|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 15514
|
الإنتساب : Jan 2008
|
المشاركات : 360
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
من معالم العشق الشّاكــــــــــــري ..
بتاريخ : 02-02-2008 الساعة : 02:04 PM
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على المصطفى الأمين وآله الأطهار المنتجبين ..
من معالم العشق الشاكري ..
كثيرا ما يحلو الحديث عن العشق والعشّــــــاق .. ولكن حينما يكون المعني من ذلك قطبا من أقطاب الملحمة الحسينية الخالدة ، وأحدى أقطابها الأخيار الذين غازلو الموت حين أقبلت لتصافح أنفاسه الزكيّة ، وسخروا من هول المنايا لمّا أطبقت وأبدت حضنها الموحش .. حتّى بهِتَ من شطحات العاشق الولهان الأقربين ، كما عجبت أقلام التّاريخ من مدى العطاء والإيثار لمن عرف الحقّ وأهله ..
عند ذكر هؤلاء من حقّ القلم أن يجفّ ، واللسان أن يكلّ والبيان أن يعجز .. ولن تكون لهم القدرة ولا المقدرة برسم كُنه المحبين لله وفي الله ، والمتفانين في هوى العشق لأوليائه من عترة المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلّم – والسيّد الوتر أبي عبد الله الحسين "ع" ، مولى القيم والمفاهيم السامية والمعارف الإنسانية الراقية .. وهو القرآن الناطق وثورته كانت ولا زالت منطق القرآن الصامت .. وإذا كان القرآن ضالة الباحث عن النجاة والفوز ، كذلك كانت ثورة أبي الأحرار "ع" .. فلن يكون الإرتوى وبلوغ الغاية دون الأخذ بهما معا حيث تكون النجاة والفوز الأكبر ..
وعند الوقوف على ساحل العشق الحسيني ، تتراء لك الكواكب المضيئة تنير مسالك العابرين ، من سنا نور تلكم الأجساد التي عفّرها التراب الكربلائي ، فكان لها حنوط الخلود. ومن بينها برز نجم لرجل لا كالرجال ، كان عاشقا لمّا إستنارت الرّوح منه بشُعلةٍ وهّاجَةٍ من مشاعل العشق الحسيني فهامت به الرّوح نحو سوح العشق الإلهي ، فكان منه البيع وكان من خالقه الشراء ، وكانت بضاعته المجزاة نفسٌ زكيّة جللها حبّ الحسين "ع" ومقالة في الخالدين ...
": حبُّ الحسيــــــــن أجنّنـــــــــــــي ...:"
ومذ جرت على شفتيه تلك الكلمات الثلاث ، أصبحت محطة لأهل العشق يلتمسون من بهاء الصدق فيها مشاعل تؤنس غربتهم في زمن قلّ فيه وفاء العاشقين ، وأصبح صاحبها مثلا خالدا تقف عند بابه قوافل الذّاكرين وأوراد السّاردين ، كي يتعلّموا معاني التوحيد الحسيني ومنطق العشق الشّاكـــــــري ...
كان هذا لقب لعابس بن شبيب ، كلما ذُكر كانت كلماته الخالدة نسبهُ وعنوانهُ .. ورغم قصرها مع السرد والإملاء .. كانت بطول الدهر وسعة الوجود ، تترأى من على صفحات البصائر تعلوا بمشارفها ، حتّى تتناهى إلى صفوة الرّوح لمن إكتسب ولو بمقدار رَهَافَةَ الوعيّ وعُمق الصفا وحبّ الحسيــــــــــــــــــــــن .
والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيمــــــــــــــا
أبو مرتضى عليّ
|
|
|
|
|