وصف الأطباء القدامى المغص عند الأطفال الرضع لأول مرة في القرن السادس، ولا يجد آباء هذا العصر أية مشقة في وصفه اليوم؛ فالطفل يبدأ في الصراخ ثم يسحب ركبتيه ليقربهما من بطنه ويبدو وكأنه يعاني من ألم فظيع، وقد يصدر بعض الغازات، ثم يهدأ، ثم يعود للبكاء من جديد.
ويبدو أنه لم تتغير الكثير من هذه الأعراض عبر العصور، كما يبدو أنه لا يوجد الكثير للتغلب على هذه الحالة.
فالأطفال المصابون بمغص – عموماً – لا يمكن تهدئتهم بالرضاعة أو تغيير الحفائظ، وقد تمتد نوبات البكاء لساعات كثيرة، ويبدو أن المغص يصل إلى منتهاه في الأسابيع الأربعة أو الستة الأولى من عمر الطفل وينخفض تدريجياً خلال الشهر الثالث أو الرابع، وبالرغم من أنه لن يساعد أي من العلاجات المذكورة فيما بعد على شفاء المغص عند الأطفال، إلا أن أغلبها قد أراح بعض الآباء المعذبين، لذا فربما تبغي أن تجربها، وتذكر أن المغص نفسه سوف ينتهي؛ فهو يختفي بنفس الغموض الذي ظهر به.
إليك بعض النصائح الهامة للتخلص من هذا الألم المزعج لأطفالك.
1- جربي حمل الأطفال بالطريقة المناسبة لحالة المغص:
تقول آن برايس (منسقة تعليم بالأكاديمية القومية للمربيات في دنفر كولورادو): 'أنا من أشد المؤمنين بتأثير طريقة الحمل على حالة المغص عند الطفل: مدي ذراعكِ للأمام وارفعي راحة يدك لأعلى، ثم ضعي الطفل، على ذراعك من ناحية بطنه، بحيث تصبح رأسه في يدك وساقاه تتدليان على جانبي مرفقك، ثم اسندي الطفل بيدك الأخرى وامشي به في المنزل وهو على هذا الوضع، هذا الوضع بالتأكيد يساعد في هذه الحالة'.
2- احرصي على أن يتجشأ الصغير:
تقول ليندا جونايدز(ممرضة أطفال في آن أربور، ميتشيجان): 'وجدت من خلال خبرتي أن بعض الأطفال الذين يعانون من المغص يعانون من كمية كبيرة من الغازات أكثر من الطبيعي ويجدون صعوبة في التجشؤ'.
نصيحة ليندا: راقبي وضع الطفل أثناء الرضاعة (وضع الطفل لأعلى يعد وضعاً مناسباً)، وساعديه على التجشؤ باستمرار، وإذا كانت الرضاعة غير طبيعية، فاحرصي على تجشؤ الطفل كل 25 ملليمتر، وجربي عدة حلمات (بعض الآباء يفضلون حلمة بلايتيكس التي ترمى بعد الاستعمال).
3- امتنعي عن شرب اللبن الحليب:
يرى كثير من المتخصصين في رعاية الأطفال أن المغص قد يحدث نتيجة انتقال اللبن الحليب من الأم إلى الطفل عن طريق الرضاعة الطبيعية، رغم أن بعض البحوث الأخيرة ألقت بعض الشكوك حول هذه العلاقة، إلا أن الخبراء اتفقوا على أن نظام الأم الغذائي الخالي من اللبن الحليب قد يستحق التجربة، خصوصاً في العائلات ذات التاريخ الطويل في الإصابة بالحساسية.
وتقول برايس: 'إني أعتقد جداً أن اللبن الحليب في النظام الغذائي للأم يعد في كثير من الأحيان مسبباً للمغص بالنسبة للأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعة، وأوصي الأمهات أن يبدأن في إزالة اللبن من نظامهن الغذائي ويرين ما سيحدث. وإذا كان اللبن هو السبب، فلتكتفي باستبعاد اللبن فقط، ولكن إذا لم ينته المغص، فقد تحتاجين للامتناع عن أنواع أخرى من منتجات الألبان'.
