1_ تفسيـــرها..
((اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ)) فالأمور في يوم القيامة كلها بيده لا يُشارك فيما يفعل ولعل هذا هو وجه الإرتباط بين هذه الآية والآية السالفة ((الْحَيُّ)) الذي لا يموت فلا يمكن التخلص منه ((الْقَيُّومُ)) القائم على الأمور يعلّمها جميعاً فلا يمكن الإختفاء منه ((لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ)) وهي النوم الخفيف المسمّى بالنعاس ((وَلاَ نَوْمٌ)) وقدّم الأول تقدّمه في الخارج ((لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)) فهو الخالق والمالك الوحيد الذي لا يشاركه أحد، والظرف هنا يتبع المظروف فليست السماوات والأرض خارجتين عن المُلكيّة ((مَن ذَا))، أي أيُّ شخص ((الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ)) يوم القيامة ((إِلاَّ بِإِذْنِهِ)) إنكاري فإنهم لا يشفعون إلا لمن إرتضى ((يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ))، أي ما يقدّمون من أعمال خير وشر وما يخلفون من بعدهم كبناء مدرسة أو مخمر يبقيان بعده ((وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ))، أي بما يعلمه من الماضي والحاضر والآتي ((إِلاَّ بِمَا شَاء))، أي بما أراد من إطّلاع الناس عليه فإنّ علم الشخص حتى بالضروريات مما تتعلق به مشيئة الله سبحانه فإنه هو الذي جعل الإنسان بحيث يعلم الأمور في الجملة ((وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)) الكرسي كناية عن السلطة والمُلكية يُقال كرسي فلان يسع العراق إذا كان ملكاً عليها، أي إنّ سلطة الله سبحانه تشمل جميع الكون، فإنه لا يخلو من سماء وأرض ((وَلاَ يَؤُودُهُ))، أي لا يشق عليه تعالى، من آده يأده، إذا أثقله وجهده ((حِفْظُهُمَا))، أي حفظ السماوات والأرض بالتربية والتنمية والإصلاح ((وَهُوَ الْعَلِيُّ))، أي الرفيع مقاماً ((الْعَظِيمُ)) الشأن..
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان..
2_ سبب نزولها..
سأل بني إسرائيل نبي الله موسى عليه السلام..
هـل ينام ربك ؟..
فقال موسي عليه السلام..
إتقوا الله ..
فناداه ربه عز و جل..
سألوك يا موسى هل ينام ربك ؟..
فخذ زجاجتين في يديك و قم الليل..
ففعل موسى عليه السلام..
فلما ذهب منه الليل ثلثه نعس فوقع لكبتيه، ثم انتعش فضبطتهما حتى إذا كان
أخر الليل نعس موسى فسقطت الزجاجتان عنه فانكسرتا..
فقال تعالى يا موسى لو كُنت أنام لسقطت السماوات و الأرض فهلكن كما هلكت
الزجاجتان في يديك..
و لهذا السبب أنزلت أية الكرسي..
3-فضل آية الكرسي
ـ محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن عبدالحميد بن فرقد ، عن جعفربن محمّد عليهما السلام ، قال : « قالت الجن : إنّ لكلّ شيء ذروة ، وذروة القرآن آية الكرسي » .
ـ وعنه : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال : « إنّ الشياطين يقولون : وذكر مثله إلاّ أنّه زاد في آخره » « واني لأستعين بها على صعود الدرجة » .
ـ ابن بابويه في عيون إخبار الرضا عليه السلام : بإسناده عن علي عليه السلام قال : « قال النبيّ صلى الله عليه وآله : من قرأ آية الكرسي مائة مرَّة كان كمن عَبَدَ الله طول حياته » .
ـ جامع الأخبار : قال : أبو جعفر الباقر عليه السلام : « من قرأ على أثر وضوء ( آية الكرسي ) مرّة أعطاه الله ثواب أربعين عاماً ، ورفع له أربعين درجة ، وزوّجه الله تعالى أربعين حوراء » .
ـ وعنه : عن أبي جعفر عليه السلام : « من قرأ ( آية الكرسي ) وهو ساجد لم يدخل النار أبداً » .
ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، قال لرجل : « أيّة آية أعظم ؟ » قال : الله ورسوله أعلم ، قال : فأعاد القول ، فقلت : الله ورسوله أعلم ، فأعاد فقلت : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : « أعظم آية ، آية الكرسي » .
ـ القطب الراوندي في لب اللباب : وسئل صلى الله عليه وآله : القرآن أفضل أم التوراة ؟ فقال : « إنّ في القرآن آية ، هي أفضل من جميع كتب الله ، وهي آية الكرسي » .
ـ وعنه : قال صلى الله عليه وآله : « من قرأ آية الكرسي مرّة ، محي اسمه من ديوان الأشقياء ، ومن قرأها ثلاث مرّات ، استغفرت له الملائكة ، ومن قرأها أربع مرّات ، شفع له الانبياء ، ومن قرأها خمس مرّات ، كتب الله اسمه في ديوان الأبرار ، واستغفرت له الحيتان في البحار ، ووقي شرّ الشيطان ، ومن قرأها سبع مرّات ، اُغلقت عنه أبواب النيران ، ومن قرأها ثماني مرّات ، فتحت له أبواب الجنان ، ومن قرأها تسع مرّات ، كفي همّ الدنيا والآخرة ، ومن قرأها عشر مرّات ، نظر الله إليه بالرحمة، ومن نظر الله إليه بالرحمة، فلا يعذّبه » .