[عبد المحسن الباوي]

قال الحبيب المصطفى-صلى الله عليه وآله-{ من حضي بأربع فقد حضي بخير الدنيا والآخرة: ورع يعصمه عن محارم الله وحسن خلق يعيش به بين الناس وحلما يرد به جهل الجاهل وامرأة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة} نعم أيها الإخوة فلنقف عند هذه الكلمات النورانية التي صدح بها خير البشر بل خير الخلق أجمعهم حتى نعد من السالكين لدرب السعادة على هدي محمد وآل محمد -ص- فهم السبيل المعني في قوله تعالى{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153
فالحديث الشريف حصر خير الدنيا والآخرة في اربع خصال هي:-
1- الورع:- والورع اساس كل شيء ففيه النجاة من سخط الرب تبارك وتعالى باجتناب ما حرم عزوجل على العبد والملاحظ انه -صلى الله عليه وآله- قيد صفة الورع بـ (العاصم عن محارم الله)أي انه يريد الجانب العملي من الورع لا ادعائي فقط وإلا كم نرى بإم أعيننا من يطيلون لحاهم وتسود جباههم من أثر السجود ويتقلدون الخواتم في اصابعهم ويمسكون المسبحة(101) وشفاههم تتمتم بالذكر وهم بذلك يحملون سيماء الورعين ولكن ما إن تعرض لهم معصية الا وهجموا عليها بنهم بعيد كل البعد عن حقيقة الورع 00فالتفت يرحمك الله0
2- حسن الخلق:- وهنا نجد انه -ص- قد اختصر الطريق امام الباحثين عن جدوى حسن الخلق ولماذا جاء في الرتبة الثانية ؟فبين -صلى الله عليه وآله- أن ثمرة حسن الخلق هي العيش بواسطته بيسر وسهولة بين الناس ولا تنسى الحديث الشريف {إن المرء ليبلغ بحس الخلق درجة الصائم القائم} 000
3- الحلم :وهنا نجد أيضا أن الرسول الأعظم -ص- ذكر ثمرة الحلم حتى لايسأل سائل لماذا عد الحلم من اسباب نيل خير الدنياوالآخرة فبين-ص- أن غاية الحلم وثمرته هو رد جهل الجاهلين والسائر في درب الحياة الطويل لابد وأن يحتك بالجهلة والسفهاء وهؤلاء لايمكن التعامل معهم إلا بسعة الصدر والحلم قال تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63ويروى أن أحدهم جاء الى احد الخلفاء فقال له :-لقد انتصرت على علي بن ابي طالب-ع- في عالم الرؤيا 00فقال له كيف ؟ قال : دعوته للمناظرة فلم يستجب لدعوتي وقال(سلاما سلاما )وهذا دليل عجزه وانتصاري عليه 00فقا الخليفة يا احمق ألم تقرأ قوله تعالى { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }0000
4-أما رابع الخصال فهي المرأة الصالحة التي تعين زوجها على أمور الدنيا والآخرة ولا تثقل كاهله في هذا الزمن الصعب فجهاد المرأة حسن التبعل كما جاء عنهم -ع- ومن الواضح هنا أن الإسلام ونبي اٌسلام العظيم-ص- يعطي للمرأة دورا كبيرا في تكليل مسيرة الفرد المسلم في هذه الحياة بالنجاح ولكن بشرط ان تكون صالحة وهذا رد على تخرصات واتهامات الغرب للإسلام بإغفاله دور المرأة في حياة الفرد والمجتمع 00وهنا انقل لكم حادثة وقعت في عهد النبي الأعظم -ص- اتماما للفائدة 00يروى ان رجلا جاء اليه -ص- وقال له :يا رسول الله ان لي امرأة تستقبلني اذا قدمت الى الدار وتشيعني اذا خرجت منها واذا رأتني مغموما قالت ان كان همك للدنيا فقد تكفل بها غيرك وان كان همك للآخرة فزادك الله هما00فقال له الرسول الأعظم-ص- :ان لله عمالا في ارضه وهذه المرأة من عمال الله في أرضه000
وفقنا الله واياكم ايها الإخوة لنيل سعادة الدارين بمحمد وآله الطاهرين-صلوات الله عليهم امعين-