مع إنبلاج الفجر .. بدات أنوار الإله تنثرُ إشعاعاتها في أرجاء الكون ..
كُل من أحيا قلبهُ الإيمان استشف من تلك الأنوار نسائمَ عطره ، لها لذة لا تُوصف في أعماق الروح
ومن شعر بتلك الإشعاعات النورانية لا بُد وأن يقشعر لها جسدهُ وأن يخشع لها قلبهُ .. إلى أن ينحني إكباراً لتلك العبقات القدسية
ويسجد للهِ شكراً وحمداً على هذهِ الكرامات لمن اتصل بجناب الله الذي لا يوصف..
بدأتُ أستنشق عبير اللحظات بكل إحاسيسي ،،
توجهتُ للوضوء استعداداً لإتصالِ الروحي بعالمِ القدرة الإلهية .. فقد مللت مظاهر الحياة الزائفة ومغرياتها تلك اللحظات ، وتاقت روحي للعروج نحو الله..
أذن المؤذن بكلماتهِ العظيمة التي تغطي سماء أفكاري وقلبي بانوار وعظمةٍ هيمنت على روحي
الله أكبر .. أللــــــــهُ أكبر
الله أكبر .. أللــــــــهُ أكبر
....................................
وأنا في مقام الصلاة ، مقام العروج بالروحِ إلى الله الذي لا معبود سواه ،،، تذكرتُ كلمات عظيمة من دعاءٍ قالهُ إمامنا ومعتمدنا ورجائنا شهيد كربلاء ابا عبدالله الحسين(ع) حيث ذُكر هذا الدعاء العظيم يوم عرفة
وما أعظم هذا الدعاء الذي تلفظت به روح إمامنا في ذلك المكان المهيب
فقد جذبتني مقاطعه وتذكرتها أثناء استعداداي للصلاة ولكل خشوع وخضوع
انهمرت دموعي لتُشاركني الدعاء بين يدي الله عزو جل
ولسان روحي ينطق بالأحرف النّورانية:
(( إلهي ما أقربك مني وأبعدني عنك وما ارأفك بي ، فما الذي يحجبني عنك ...))
وانتقلت روحي حينها إلى أبيات أخرى عظيمة من هذا الدعاء المبارك الا وهو:
(( إلهي هذا ذلي ظاهر بين يديك ، وهذا حالي لا يخفى عليك ، منك أطلب الوصول إليك ، وبك استدل عليك ، فاهدني بنورك إليك، وأقمني بصدق العبوديةِ بين يديك ))
يا ألله
ما أعظمها من كلمات حين أتخيل روحي واقفة على أعتاب بيت الله
بل واقفةً أطرق بابه سبحانه وتعالى
تذكرت هذا المقطع حينها:
(( وببابِك أقف فلا تطردني))
،،،
لقد انتابني شعور رهيب أيقظني من نوم نفسي على فرش الغفلة في الدُّنيا
إنني ذليلة حقيرة أمام الله
هُو عظيمٌ في كُنهِهِ لا يمكن وصفه
هو الرب وأنا المربوب
أنا العبدة وهو المعبود
فكيف لنا أن نخالف حكومة الله التي تُعطي لكل شئ حقه
آه .. آه وانفساه
إننا دائماً نريد من الله قضاء حوائجنا
دائما نسأل الله
لكن ماذا عملنا لنرضي الله تعالى..؟
وماذا قدمنا لأنفسنا من خير عند الله..؟
!!!!!
من كرم الله علينا أننا نحس بلذة الحضور بين يدي الله عبر السكينة والإستقرار والإطمئنان القلبي
وهذه اللذة ليست كأي لذة دنيوية ، إنها لذة روحية عظيمة لا مثيل لها، والإحساس بها يُعتبر كرامة من الله سبحانه وتعالى للعبد المؤمن:
(( فكيف أصبر عن النظرِ إلى كرامتِك)) يالله من دعاء الامام زين العابدين
وا نفساه كيف لي بمعالجة الاغلال غدا؟! آه وا نفساه مما حملتني عليه جوارحي من البلايا. آه وا نفساه كلما حدثت لي توبة عرضت لي معصية أخرى. آه وا نفساه أقبلت على قلبي بعد ما قسا. آه وا نفساه إن قضيت الحوائج وحاجتي لم تقض. آه وا نفساه إن غفرت ذنوب المجرمين وأخذني ربي بذنوبي بين الملا. آه وا نفساه من الكتاب وما أحصى، ومن القلم وما جرى. آه وا نفساه من موقفي بين يدي الرحمن غدا. آه وا نفساه من يوم يشتغل فيه عن الامهات والآباء (. آه وا نفساه من أهوال يوم القيامة وشدائد شتى. آه وا نفساه لو كان هولا لكفى. آه وا نفساه من نار حرها لا يطفأ ودخانها لا ينقطع أبدا. آه وا نفساه من نار تحرق الجلود وتنض الكلى. آه وا نفساه من نار جريحها لا يداوى. آه وا نفساه من دار لا يعاد فيها المرضى، ولا يقبل فيها الرشا، ولا يرحم فيها الاشقياء. آه وا نفساه من نار وقودها الرجال والنساء. آه وا نفساه من نار يطول فيها مكث الاشقياء. آه وا نفساه من ملائكة تشهد علي غدا. آه وا نفساه من نار تتوقد ولا تطفأ. آه وا نفساه من يوم تزل فيه قدم وتثبت فيه أخرى. آه وا نفساه من دار بكى أهلها بدل الدموع دما. آه وا نفساه إن حرمت رحمة ربي علي غدا. آه وا نفساه إن كنت ممقوتا في أهل السماء. آه وا نفساه إن كانت جهنم هي المقيل والمثوى . آه وا نفساه لا بد من الموت ووحشة القبر والبلاء. آه وا نفساه إن حيل بيني وبين محمد المصطفى
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
!!!
منقول مع الاضافه
تحياتي حساويه
نسالكم الدعاء