نظرا لقرب قيامي بعملية زراعة حلقات قرنية وفي إطار بحثي عن هذا الموضوع وجدت هذا اللقاء فيسرني أن أطرحه هنا للفائدة
تُعتبر زراعة حلقات القرنية عملية حديثة بُدئ فيها في العشر سنوات الأخيرة لعلاج قصر النظر وبعض اعتلالات القرنية.. وكان الهدف في البداية من اختراع حلقات القرنية تصحيح قصر النظر البسيط للأشخاص الذين لا يودون إجراء عملية الليزك أو الذين لديهم قرنية ضعيفة ولا يسمح سمكها بإزالة بعض أنسجتها في عمليات الليزك وعمليات الليزر السطحي أو الإبليزك.. وتشكِّل زراعة حلقات القرنية لهذه الحالات اختلافاً جذرياً مقارنة بعمليات الليزك حيث إن عمليات الليزك وبدائل الليزك يتم خلالها إزالة بعض أنسجة القرنية بهدف تعديل تقوس القرنية.. أما في حالات زرع حلقات القرنية فتعتبر هذه إضافة أنسجة أو إضافة دعامات لتقوية القرنية وفي نفس الوقت يتم بواسطتها تعديل تقوس القرنية وإصلاح قصر النظر.. وتستطيع حلقات القرنية بمقاساتها المختلفة تصحيح قصر النظر حتى 5 درجات تقريباً.. بهذا التوضيح بدأ الدكتور علي الكاف استشاري طب وجراحة العيون (تخصص القرنية) بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي.. وأضاف أنه في السنوات الماضية برزت استخدامات عديدة لزراعة القرنية المخروطية غير علاج قصر النظر البسيط مثل حالات القرنية المخروطية وحالات تحلل (بيلوسيد) الطرفي بالقرنية حالات انبعاج القرنية وضعفها الذي نادراً ما ينتج عن عمليات الليزك.
تبدأ القرنية المخروطية منذ مرحلة الطفولة
* د. علي.. ما هي أسباب القرنية المخروطية؟
- القرنية المخروطية تُعتبر أحد أمراض القرنية التحللية الذي ينتج عن اعتلال وراثي للأشخاص المصابين، وفي حالات القرنية المخروطية يكون هناك ضعف في تكوين الألياف التي تشكل القرنية وهي ألياف الكولاجين ولذلك بسبب ضعف هذه الألياف يحدث بروز تدريجي في القرنية مما يزيد من تقوسها وعدم انتظامها وتبدأ عادة القرنية المخروطية في سن الطفولة ربما في سن ال6 - 7 سنوات وقد تبدأ أيضا متأخرة في مرحلة المراهقة أو فيما بعد.. كذلك تختلف درجة تحدب القرنية وعدم انتظامها من شخص لآخر حسب شدة الضعف في ألياف القرنية.. من الجدير بالذكر أن معدل تقوس القرنية عند الشخص العادي حوالي 44 ديوبتر بينما يصل تحدب القرنية لدى الأشخاص المصابين بالقرنية المخروطية إلى 60 -65 ديوبتر في بعض الأحيان.
طرق عديدة.. والعلاج يعتمد على الحالة
* ما هي طرق علاج القرنية المخروطية؟
- القرنية المخروطية تُعالج بعدة وسائل يتم اختيارها من قبل استشاري القرنية حسب شدة التحدب أو الانبعاج في القرنية وحسب حالة المريض.. والوسائل المختلفة هي النظارات الطبية لتصحيح الانحراف البسيط بالقرنية وتقوم بالتصحيح فقط في الحالات المبكرة جداً.. والوسيلة الثانية هي العدسات اللاصقة الصلبة وتستطيع علاج معظم حالات القرنية المخروطية البسيطة والمتوسطة.. والآن لدينا وسيلة زراعة حلقات القرنية وهي للأشخاص الذين لا يتحملون استخدام العدسات اللاصقات أو الذين لا يتمكنون من لبسها.. أما عمليات استبدال وزراعة القرنية سواء الكاملة أو الجزئية فيلجأ لها في الحالات الشديدة أو التي يصاحبها عتامة في القرنية.. وهناك طريقة حديثة تستخدم في حالات القرنية المخروطية لكنها لا تعتبر كعلاج يؤدي إلى تحسن النظر بشكل سريع بل تساهم في إيقاف تحدب القرنية على المدى الطويل وهي العلاج بالرايبوفلافين مع الأشعة فوق البنفسجية أو (UVA) وهذه الطريقة تُسمى بطريقة (الكروس لينكينق) وتستخدم الآن في حالات القرنية البسيطة والمتوسطة التي يثبت ازدياد تحدبها مع الوقت.
