♥ أساليب أبو طــالب ودعمه للنبي صل الله عليه وآله♥
بتاريخ : 06-05-2008 الساعة : 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنوع أساليب أبي طالب ودعمه النبي(صلى الله عليه وآله)
وهكذا واصل رسول الله(صلى الله عليه وآله) دعوته، وأبو طالب يرافقه طيلة الاثني والأربعين عاماً التي قضاها معه، وأخذ(صلى الله عليه وآله) يبلّغ قومه كما أمره الله تعالى، ولم تشدّد قريش من مواجهتها للنبي حتّى بدأ رسول الله يهاجم آلهتهم، ولعلمها بأن وراء محمد(صلى الله عليه وآله) قوة لا يمكن تجاوزها قد تمثلت في أبي طالب، وأدركت من جهة أن السكوت سوف لا يُبقي عليها ولا يذر، فصعّدت قريش من خططها، وكانت وسيلتهم في ذلك تتركز بعزل محمد عن بني هاشم، لأن محمداً رجل يسهل قتله والقضاء على دعوته ، ولكن العقبة الكؤود هم بنو هاشم، الذين أعلنوا بلسان أبي طالب أنهم حُماة النبي ، وأن أي اعتداء عليه هو بمثابة إعلان حرب، لن تضع أوزارها حتى يفنى الهاشميون والبطون معاً [طبقات ابن سعد: 1/203 ، ذكر ممشى قريش الى أبي طالب.]، لذا اجتمعت قريش عدة اجتماعات وتحاوروا فيما بينهم وقرّروا عدّة قرارات، لعلّها تثني الرسول وعمّه، أو تساهم في عزل محمد عن بني هاشم وعبدالمطلب، وبالتالي يتخلّصون من هذا الخطر العاصف بملكهم، فمن القرارات:
1 ـ أن يتحركوا نحو أبي طالب لغرض تحييده عن الرسول ويستبطن هذا السعي التهديد لأبي طالب إن لم يتخلَّ عن محمد، فجاؤوا بعمارة بن الوليد بن المغيرة الشاب الجميل إذ كانوا يعتبرونه أنهد فتىً في قريش، وقالوا لأبي طالب: هذا عمارة فخذه فلك عقله ونصره واتخذه ولداً [شرج نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 14 / 55 كتاب 9 ، من كتاب له(عليه السلام) الى معاوية، اجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب، طبقات ابن سعد: 1/202، ذكر ممشى قريش الى أبي طالب.] فهو لك وسلّم إلينا ابن أخيك هذا الذي خالفك دينك ودين آبائك، وفرّق جماعة قومك وسفّه أحلامهم، فنقتله فإنّما هو رجل برجل.
وهذه المحاولة تكشف لنا عن عدّة اُمور منها :
أ ـ عدم قدرة قريش على مواجهة أبي طالب بقوّة السلاح، ولو كان بمقدور قريش قتل النبي بلا ردّ فعل من أبي طالب لقتلته، إلاّ أنها كانت تحسب لذلك وتخشاه.
ب ـ إنّ المستقر في ذهن قريش أن النبي يُعدّ ابناً لأبي طالب، لذا فكّروا في تعويضه بعمارة لا تعويض غيره.
ج ـ تهدف هذه المحاولة الى تحييد أبي طالب وإصرار قريش على مواجهة الرسول(صلى الله عليه وآله)وقتله، وبالتالي الإيعاز لأبي طالب بأنها سوف لا تقف مكتوفة الأيدي أمام تحدي أبي طالب نفسه.
د ـ عدم افصاح قريش بكفر أو إسلام أبي طالب، وكأن المسألة الخلافية هو تحدي المواقع التي تتبناها قريش، وهذا لا يمكن السكوت عليه.
2 ـ هتك حرمة الرسول وإهانته : فحينما خرج النبي يوماً الى الكعبة وأراد أن يصلي، فلمّا دخل في الصلاة قال أبو جهل ـ لعنه الله ـ من يقوم الى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته؟ فقام ابن الزبعري فأخذ فرثاً ودماً فلطّخ به وجه النبي(صلى الله عليه وآله) فانفتل النبي(صلى الله عليه وآله) من صلاته.
3 ـ مقررات الصحيفة هي البنود التي تعاهدت فيها قريش ضدّ الرسول(صلى الله عليه وآله)، أو ما تسمى بمقررات المقاطعة وهي:
أ ـ أن لا ينكحوا أحداً من بني هاشم وبني عبدالمطلب.
ب ـ أن لا يقبلوا منهم صلحاً أبداً.
ج ـ أن لا يبايعوا منهم شيئاً ولا يبتاعوا.
د ـ أن لا تأخذهم بهم رأفةٌ حتى يسلّموا رسول الله. وقد خطّت هذه الوثيقة بخطّ منصور بن عكرمة، وعلّقت منها صحيفة في الكعبة هلال المحرم سنة سبع من البعثة، وكان الاجتماع في بني كنانة
المصدر/ من كتــاب سيد البطحاء أبو طـالب كافل رسول الله وناصره
يتبع بحول الله وقوته
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم