[جواد الحسين]

تعايش المذاهب الإسلامية
من بزوغ فجر الرسالة الإسلامية ظهر الاختلاف و الاقتتال ما بين منقذ البشرية و المشركين قادة الجاهلية فمنهم من قبل التوحيد و العبودية لله، ومنهم من رفضها و حارب قائدها و سيدها سيد الخلق محمد المصطفى الأمين صلى الله عليه و اله ، وستمرت الدعوة الإسلامية و الفتوحات في زمن الرسول الأكرم (ص) سراً في بداية الأمر و جهراً لاحقاً لحكمة إلهيه لا ندرك مضمونها نحن البشر.
وبعد ذلك لم تتوقف الدعوة بل انتشر وذاع خبر الرسالة الإسلامية بسبب حكمة القائد العظيم هادي البشر محمد المصطفى الأمين (ص) داخل الجزيرة العربية "موطن الرسالة" و خارجها و اسلم الكثير من أهل الأقطار و الأمصار الأخرى.
تساؤل/ لكل قائد خليفة أو وزير ينصبه من بعده لإدارة زمام الدولة في غيابه سواءا كانت غيبته قصيرة أم طويلة عن الدولة ؟!
سؤال / هل عين رسول الله في حياته خليفة له أو وزير للدولة الإسلامية (نعم) ؟ مع ذكر الأدلة من السنة النبوية الصحيحة ؟
1- يقول رسول الله صل الله عليه و اله وسلم " من كنت مولاه فهذا عليا مولاه ".
2- يقول رسول الله صل الله عليه و اله و سلم " يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ". (س / ما هي منزلة هارون من موسى ؟ ج " وزيره" ) .
3- يقول رسول الله صل الله عليه اله وسلم " أتوني بدواة و كتف لأكتب لكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلو بعدي أبدا كتاب الله و عترتي أهل بيتي " أو و سنتي.
4- يقول رسول الله صل الله عليه و اله و سلم " سأعطي الراية غداً رجل يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله يفتح الله على يده " فأعطها سيدنا و مولانا أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام.
5- يقول رسول الله صل الله عليه و اله وسلم " الأمراء من بعدي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش " من هم الاثنا عشر أميراً ؟
ذهب بعض المسلمين بعد وفاة رسول الله (ص) لتنصيب خليفة للمسلمين " من باب وأمرهم شورى بينهم" غير معترفين بمضمون هذه الأحاديث النبوية الشريفة أو حسب فهمهم لها بأنها لا تشير إلى خلافة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بعد رسول الله. بينما بقي الآخرين متمسكين بهذه الأحاديث الشريفة التي تنص على الالتزام بأهل البيت عليهم السلام و خاصة علي بن ابي طالب عليه السلام كوزير أو خليفة لرسول الله صل الله عليه واله وسلم.
6- وكما ورد في حديث الكساء " اللهم هؤلاء هم أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا" وهم فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها .
و من هنا بدأ الاختلاف و انقسام المسلمين إلى مذهبين أساسيين و هما ( الشيعة و السنة ) وهذه سنة الله في الكون.
سائلاً يقول / هل هناك سبيل لتعايش المذاهب الإسلامية من خلال عوامل مشتركة تجمعهم ؟
نعم هناك عوامل إسلامية أساسيه عديدة يجتمع عليه المسلمين دون خلاف على شرعيتها و هي:-
1- التوحيد 2- النبوة 3- العدل 4- الصلاة 5- الزكاة 6- الصوم 7- الحج 8- و غيرها من العبادات الأخرى و لكن لا احد ينكر انه يوجد خلاف في كيفية أداء هذه العبادات كلاً على حسب صحة الروايات التي يستند إليها في عمله. لذلك من الواجب الالتزام و العمل بالنصوص الإسلامية التي تدعوا إلى الوحدة و التعايش و نبذ و ترك كل أداة أو وسيلة تؤدي إلى الفرقة و الكراهية و الخلاف.
*يقول رسول الله صل الله عليه و اله و سلم " من قال اشهد ألا اله إلا الله و اشهد أن محمداً رسول الله حرم ماله و دمه و عرضه ". دعوه من سيد البشر للتعايش السلمي الأمن فيما بين المسلمين.
*يقول رسول الله صل الله عليه واله وسلم " مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى " دعوة للترابط و التكاتف و الإخاء و الوحدة فيما بين المسلمين.
* يقول رسول الله صل الله عليه و اله و سلم " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ضننت انه سيورثه " دعوه لحماية و مكانة و عظمة شأن حق الجار في الإسلام مهما كانت ديانته أو مذهبه.
ليس من المنطق في وجهة نظري البحث عن التقارب الفكري العقدي بين المذاهب، لأنه من الصعب تنازل أي مسلم عن معتقداته المذهبية ، لكن من السهل أن يلتزم و يحترم مشاعر الأخر المخالف له وذلك من خلال :-
1- إحترام معتقدات المخالف 2- عدم التبشير أو الدعوة لتغير المذهب 3- عدم استخدام و سائل الأعلام لتكفير أو الشتم و السباب أو تضليل الرأي العام ضد المخالف 4- عدم نشر الفتاوى المغرضة التي تمزق الوحدة الإسلامية .
من هنا يجتمع المسلمين على الالتزام بكتاب الله و سنة النبي الأكرم عليه الصلاة و السلام و التعامل مع كل دعوة تعايش و توحيد المسلمين تحت راية " لا اله إلا الله محمد رسول الله" ، بشغف و رحابة صدر و إبعاد كل فكرة هدامة تفرق و تمزق الإسلام و العمل على مجابهة الأعداء الكفار و طرد المحتل من الأراضي الإسلامية المستعمرة واعتبار الأقصى القضية و الألم و الجرح النازف لجميع المسلمين ينتظر التحرير و الخلاص من أيدي المغتصبين و بذلك تعود ألعزه للمسلمين بإستعادة أرض فلسطين أولى القبيلتين.