ينقل أن آية الله العظمى الفشكارى الأصفهاني قدس سره قال رأيت في بعض الأ يام في شيراز مجنوناً يطارده الصبيان ويضحكون عليه . وبعد أيام دخلت مسجداً للعباده في غير وقت الفريضه فلم يكن فيه أحد سواي .
وبينما أخذت أتهيأ للعباده شعرت بدخول شخص إلى المسجد فالتفت وإذا به ذلك المجنون ! فاستترت خلف عمود عريض هناك كي أراقبه ماذا يريد أن يفعل ؟ فرأيته أخذ ينظر إلى جوانب المسجد وبعد أن أطمأن بعدم وجود أحد شرع في الصلاة بخشوع وقراءة متأنيه في أجزائها وأذكارها وأدعيتها كا واحد من أفضل العقلاء ، فكنت متحيراً مما رأيته من !كلما أمعنت النظر فيه فلم أجد عليه أقل علامة للجنون .
ولما انتهى وأراد أن يمشي أسرعت إليه فأخذ يموه علي شخصيته الحقيقيه بتصرفات جنونيه قلت له : ياهذا إني رأيتك منذ دخلت المسجد فقد دلتني صلاتك الخاشعه على أنك إنسان عاقل ولست كما تظهره نفسك في الطريق . قل لي لما تتصرف كالمجانين ؟ فلم يجيبني إلا بحركات جنونيه أصر بها أن يغطي على شخصيته . فكلما رجوته أبى إلا إصرار على التمويه وهو يسعى إلى التهرب مني . وهنا قلت له : أقسم عليك بحق الذي جننت من أجله قل لي الحقيقه ! بهذا القسم انهمرت دموعه وبكى ... فعلمت أني وضعت إصبعي على جرحه ! نظر إلي هنيئه ثم قال : مادمت قد أقسمت علي بمن جننت من أجله فإني أخبرك بحقيقة أمري .
فلقد كنت كثير اللقاء و النظر إلى الإمام الحجه (روحي فداه ) ولكن بسبب معصيه صدرت مني قد ولت عني هذه السعاده ، ومثلي ليس له إلا الجنون تعبيراً عن شقائه وخسارته ، فلقد أصبحت السعاده عندي بلا أهميه . قلت: هل يمكنك الإفصاح لي عن تلك المعصيه ليعتبر الآخرون ويرتدعون ؟ قال: إني نظرت إلى امرأة أجنبيه نظرة ريبه وشهوه محرمه .فهل تستحق هذه العين الخائنة أن تنظر إلى جمال ولي الله العظيم الحجة ابن الحسن عليه السلام مرة أخرى ، والآن فهل تعلم خاسراً أشقى مني ؟
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى اباءه الطاهرين في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه ارضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا ارحم الراحمين.