العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية دلال
دلال
عضو برونزي
رقم العضوية : 3037
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 416
بمعدل : 0.06 يوميا

دلال غير متصل

 عرض البوم صور دلال

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
مفهوم سيماء الصالحين في نهج البلاغة
قديم بتاريخ : 05-09-2008 الساعة : 03:09 AM


إن العبادة - في نهج البلاغة - ليست سلسلة من الأعمال الجامدة الجافة فقط ، بل إن العمل البدني هو صورة العبادة وجسمها ، وأن الروح هو شيء آخر ، وأن العمل البدني إنما يجد الروح ويستحق اسم العبادة فيما إذا كان فيه ذلك الروح المعنوي لها ، فإن العبادة الواقعية هي نوع من الانتقال من هذا العالم ذي الأبعاد الثلاثة إلى علام آخر مليء بالحركة والنشاط والخواطر القلبية واللذات الروحية الخاصة .
وقد جاء في نهج البلاغة الكثير عن أهل العبادة ، وصور كثيرة عن ملامح العبادة والعُبّاد ، فتارة: عن سهر لياليهم ، وأخرى: عن خوفهم وخشيتهم ، وثالثة: عن شوقهم ولذتهم ، ورابعة: عن حرقتهم والتهابهم ، وخامسة: عن آهاتهم وأنّاتهم وزفراتهم وحسراتهم ، وسادسة: عن تلك العنايات الإلهية الغيبية التي يحصلون عليها بالعبادة والمراقبة وجهاد النفس ، وسابعة: عن أثر العبادة في طرد الذنوب وآثارها ، وثامنة: عن أثر العبادة في علاج الأمراض النفسية والخلقية ، وتاسعة: عن لذتهم وبهجتهم الخالصة غير المحسودة والتي لا شائبة فيها .
( أما الليل ، فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلاً ، يُحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم ، فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً ، وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً ، وظنّوا أنها نصب أعينهم ، وإذا أمروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم ، فهم حانون على أوساطهم ، مفترشون لجباههم وأكفّهم وركبهم وأطراف أقدامهم ، يطلبون إلى الله تعالى فكاك رقابهم . وأما النهار: فحلماء علماء ، أبرار أتقياء ) .
الخواطر القلبية

( وقد أحيى عقله ، وأمات نفسه ، حتى دقّ جليله ولطف غليظه ، وبرق له لامع كثير البرق فأبان له الطريق وسلك به السبيل ، وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة ، وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة ، بما استعمل قلبه ، وأرضى ربه ) .
والكلام في هذه الجمل - كما ترون - عن حياة أخرى دعاها حياة العقل ، وعن إماتة النفس ، وعن رياضة الروح ، وعن ذلك البرق اللامع الذي يلمع في قلب العابد من أثر عبادته فينير دربه ، وعن المنازل والمراحل التي تسلكها الروح حتى تصل إلى المقصد: ( يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ ) ( 14 ) وعن السكينة والطمأنينة التي يصل إليها القلب المضطرب للإنسان: ( أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) .
ووصف الإمام ( عليه السلام ) اهتمام هؤلاء بحياة قلوبهم وعقولهم في الخطبة 225 فقال:
( يرون أهل الدنيا ليعظمون موت أجسادهم وهم أشد إعظاماً لموت قلوب أحيائهم ) .
ووصف الجذبة التي تجذب الأرواح ذوات الاستعداد للعروج إلى أعلى فقال:
( صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى ) .
وقال ( عليه السلام ): ( لولا الأجل الذي كتب لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ، شوقاً إلى الثواب ، وخوفاً من العقاب ) .
وقال ( عليه السلام ): ( قد أخلص لله سبحانه فاستخلصه ) .
ووصف العلوم التي تفاض على قلوب العارفين بالله نتيجة لتهذيب نفوسهم فقال:
( هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعره المترفون ، وانسوا بما استوحش منه الجاهلون ) .
و جاء في التعاليم الإسلامية ، إن لكل ذنب أثراً مظلماً على القلب ، تقل به رغبة المذنب إلى الخيرات والأعمال الصالحة ، وتكثر فيه الرغبة إلى الذنوب . وإن للعبادة وذكر الله أثره في تربية الوجدان الديني للإنسان ، فتكثر فيه الرغبة إلى الخيرات والعمل الصالح ، وتقل فيه الرغبة إلى الشر والفساد والذنوب .
يعني أن العبادة تزيل الظلمات والكدورات الحاصلة من الذنوب وتبدلها بالميل إلى الخير والبر والعمل الصالح .
وقد جاء في ( نهج البلاغة ) خطبة في الصلاة والزكاة وأداء الأمانة ، يقول فيها الإمام ( عليه السلام ) بعد تأكيد شديد على الصلاة:
( وإنها لتحت الذنوب حتى الورق ، وتطلقها إطلاق الربق ، وشبّهها رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بالحمّة تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات ، فما عسى أن يبقى عليه من الدرن؟ ) .
وفي الخطبة 196 بعد أن يشير إلى عدد من رذائل الأخلاق من قبيل: الطغيان والظلم والكبر ، يقول ( عليه السلام ): ( ومن ذلك ما حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات والزكوات ، ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضات ، تسكيناً لأطرافهم ، وتخشيعاً لأبصارهم ، وتذليلاً لنفوسهم ، وتخفيضاً لقلوبهم ، وإزالة للخيلاء عنهم ) .
وفيها لذة مناجاة الله

( اللهم إنك آنس الآنسين لأوليائك ، وأحضرهم بالكفاية للمتوكلين عليك ، تشاهدهم في سرائرهم ، وتطلع عليهم في ضمائرهم ، وتعلم مبلغ بصائرهم . فأسرارهم لك مكشوفة ، وقلوبهم إليك ملهوفة ، إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك ، وإن صُبّت عليهم المصائب لجأوا إلى الاستجارة بك ) .
ويشير في الخطبة 148 إلى الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ثم يذكر في آخر الخطبة أناساً في آخر الزمان اجتمعت فهيم الشجاعة والحكمة والعبادة ، فيقول ( عليه السلام ) :
( ثم ليشحذن فيها قوم شحذ القين النصل تجلّى بالتنزيل أبصارهم ، ويرمى بالتفسير في مسامعهم ، ويغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح ) .

توقيع : دلال
من مواضيع : دلال 0 ثلاث نغمات على حبك يا حيدر \\|// الشيخ حسين الأكرف
0 على حبك يا حيدر \\|// الشيخ حسين الأكرف
0 ما لقيتك ملا قحطان البديري
0 نغمة تابعت خطوات فطرس للرادود قحطان البديري
0 المدارس الخطابية
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مفهوم سيماء الصالحين في نهج البلاغة



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:22 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية