آه من الغيرة، كم هي مهلكة، لمن هو مصاب بها، ومن حوله، أنها مدمرة، أنا كنت ضحية من ضحايا الغيرة، أنا نرجس البائسة، لم أكن هكذا لكن الغيرة جعلتني بائسة، نادمة...
عائلتي كم هي جميلة ، كم هي رائعة ، مكونه من : أبي ، وأمي ، وحسام أخي الأكبر ، وهند المقربة إلى قلبي ، والتوأمان: زينب ومحمد ،
ترتيبي بين أخوتي: بين هند والتوأمان ، أنا كنت المتميزة بين أخوتي جميعاً ، خجولة ، منعزلة عن الجميع والسبب خجلي ، دائمة الحصول على المرتبة الأولى منذ المرحلة الابتدائية ، وحتى هذه المرحلة من الجامعة ،
أخوتي أيضاً متفوقين ، ولكن ليس بامتيازي ، أنا وهند ومع أنها المقربة إلى قلبي ، إلا أننا مختلفتين في كل شيء مداومة على قراءة القرآن ، لو أردت أن أصف حبي لأهل بيت الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لتجاوز هذا الكون كله ،
متميزة في المنزل والمدرسة ، وكل مكان ، كانت لدي صديقة منذ الابتدائية ، علاقتنا كالأخوات ، أقول لها كل شيء يحصل معي وفي أي وقت ، كانت تخطط على تدميري ، وكانت تحاول جري إلى المعاصي التي أتجنبها دائماً ، حتى تمكنت مني ،
فهي تجيد الخبث ، أولاً سماع الأغاني ، ثم السهر ، وغيرها ، حتى وصل بها الأمر إلى أن تعرفني على الشباب ، وكنت مسحورة بغيرتها ، شيئاً فشيئاً ، أصبحت أخرج مع أحد هؤلاء الشباب ، مع أن أهلي كانوا يراقبوني مع الثقة التي أعطوني إياها ،
لكن خبث هدى جعلني أذهب إلى منزلها بحجة المذاكرة ونقل المحاضرات ، حتى غلط غلطة عمري وذهبت معه ، وبخبثه هو أيضاً اعتدى علي ، انهارت أعصابي ، ولم أعرف ما أفعل ، بقيت أصرخ وأبكي ، وهو يضحك لما فعلة ، حتى وجدت نفسي في المستشفى ،
جاءت عائلتي التي أحبها ، منذ زمن لم أراها ، سألاني أبوي : مابكِ يا حبيبتي يا نرجس؟ ماالذي جعلكِ هكذا ؟ ماذا حصل لكِ؟ ودخل الطبيب وطلب مقابلة أبي ، أخبرة بأني حامل ، دخل أبي غاضباً ، أول مرة أراه على هذا الحال ،
صرخت أمي : مابك ؟ لما تضربها ؟ ألا ترى حالتها لاتتحمل الضرب ؟ قال أبي : أنتِ لا تعلمين مابها ، أبنتكِ ارتكبت جريمة ، أنها حامل ، مِن مَن يا نرجس ؟ أجيبي وإلا قتلتكِ ، لم أعرف ما أجيبهما ، أنهار أبي من الصدمة التي سببتها له ،
صرخت أنادي : أبتاه سامحني ، صرخت أمي : ألكي الجرأة على الكلام بعدما فعلته بنا ؟ أأنت نرجس ؟ أين الثقة التي أعطيناكِ إياها ؟ ظل أبي في المستشفى لمدة أسبوع في العناية، لم يستيقظ ، وفجأة جاءنا خبر وفاة والدي ، ومن حزن أمي على أبي لحقت به بعد فترة بسيطة،
ومرت السنين ، وأصبحت وحيدة ، أخوتي تزوجوا جميعهم ، أما أنا فقد أصبحت عانساً ، كنت في زهرة شبابي ، في العشرين من عمري ، أما الآن فقد ضيعت كل ما أملك ، قوة الإيمان ، تعلقي بالقرآن ، أين ذهب هذا كله ؟ أما هدى فقد تابت لما فعلته وتزوجت ، وبقيت وحيدة ، لا أحد يطلوا علي ، أخوتي كرهوني لأنني أنا سبب وفاة والديّ ، وها أنا أعد أصابع الندم...
نصيحتي لكل واحدة منكن ، لا تثقي ثقة عمياء بصديقة لكِ ، فهي التي تدمركِ ، وليست العدوة ، لأن الغيرة كما قلت لكن مهلكة ، أنظرن ماحصل معي ، ماذا استفدت ؟ خسرت والديّ وأخوتي وكل من أحبني..