باسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو سؤال القبر؟ وما اسم الملكين الموكلين بسؤال القبر؟
سؤال القبر هو عبارة عن عدة أسئلة توجه للميت من قبل ملكين موكلين من الله تعالى بسؤال الأموات عدة أسئلة حال نزولهم في ذاك البيت الموحش.
وكما قال السيد عبد الحسن دستغيب: يسأل الإنسان في القبر عن العقائد والأعمال, فيقال له: من ربك؟ من نبيك؟ ما هو دينك؟ ويسأل عن ذلك المؤمن والكافر, ولا يستثنى من السؤال إلا الطفل الذي لم يبلغ الحلم, والمجنون, والمتخلف عقلياً.
فإذا كان الميت صاحب عقيدة حقة, فإنه يذكر عقائده, ويشهد بوحدانية الله, ورسالة خاتم الأنبياء‘, وإمامة أمير المؤمنين وسائر أئمة الهدى عليهم السلام, وإلا فإنه ينعقد لسانه, فإن أجاب على الأسئلة, يفتح له باب من فوقه, ويوسع له في قبره, فيعيش في عالم البرزخ في سعة وراحة حتى قيام الساعة, ويقال له: نم نومة العروس التي تنتظر زفافها, وإذا عجز عن الإجابة, فإنه يفتح عليه باب من أبواب جهنم البرزخية( والعياذ بالله), فيحترق قبره بنفخة من نفخاتها.
أما اسم الملكين الموكلين بسؤال القبر؟
اسمهما بالنسبة للمؤمن فهو (مبشر وبشير), فعن النبي ‘ أن اسمي الملكين الذين ينزلان على المؤمن مبشر وبشير لأنهما يبشرانه بالرضا والثواب من الله تعالى.
ويأتيانه بهيئة حسنة تشغف قلبه, وتفوح منهما رائحة ورود الجنة ورياحينها, فينال المؤمن لذة من النظر إليهما.
أما الكافر فاسمهما بالنسبة إليه (منكر ونكير), وأيضاً عن النبي ‘ أن الملكين الذين يأتيان الكافر إنما سميا ناكراً ونكيراً لأنه ينكر الحق وينكر ما يأتيانه به ويكرهه.
ويأتيانه بصوت راعد صاعق, وتتلضى النار في عيونهما, وشعرهم متدلياً إلى الأرض, وأشكالهم مخيفة مرعبة, فيرعب الكافر من رؤيتهما.
وعندما سئل الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام عن سؤال القبر فقال عليه السلام:
إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أُخْرِجَ مِنْ بَيْتِهِ شَيَّعَتْهُ الْمَلَائِكَةُ إِلَى قَبْرِهِ يَزْدَحِمُونَ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَى بِهِ إِلَى قَبْرِهِ قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ مَرْحَباً بِكَ وَ أَهْلًا أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَمْشِيَ عَلَيَّ مِثْلُكَ لَتَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ بِكَ فَتَوَسَّعُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ مَلَكَا الْقَبْرِ وَ هُمَا قَعِيدَا الْقَبْرِ مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ فَيُلْقِيَانِ فِيهِ الرُّوحَ إِلَى حَقْوَيْهِ فَيُقْعِدَانِهِ وَ يَسْأَلَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ اللَّهُ فَيَقُولَانِ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ الْإِسْلَامُ فَيَقُولَانِ وَ مَنْ نَبِيُّكَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ ص فَيَقُولَانِ وَ مَنْ إِمَامُكَ فَيَقُولُ فُلَانٌ قَالَ فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ صَدَقَ عَبْدِي افْرُشُوا لَهُ فِي قَبْرِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَ افْتَحُوا لَهُ فِي قَبْرِهِ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ وَ أَلْبِسُوهُ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَأْتِيَنَا وَ مَا عِنْدَنَا خَيْرٌ لَهُ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ نَوْمَةَ عَرُوسٍ نَمْ نَوْمَةً لَا حُلُمَ فِيهَا قَالَ وَ إِنْ كَانَ كَافِراً خَرَجَتِ الْمَلَائِكَةُ تُشَيِّعُهُ إِلَى قَبْرِهِ تَلْعَنُونَهُ حَتَّى إِذَا انْتَهَى بِهِ إِلَى قَبْرِهِ قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ لَا مَرْحَباً بِكَ وَ لَا أَهْلًا أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أُبْغِضُ أَنْ يَمْشِيَ عَلَيَّ مِثْلُكَ لَا جَرَمَ لَتَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ بِكَ الْيَوْمَ فَتَضِيقُ عَلَيْهِ حَتَّى تَلْتَقِيَ جَوَانِحُهُ قَالَ ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مَلَكَا الْقَبْرِ وَ هُمَا قَعِيدَا الْقَبْرِ مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَدْخُلَانِ عَلَى الْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ فِي صُورَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ لَا قَالَ فَيُقْعِدَانِهِ وَ يُلْقِيَانِ فِيهِ الرُّوحَ إِلَى حَقْوَيْهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَتَلَجْلَجُ وَ يَقُولُ قَدْ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَيَقُولَانِ لَهُ لَا دَرَيْتَ وَ يَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَتَلَجْلَجُ فَيَقُولَانِ لَهُ لَا دَرَيْتَ وَ يَقُولَانِ لَهُ مَنْ نَبِيُّكَ فَيَقُولُ قَدْ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَيَقُولَانِ لَهُ لَا دَرَيْتَ وَ يُسْأَلُ عَنْ إِمَامِ زَمَانِهِ قَالَ فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ كَذَبَ عَبْدِي افْرُشُوا لَهُ فِي قَبْرِهِ مِنَ النَّارِ وَ أَلْبِسُوهُ مِنْ ثِيَابِ النَّارِ وَ افْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَنَا وَ مَا عِنْدَنَا شَرٌّ لَهُ فَيَضْرِبَانِهِ بِمِرْزَبَةٍ ثَلَاثَ ضَرَبَاتٍ لَيْسَ مِنْهَا ضَرْبَةٌ إِلَّا يَتَطَايَرُ قَبْرُهُ نَاراً لَوْ ضُرِبَ بِتِلْكَ الْمِرْزَبَةِ جِبَالُ تِهَامَةَ لَكَانَتْ رَمِيماً وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ يُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ الْحَيَّاتِ تَنْهَشُهُ نَهْشاً وَ الشَّيْطَانَ يَغُمُّهُ غَمّاً قَالَ وَ يَسْمَعُ عَذَابَهُ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ إِلَّا الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ قَالَ وَ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ وَ نَقْضَ أَيْدِيهِمْ.
أجارنا الله وإياكم من سؤال منكر ونكير ولقننا حجتنا يوم لقائهم بحق محمد وآل محمد.
نسألكم الدعاء.