هناك الكثير من الامور التي اصبحت مفقودة في مجتمعنا الحالي بل اصبحت من النادر حدوثها فلو القينا نظرة بسيطة مجردة من كل شيء الى العالم الذي نعيش فيه لوجدناه عبارة عن غابة انسانية بحيث نراه مفتقراً لامور كثيرة تميز الانسان عن غيره وتعبرعن معنى كلمة الانسانية فالحنان شبه معدوم والشعور بالام الغير ومراعاة امور الناس شبه معدوم .
اصبح العالم عبارة عن غابة البقاء فيها للاقوى ولا وجود للقوانين الانسانية فيه.
العطف والحنان يولد مع الانسان بطبيعته الفطرية لكن للواقع الاجتماعي الذي يعيشه الانسان تاثير كبيرة في تنمية غرائز الانسان فمثلاً الانسان عندما يولد بطبيعة الحال يكون مسالم ولكن عندما تجعله يعيش في غابة للوحوش بالتدريج سوف يتماشى مع تصرفاتهم وشيئاً فشيئاً نراه يفقد طباعه المسالمة متحولاً الى وحش كبقية من رافقهم اذا من هذا المثال البسيط ندرك ان غريزة الحنان والعطف وكل ما يتعلق بكلمة الانسانية تولد مع الانسان ولكنها تتاثر بالمحيط الذي ينتمى اليه وكما نلاحظ في جميع المجتمعات انها بدات تستهجن هذه الاعمال الرحيمة وتنبذها ونراها تسير بالاتجاهات المعاكسة لهذه الامور مما ادى الى ان يصبح العالم عبارة عن غابة للوحوش يسودها نظام البقاء للاقوى وليس هناك اي مكان للرحمة والحنان والشعور بالاخرين.
فيا ترى :
لماذا هذا التحول من واقع الانسانية والعطف والحنان الى واقع البقاء للاقوى والعيش على الاخرين دون الاهتمام بهم او الالتفات لهم؟
ولماذا هذا التحول في المجتمعات بحيث نراها قد انحدرت بهذا الشكل؟
ولماذا هذا الاختلال في موازين الحياة ومقاييسها؟
لكن لابد من يوم تعود فيه الموازين الصحيحة والامور الى مسارها الصحيح ويتحول فيه العالم الى مجتمع انساني خالص لا مكان للوحوش البشرية فيه الا وهو يوم ظهور مولانا صاحب العصر والزمان(ارواحنا لتراب اقدامه الفداء)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التعديل الأخير تم بواسطة احمد العراقي ; 14-09-2006 الساعة 08:40 PM.