يجب فحص العين ودراسة تضاريس القرنية قبل العلاج
* ما هي حالات القرنية المخروطية التي يمكن أن تستفيد من زراعة الحلقات؟
- هذا سؤال مهم جداً وينبغي توضيحه للقراء وهو أنه يجب اختيار حالات القرنية المخروطية التي تستفيد من زراعة الحلقات القرنية بشكل جيد فيجب أن يقوم الطبيب واستشاري القرنية بفحص العين فحصاً كاملاً ويجري بعض الفحوصات المساندة مثل دراسة تضاريس القرنية وقياس سمكها.. كما يتم حساب درجة التحدب بالقرنية وأفضل معدل لتحسن النظر باستخدام العدسات اللاصقة ومقدار قصر النظر المكافئ للعين، فمثلاً الحالات التي يمكن أن تستفيد من هذه الوسيلة هي القرنيات التي تخلو من أي عتامات فيها، التي يكون معدل تقوس القرنية فيها أقل من 60 مايكرون، وأن يكون فيها سمك القرنية أكثر من 400 مايكرون في المركز، وأن لا تزيد درجة الانبعاج فيها عن 5 درجات.
العملية تتم بين 20-30 دقيقة
* هل يمكن أن تشرح لنا خطوات إجراء عملية زراعة القرنية؟
- تُعد عملية زراعة القرنية عملية بسيطة جداً تعادل في سهولتها عمليات الليزك لتصحيح قصر النظر وتتم هذه العملية خلال 20- 30 دقيقة في غرفة معقمة وتتم تحت تخدير موضعي بواسطة قطرات طبية فقط بدون الحاجة إلى أي إبر أو تخدير كامل، يقوم الطبيب بعمل القياسات الضرورية للقرنية وقياس سمك القرنية في المكان الذي يود إدخال حلقات القرنية من خلاله ويتم هذا بالاستعانة بميكروسكوب جراحي، يتم بعده عمل فتحة صغيرة في القرنية قطرها أقل من 2 ملم وبعمق محدد يتم حسابه حسب سمك القرنية بذلك المكان، ويُستخدم في إحداث هذا الجرح مشرط ألماسي معد لهذا الغرض يتم فتحه حسب العمق المطلوب حتى تكون هذه الفتحة دقيقة جداً في قياسها ثم بواسطة آلات بسيطة يتم عمل جيب من خلال هذه الفتحة بالقرنية ثم تستخدم حلقة متصلة بجهاز شفط هوائي للتثبيت حول القرنية بعدها تتم الاستعانة بآلة حادة لإحداث فتحة في القرنية قطرها 180 درجة ليتم وضع الحلقات فيها ثم تزال هذه الحلقة ويستطيع الطبيب إدخال حلقات القرنية التي تتكون من مادة (PMMA) وهي نفس المادة التي تصنع فيها العدسات الداخلية للعين.. بعد إدخال الحلقات سواء كانت حلقة واحدة أو اثنتين حسب حالة المريض توضع غرزة واحدة من النايلون في الجرح وهذه الغرزة يمكن إزالتها بعد أسابيع قليلة من إجراء العملية.. وبعد العملية يستطيع المريض الذهاب للمنزل مباشرة ويبدأ التحسن في النظر من اليوم الأول بعد العملية.
زراعة الحلقات تعتبر عملية دعم لتقوية القرنية
* وماذا عن إيجابيات هذه الطريقة في علاج حالات القرنية المخروطية مقارنة بعمليات زرع القرنية؟
- زراعة الحلقات هي عملية بسيطة جداً تجرى من خلال عمليات اليوم الواحد وتحت تخدير موضعي بالقطرات وبدون ألم ولا يحتاج إلى زرع قرنية بالكامل تنقل من شخص آخر، كما أنها تعتبر عملية إضافة ودعم لتقوية القرنية وتقلل من ازدياد درجة التحدب بالمستقبل، كما أنه بأي وقت يمكن إزالة هذه الحلقات إذا لم تقم بالفائدة المرجوة أو إذا احتاجت حالة المريض لزرع القرنية بالمستقبل.
يصل النظر إلى 6-6
* متى يستقر النظر عند مريض القرنية المخروطية بعد زراعة الحلقات؟
- يستمر التحسن بالنظر بعد إجراء العملية باستمرار فمثلاً بعد أسبوع يكون النظر أفضل من اليوم الأول ثم بعد شهرين يكون أفضل من الأسبوع الأول ويستمر التحسن حتى سنة أو سنتين بعد العملية.. النتائج المحققة بعد عملية زراعة الحلقات بمعظم دول العالم تشير إلى أن حوالي 70% من المرضى بعد سنة يصل مستوى النظر لديهم إلى حوالي 6-6 وحوالي 85% من المرضى يصل مستوى النظر المصحح لديهم إلى 6-6 بعد سنتين من تاريخ إجراء زراعة الحلقات.
إحساس المريض بالجسم الغريب يزول بعد اليوم الثاني
* معروف أن كل شيء له إيجابياته وسلبياته وكذلك العمل الجراحي، فما هي سلبيات إجراء زراعة الحلقات؟
- بشكل عام فإن السلبيات لهذه العملية قليلة جداً فقد يكون الجرح الذي تدخل فيه الحلقات ليس بالعمق الكافي وبالتالي يكون تأثيرها في تصحيح التحدب أقل من المطلوب، وهناك حالات نادرة جداً قد يحدث فيها خروج الحلقات من مجراها المعتاد ويضطر الطبيب إلى إزالتها.. يشعر المريض في اليوم الأول والثاني بإحساس جسم غريب لكن فيما بعد لا يكون هناك إحساس بأي ألم، كذلك لا ترى الحلقات في العين إطلاقاً، إلا عن قرب جداً وفي الإضاءة القوية.