4- افحصي نظامك الغذائي وعلاقته بمغص الرضيع:
يقول د. موريس جرين (رئيس قسم الأطفال بكلية الطب بجامعة إنديانا في انديانابولس): 'في بعض الأحيان قد توجد بعض الأطعمة التي تسبب المغص للطفل، وقد تحاول الأم المرضعة أن تلاحظ ما إذا كانت هناك أية علاقة بين ما تأكله وبداية نوبات المغص، إن الأطعمة التي تسبب هذه المشاكل تشمل المشروبات التي تحتوي على الكافيين والشيكولاتة والموز والبرتقال والفراولة والأطعمة المتبلة أو الحارة'.
5- جربي تغطية الطفل جيداً:
تقول جونايدز: 'أوصي بحمل الطفل المصاب بمغص ولفه في بطانية أو استعمال شنطة الظهر لحمله حتى يتسنى لك القيام بالأعمال ويداك شاغرتان'.
فلسببٍ ما، فإن لف الطفل في بطانية في وضع مريح له أثر مهدئ وهو أمر شائع جداً في بعض الثقافات، كما أنه أحياناً ما يوقف نوبات المغص، كما أنه لن يضر الطفل الذي يجب أن يشعر بملامسة أمه له.
6- استخدمي المكنسة بدلاً من هدهدة الطفل:
بالرغم من أنه من الطبيعي أن يكون صوت المكنسة مكروهاً، إلا أن الأطفال المصابين بمغص يبدو أنهم يحبون صوت المكنسة الكهربائية، ولم ينجح العلم في تفسير هذه الظاهرة الغامضة. ويقول د. جرين: 'يبدو أن الصوت الذي تحدثه المكنسة الكهربائية وهي تعمل يهدئ الطفل المصاب بالمغص'. ولقد قام بعض الآباء بتسجيل صوت المكنسة وإعادة تشغيله حينما يبدأ الرضيع في الصراخ، في حين شرع آخرون في تأجيل تنظيف السجاجيد التي تحتاج للتنظيف حتى ذلك الحين، وتقترح (برايس) حلاً يتطلب نشاطاً أكثر، حيث تقول: 'إذا حملتي الطفل في شنطة أمامية (على صدرك) وقمتي بتشغيل المكنسة فستحصلين على نتيجة مضاعفة، فهذا الطفل المصاب بالمغص سيهدأ صراخه في خلال ثوان'.
7- استعملي مجفف الملابس:
تقترح هيلين نيفايل (ممرضة أطفال استشارية في مستشفى كايسر بيرماننت في أوكلاند، كاليفورنيا، ومؤلفة كتاب الرعاية الأسرية الصحيحة للأطفال) قائلة: 'ضعي الطفل في كرسيه وأسنديه على جانب مجفف الملابس – وهو يعمل – حتى يشعر الطفل بصوت المجفف وذبذباته من خلال الكرسي'.
أيبدو لك هذا الاقتراح غير عملي؟ فانتظري حتى يستمر الطفل في البكاء لمدة ثلاث ساعات أو أكثر. تقول نيفايل: 'فهناك سر ما في الذبذات التي تهدئ الطفل المصاب بالمغص'.
8- دفئي بطن الصغير: تقول جونايدز:
زجاجة ماء ساخن أو كمادة دافئة توضع على بطن الطفل أحياناً تفيده (ضعي فوطة بين جلد الطفل وزجاجة الماء الساخن للتأكد من وقاية جلد الطفل من الحروق).
9- سجلي صوت بكاء الطفل: تقول نيفايل: '
تسجيل بكاء الطفل يعد فكرة جيدة جداً، غالباً، حينما تشعرين بأن بكاء الطفل استمر ساعتين متواصلتين، تجدين أنه لم يدم سوى 45 دقيقة فقط، تسجيل بكاء الطفل سيحدد مدة استمراره، والأهم من ذلك ما قد يتسبب في حدوثه'.
10- ابدئي في التأرجح: تقول جونايدز: '
الأشياء التي تتحرك مفيدة في حالات المغص، الكثير من الأطفال سيهدؤون لفترة طويلة تكفي لإعداد وتناول العشاء حينما يتأرجحون، والأراجيح الأتوماتيكية يمكن أن توفر لك الحركة والراحة لمدة عشرين دقيقة'.