر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فإن رسول الله من أمرك في غم شديد وهم، فقال له علي (عليه السلام): نعم، فانطلق أبو ذر مسرعاً حتى أتى النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال: البشرى، قال: وما بشراك يا أبا ذر؟ قال: قدم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: لك بذلك الجنة، ثم ركب النبي (صلّى الله عليه وآله) وركب معه الناس فلما رآه أناخ ناقته، ونزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فتلقاه والتزمه وعانقه ووضع خده على منكب علي وبكى النبي (صلى الله عليه وآله) فرحاً بقدومه وبكى علي (عليه السلام) معه، ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ما صنعت بأبي أنت وأمي؟ فإن الوحي أبطأ علي في أمرك، فأخبره بما صنع، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان الله عز وجل أعلم بك مني حين أمرني بإرسالك.
*عن الصادق (عليه السلام) قال: خطب علي (عليه السلام) فاخترط سيفه وقال: لا يطوفن بالبيت عريان، ولا يحجن البيت مشرك، ومن كان له مدة فهو إلى مدته، ومن لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر
*زيادة في مسند الموصلي ـ : ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة وهذا هو الذي أمر الله تعالى به إبراهيم (عليه السلام) حين قال: "وطهر بيتي للطـــائفين والقائمين والركع الــسجود"(4) فكان الله تعالى أمر إبراهيم الخليل بالنداء أولاً قوله: "وأذن في الناس بالحج"(5) وأمر الولي بالنداء آخراً قوله: "وأذان من الله ورسوله"(6) قال السدي وأبو مالك وابن عباس وزين العابدين (عليه السلام): الأذان علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي نادى به.
(1) سورة التوبة، الآية: 3.
(2) سورة التوبة، الآيات: 1ـ3.
(3) سورة التوبة، الآية: 5.
(4) سورة البقرة، الآية: 125.
(5) سورة الحج، الآية: 27.
(6) سورة التوبة، الآية: 3.
|
التعديل الأخير تم بواسطة سيهاتي 1 ; 28-09-2008 الساعة 11:09 AM.
|
|
|
|
|