العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية m-mahdi.com
m-mahdi.com
عضو برونزي
رقم العضوية : 248
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 272
بمعدل : 0.04 يوميا

m-mahdi.com غير متصل

 عرض البوم صور m-mahdi.com

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : m-mahdi.com المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-02-2008 الساعة : 07:49 PM


[SIZE="5"]المقال الثامن عشر: ان الرؤيا ليست مصدراً للتشريع الا للمعصوم خاصة


إن الرؤيا ليست مصدراً للتشريع إلا للمعصوم خاصة.

قال تعالى( يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ).(1)

وروى السيد البحراني في تفسيره عن الصدوق بسنده عن الحسن بن علي بن فضال ، قال((سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنا ابن الذبيحين؟ قال: يعني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب، أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشّر الله تعالى به إبراهيم عليه السلامفلما بلغ معه السعي ((قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال: يا أبتِ افعل ما تؤمر)) ولم يقل له يا أبت افعل ما رأيت الحديث))(2).

وبهذا المضمون عدة روايات:_

روى المجلسي عن أمالي الشيخ الطوسي بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ((رؤيا الأنبياء وحي))(3).

وروى الكليني بسنده عن ابن أذينة عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام قال: قال: ((ما تروي هذه الناصبة؟)) فقلت: ((جعلت فداك فيما ذا؟)) فقال: ((في أذانهم وركوعهم وسجودهم)) فقلت: ((إنهم يقولون: إن أبي بن كعب رآه في النوم)) فقال: ((كذبوا فإن دين الله عزوجل أعز من أن يرى في النوم)) .

وقال العلامة المجلسي قدس سره((قد ورد بأسانيد صحيحة عن الصادق عليه السلامفي حديث الآذان أن دين الله تبارك وتعالى أعز من أن يرى في النوم)) وقال: ((المراد أنه لا يثبت أصل شرعية الأحكام بالنوم بل انما هي بالوحي الجلي))(5).

وقد اتضح أن المقصود من أن الرؤيا ليست مصدراً للشريعة إلا للمعصوم خاصة،و أن الرؤيا المشتملة على الأمر والنهي هي أحد أقسام الوحي الإلهي.

أما الرؤيا الصادقة المشتملة على حكاية وقائع مستقبلية أي التي يكون مضمونها الأخبار_ بخلاف الرؤيا الأولى التي يكون مضمونها الإنشاء التشريعي الإلهي_فهذه أيضاً تحصل للأنبياء والرسل وهي تكون صادقة دائماً لديهم.

إذا تنبهت إلى ما سبق يتضح لك أن غير المعصوم من سائر الناس ليس له أي حظ من الرؤيا من النحو الأول وهي ما يكون فيها إنشاء أي أوامر ونواهي إلهية ونحوها من الأحكام الشرعية وإن توهم ذلك متوهم فليستيقن بأن ذلك من الشياطين، وقد أشار القرآن الكريم إلى عدة من أفعال الشياطين.

(فمنها) الهمز كما في قوله تعالى: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ)(6).

(ومنها) النزول على الأفاك (أي الكذاب المفتري) الاثم، كما في قوله تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)(7).

(ومنها) الإستهواء كما في قوله تعالى: (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ)(8).

(ومنها) النزغ كما في قوله تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ)(9).

(ومنها) المس كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ)(10).

(ومنها) الإز كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا)(11).

(ومنها) الإلقاء كما في قوله تعالى: (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ)(12).

(ومنها) الإيحاء كما في قوله تعالى: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)(13). وغير ذلك من الآيات.

وعن الباقر عليه السلام قال: ((لما ترون من بعثه الله عزوجل للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأرواحهم أكثر مما ترون مع خليفة الله الذي بعثه للعدل والصواب للملائكة قيل: يا أبا جعفر وكيف يكون شيئ أكثر من الملائكة؟ قال: كما يشاء الله عزوجل. قال السائل: يا أبا جعفر إني لو حدّثت بعض أصحابنا الشيعة بهذا الحديث لأنكروه، قال: كيف ينكرونه؟ قال: يقولون إن الملائكة أكثر من الشياطين. قال: صدقت افهم عني ما أقول لك إنه ليس من يوم ولا ليلة إلا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلالة وتزور أئمة الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من الملائكة إلى ولي الأمر قيض الله عزوجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولي الضلالة فأتوا بالإفك والكذب حتى لعله يصبح فيقول رأيت كذا وكذا فلو سئل ولي الأمر عن ذلك لقال رأيت شيطاناً أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيراً ويعلمه الضلالة التي هو عليها))(14).

