معنا قولك يا مكاوي ان ابن عمر رافضي ها هو المكاوي يطعن بالصحابة و يرتد عن مذهبه لقد كفر المكاوي و تحققت نبوئتك يا أيها الأخ العراقي
الظاهر ما في أمل يبطلون النواصب بدعهم و يعودون الى الاسلام
هناك جملة من الروايات التي تشير إلى ما سألتم عنه, ولكن قبل هذا علينا أن نعرف انه قد ثبت بالأسانيد الصحيحة أنَّ (حي على خير العمل) كانت مما يؤذن بها بلال مؤذن رسول الله (ص) وأيضاً كان يؤذن بها عبد الله بن عمر نفسه {كما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى بالسند الصحيح}, وأيضاً روى البيهقي عن الإمام علي بن الحسين (ع) أنه قال هو الأذان الأول, وروى ابن الوزير في كتابه (احكام الاحكام) عن المحب الطبري عن زيد بن أرقم أنه أذن بذلك, وقال المحب الطبري: رواه ابن حزم ورواه سعيد بن منصور في سننه عن أبي أمامة بن سهل البدري. (انتهى).
وأيضاً روى الحافظ العلوي بسند صحيح عن حفص بن عمر بن سعد, قال: كان بلال يؤذّفن في أذان الصبح بحيّ على خير العمل {كتاب الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي, ص 56 بتحقيق محمد يحيى سالم عزان المنشور عن مركز النور للدراسات والبحوث والتحقيق في اليمن}.
ولعل الملاحظ في رواية البيهقي {1 / 425} يجد فيها هذه الزيادة على رواية الحافظ العلوي: فأمره النبي (ص) أن يجعل مكانها ((الصلاة خير من النوم)) وترك ((حيّ على خير العمل)).
إلاّ أنّ المتأمل في رواية معن بن عيسى عن عبد الرحمن بن سعد التي أوردها الحافظ العلوي يراها أوثق من رواية يعقوب بن حميد التي أوردها البيهقي باتفاق الجميع والتي رواها الطبراني أيضاً في المعجم الكبير {1 / 353} , وأيضاً قد ورد في السنن الكبرى عن ا لبيهقي نفسه بعد الزيادة المتقدمة: قال الشيخ: وهذه اللفظة لم تثبت عن النبي (ص) فيما علّم بلالاً وأبا محذورة ونحن نكره الزيادة فيه وبالله التوفيق (انتهى).
فالمتحصل ان أصل شرعية الأذان بـ (حيّ على خير العمل) ثابت عند أهل السنّة كما هو ثابت عند الشيعة إلاّ أنهم اختلفوا في النسخ وعدمه, والقائلين بالنسخ – وهم أهل السنّة – اختلفوا في الناسخ إلى فريقين .
فمنهم من قال إن الناسخ هو قول رسول الله (ص) لبلال: (اجعل مكانها الصلاة خير من النوم), إلاّ ان الاستدلال بهذه المقالة لم يثبت لضعف المرويات الواردة في هذا الشأن. بينما اكتفى الفريق الآخر بالسكوت واكتفى بدعوى النسخ.. هكذا من غير دليل!
وعن هذا المعنى يصرّح؛ السيد المرتضى - من علماء الإمامية - في كتاب (الانتصار) {ص 137, باب وجوب قول حيّ على خير العمل في الأذان}: (( وقد روت العامة {يريد أهل السنّة} أن ذلك {أي ((حي على خير العمل))} مما كان يقال في بعض أيام النبي, وإنّما ادّعي أن ذلك نسخ ورففع , وعلى مَن ادّعى النسخ الدلالة له, وما يجدها)). (انتهى)
وقد أثبت البعض – حين لم يجد دليلاً ينهض به على النسخ – هذه الحقيقة التاريخية وصدح بها قائلاً إنَّ عمر بن الخطاب خطب الناس وقال: أيّها الناس ثلاث كفنّ على عهد رسول الله أنا أنهى عنهنّ وأحرمهنّ وافعاقب عليهن, وهي: متعة النساء, ومتعة الحج, وحيّ على خير العمل. {انظر: شرح التجريد للقوشجي – وهو من أئمة الأشاعرة - : 374, وانظر الروض النضير 1 / 542 يحكيه عنهم التفتازاني في حاشيته على شرح العضدي على مختصر الأصول لابن الحاجب}.
وقد أورد الحافظ العلوي في كتابه المتقدم الذكر جملة من الأخبار بالأسانيد المعتبرة التي تثبت ان عمر حذف هذه الفقرة من الأذان معللاً ذلك بخوفه أن يتكل الناس عليها ويتركوا الجهاد, فراجع ثمة.