والهمز كالعصر والنزغ الجذب للشيئ من مقره والمس كاللمس والأز كالهز وهذه الأفعال توردها الشياطين في القلوب بتوسط الخواطر والواردات والميول والتجاذب النفسي.

وعن كتاب مجالس الصدوق بسنده عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ((أن لإبليس شيطاناً يقال له ((هزع))يملأ المشرق والمغرب في كل ليلة يأتي الناس في المنام، ولهذا يرى الأضغاث))(15).

نعم الرؤيا من القسم الثاني وهي المتضمنة للأخبار والحكاية عن الوقائع المستقبلية فلغير المعصوم حظ يسير منها بحسب تقواه وصدق حديثه ولسانه وصفاء قلبه، فعن الصدوق(علي بن بابويه) بسند عن الكاظم عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرؤيا ثلاثة: ((بشرى من الله وتحزين من الشيطان والذي يحث به الإنسان نفسه فيراه في منامه)) وقال صلى الله عليه واله وسلم: ((الرؤيا من الله والحلم من الشيطان))(16).

ولاتخفى دلالة الرواية على أن الرؤيا الصادقة التي هي نصيب غير المعصوم هي ما تكون بشرى أي حاكية ومخبرة أي من القسم الثاني لا الأول وهي المتضمنة للإنشاء والتشريع.

ومثل ذلك مفاد الرواية عن الباقر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ((أتى رجل من أهل البادية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني عن قول الله (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما قوله (لهم البشرى في الحياة الدنيا) فهي الرؤيا الحسنة ترى للمؤمنين فيبشر بها في دنياه، وأما قوله (وفي الآخرة فإنها بشارة المؤمن عند الموت إن الله غفر لك ولمن يحملك إلى قبرك)(17).

وروى الكليني بسنده عن أبي الحسن عليه السلامقال: ((إن الأحكام لم تكن في ما مضى في أول الخلق وإنما حدثت فقلت: وما العلة في ذلك؟ فقال: إن الله عزّ ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته فقالوا: ((إن فعلنا ذلك فما لنا؟ فوالله ما أنت بأكثرنا مالاً ولا بأعزنا عشيرة فقال: إن أطعتموني أدخلكم الله الجنة وإن عصيتموني أدخلكم الله النار. فقالوا: وما الجنة وما النار؟ فوصف لهم ذلك فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟ فقال إذا متم. فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاماً ورفاتاً، فازدادوا له تكذيباً وبه استخفافاً فأحدث الله عزوجل فيهم الأحلام فأتوا فأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك. فقال: إن الله عز ذكره أراد أن يحتج عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متم وإن بليت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتى تبعث الأبدان))(18).

وإذا عرفت أن الرؤيا التي هي من نحو الأخبار على ثلاثة أقسام صادقة وكاذبة وتخيلات يتضح لك عدم دوام الصدق فيها ففي كتاب التوحيد للمفضل بن عمر الجعفي قال له الإمام الصادق عليه السلام: ((فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها، فمزج صادقها بكاذبها فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء، ولو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة، بل كانت فضلاً لا معنى له، فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها، أو مضرة يتحذر منها، وتكذب كثيراً لئلا يعتمد عليها كل الإعتماد))(19).

وعن كتاب ثواب الأعمال للصدوق قدس سره بسنده عن هشام بن أحمد وعبد الله ابن مسكان ومحمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلامقالوا: ((ثلاثة يعذبون يوم القيامة من صور صورة حيوان حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها، والذي يكذب في منامه يعذب حتى يعقد بين شعيرتين وليس بعاقدهما، والمستمع من قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه الإنك وهو الأسرب(الرصاص) ))(20).

وبعد هذا كله لعل قائل يقول: أليس قد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة احد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم)) وحينئذ كانت رؤيا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد من أوصيائه صادقة لا محالة وهي لا يفرق فيها بين أن تكون من القسم الأول وهي ما كان فيها أمر ونهي، أو من القسم الثاني وهي الأخبار عن ما يستقبل من الأمور.

وهذه المقالة وَهْمٌ فاسد لجهات عدة:

(الأولى): أن أكثر ما روي عن الرسولصلى الله عليه وأله وسلم من رآني في منامه فقد رأني فهو بطرق العامة لا بطرق الخاصة الإمامية، وأما ما روي بطريق الخاصة فالمرحوم العلامة المجلسي على سعة باعه وتوغله في الرواية لم يذكر في كتاب البحار، في باب رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأوصياء عليهم السلام إلا رواية واحدة بهذا المضمون، ثم ذكر أنه روى المخالفون(أهل السنة) ذلك بأسانيد عندهم، ولذا قال السيد المرتضى رضي الله عنه عندما سئل عن هذا الخبر: ((وهذا خبر واحد ضعيف من أضعف أخبار الآحاد ولا معول على مثل ذلك))(21).

وهي ليست على درجة من الإعتبار وبعبارة أخرى أن حجية الرواية يشترط فيها أمور منها ما يتعلق بالسند والطريق وهو الأشخاص الذين ينقل كل منهم عن الآخر حتى يصل إلى المعصوم عليه السلامفإنهم لا بد أن يكونوا عدولاً أو ثقاتاً قد أطمئن إلى صدق لهجتهم فلا يقبل من غير العادل والثقة، قال تعالى: (إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)(22) وكذلك مجهول الحال فإنه لا يمكن الإعتماد عليه في النقل والحديث.

(الثانية): لو فرضنا اعتبار طريق الرواية، وفرضنا إمكان إثبات مثل هذه المسألة بخبر واحد ظني إذ لا بد فيها من اليقين والقطع، ولذلك قال العلامة المجلسي تغمده الله برحمته: ((أن الظاهر إن هذا من مسائل الأصول ولا بد فيه ن العلم ولا يثبت بأخبار الآحاد المفيدة للظن))(23).

(الثالثة): لو فرضنا اعتبار طريق الرواية وفرضنا إمكان إثبات مثل هذه المسألة بخبر واحد ظني، فإن ذلك يتم لو كنّا نحن والرواية على تقدير صحة هذه الإستفادة من معنى الرواية، وأما مع ما تقدم من الآيات القرآنية والسنة المستفيضة المتواترة معنى في أن الرؤيا المتضمنة للأمر والنهي من خصائص الأنبياء والمرسلين، فلا يمكن الإعتماد على هذه الإستفادة من الرواية ولا برفع اليد عن الدليل القطعي بخبر واحد، ولا يوسوس في ذلك إلا من ليس يتحرج في دينه ومن لا يركن إلى أوليات عقله وفطرته.

(الرابعة): توجد روايتان معتبرتان بل أكثر تدل بالخصوص على عدم صحة أن من رآهم في المنام مطلقاً ودوماً فقد رآهم عليهم السلام، فقد روى الشيخ الجليل الكشي رحمه الله في كتابه معرفة الرجال عن جبريل بن أحمد أنه حدثه محمد بن عيسى(العبيدي اليقطيني) عن علي بن الحكم عن حماد بن عثمان عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (الصادق) عليه السلام ((أخبرني عن حمزة(24) أيزعم أن أبي آتيه؟ قلت: نعم. قال: كذب والله ما يأتيه إلا المتكون، إن إبليس سلط شيطاناً يقال له المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء، إن شاء في صورة صغيرة وإن شاء في صورة كبيرة ولا يستطيع أن يجيء في صورة أبي عليه السلام))(25).

وروي عن سعد بن عبد الله الأشعري قال: ((حدثني أحمد (بن عيسى الأشعري) عن أبيه والحسين بن سعيد(الأهوازي) عن أبي عمير عن محمد بن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي وبطرق آخر عن سعد بن عبد الله)) قال: ((حدثني محمد بن عيسى(العبيدي) عن يونس بن عبد الرحمن ومحمد بن أبي عمير عن محمد بن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي)) قال: ((كان حمزة بن عمارة الزبيدي (البربري) لعنه الله يقول لأصحابه أن أبا جعفر(الباقر) عليه السلاميأتيني في كل ليلة ولا يزال إنسان يزعم أنه قد رآه فقدر لي أني لقيت أبا جعفر عليه السلامفحدثته بما يقول حمزة))، فقال: ((كذب عليه لعنة الله ما يقدر الشيطان أن يتمثل في صورة نبي ولا وصيي نبي))(26).

وهاتان الوايتان وإن كان يحتمل منهما الرؤية في اليقظة ولكن ذلك لا يخدش في المطلوب وهو عدم دوام المطابقة بين ما يعتقده الرائي سواء في المنام أو اليقظة أنه قد رأى الأئمة مع الواقع والحقيقة وذلك لتلبيس وخداع الشيطان للرائي وتشكل الشيطان(الذي يسمى المتكون) بصور مختلفة يغري الرائي أن تلك الصور هم الأئمة عليهم السلام مع أن تلك الصور ليست بصورهم عليهم السلام لأنه لا يستطيع التمثل والتشكل بصورهم عليهم السلام وستأتي في الفصل اللاحق نقل عدة روايات بهذا المضمون.

(الخامسة): لو رفعنا اليد فرضاً عن ما سبق، فإنما يتبع ما يرى في الشيء الذي علم من الشريعة المقدسة صحته أي كان المرئي موافقاً لظاهر الشريعة لا ما كان مخالفاً لها وذلك لكون منشأَ ودليل حجية الرؤية هي هذه الرواية التي هي واصل لنا من الشريعة، فكيف تعارض الشريعة وهل يمكن للفرع أن يستأصل ويبيد الأصل.

قال الكراجكي رحمه الله في كتابه كنز الفوائد: ((وجدت لشيخنا المفيدرضي الله عنه في بعض كتبه)).

((أن الكلام في باب رؤيا المنامات عزيز وتهاون أهل النظر به شديد والبلية بذلك عظيمة وصدق القول فيه أصل جليل))_إلى أن قال_((وأما رؤية الإنسان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو لأحد الأئمة عليهم السلام في المنام فإن ذلك عندي على ثلاثة أقسام:

قسم أقطع على صحته وقسم أقطع على بطلانه وقسم أجوز فيه الصحة والبطلان فلا أقطع فيه على حال.

فأما الذي أقطع على صحته فهو كل منام رأى فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد الأئمة عليهم السلام وهو الفاعل لطاعة أو آمر بها، وناه عن معصية أو مبين لقبحها وقائل لحق أو داع إليه، وزاجرعن الباطل أو ذام لمن هو عليه.

وأما الذي أقطع على بطلانه فهو كل ما كان ضد ذلك، لعلمنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام عليه السلام صاحبا حق، وصاحب الحق بعيد عن الباطل.

وأما الذي أجوز فيه الصحة والبطلان فهو المنام الذي يرى فيه النبي والإمام عليهما السلام وليس هو آمراً ولا ناهياً ولا على حال يختص بالديانات(27) مثل أن يراه راكباً أو ماشياً أو جالساً ونحو ذلك.

وأما الخبر الذي يروى عن النبي صلى الله عليه واله وسلم من قوله: ((من رآني فقد رأني، فإن الشيطان لا يتشبه بي)) فإنه إذا كان المراد به المنام يحمل على التخصيص دون أن يكون في كل حال ويكون المراد به القسم الأول من الثلاثة الأقسام لأن الشيطان لا يتشبه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في شيء من الحق والطاعات.

(إلى أن قال) وجميع هذه الروايات أخبار آحاد، فإن سلمت فعلى هذا المنهاج وقد كان شيخي_رحمه الله_ يقول:

إذا جاز من بشر أن يدعي في اليقظة أنه كفرعون ومن جرى مجراه مع قلة حيلة البشر وزوال اللبس في اليقظة فما المانع من أن يدعي إبليس عند النائم بوسوسة له أنه نبي؟ مع تمكن إبليس مما لا يتمكن منه البشر وكثرة اللبس المتعرض في المنام.

ومما يوضح لك أن من المنامات التي يتخيل للإنسان أنه قد رأى فيها رسول الله والأئمة منها ما هو حق ومنها ما هو باطل إنك ترى الشيعي يقول:رأيت في المنام رسول الله صلى الل

من مواضيع : m-mahdi.com 0 استطلاع (ماهو تصورك للمهدوية ) شارك برايك
0 كيف عرفت امامك فأحببته؟؟؟؟؟؟
0 الحسن اليماني والمهدوية
0 الاعتقاد بالمهدي هل هو بدليل عقلي ام وجداني؟؟
0 استفتاء: سؤال سهل وصعب جدا؟؟؟
التعديل الأخير تم بواسطة m-mahdi.com ; 21-02-2008 الساعة 05:51 PM.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 12:48 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية