تود الفتاة أن تسحر الرجل بجسدها ,,
وتأخذ بلبه ومشاعره بمفاتنها ,
وهي لا ولن تفكر بسلاح أمضى من ذلك ..
قبل أن ترد بيت الزوجية وفي بيت والدها ,
كانت تطيل النظر في مفاتنها وهي أمام المرآة ..
تنظر إلى ساعديها البراقين ,,
ترفعهما بانسيابية والخيال يحلق بها نحو زوج في ذروة الشهوة والقوة
يقوم بوضع سوار ذهبي في يدها ثم يقبلها ..
لكن هذا الفعل لا يبدد هواجسها ,, إذ هناك ما هو أثمن ..!! ..
فهل هذا الزوج أخرس ؟
أليس له لسان ؟!! ..
وهذا الفلز الثمين الذي يزينني هل سيجعلني محبوبة أيضا ً ؟؟ ..
لقد ألبسني السوار لكنه لم يدن ُ مني ,,
لماذا ؟ .. !! ..
ليس في عيني شيء أعز ّ رغبة تجمح بزوجي نحوي ..
ولا أعرف لذة أكبر من أن أشعر أن زوجي يحبني ..
أهداني السوار وهو يرمي شيئا ً آخر ..
بيد أني لم أر َ منه الكلام المعسول المفعم بعبارات الحب
التي يتداولها الأزواج ..
ألم يأمر القرآن الكريم قائلا ً : (( وقولوا للناس حسنا )) ,,
ثم أليس بالكلام يعرف المؤمن والكافر .. والصديق والعدو ؟؟..
ألم يقل رسول الله ( ص ) : (( الجمال في اللسان )) ,,
ثم هل بالإمكان إزالة الصدأ عن الروح إلا بالقول الحسن والكلمة الطيبة ؟ ..
إن ذلاقة اللسان وعذوبته لا تعتبر فقط المعيار
على مدى تعلق وانجذاب الرجل لزوجته
بل هي جزء من كيان الإنسان فضلا ً عما يترتب عليه من ثواب ..
عن الإمام زين العابدين عليه السلام :
(( القول الحسن يثري المال , وينمي الرزق , وينسئ في الأجل ,
ويحبب الأهل , ويدخل الجنة )) ,,
وعن ابنه الإمام الباقر عليه السلام :
(( قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال ,
فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين ,
الفاحش المتفحش ,, السائل الملحف ويحب الحليم العفيف المتعفف )) ,,
وروي عن ابنه الإمام الصادق عليه السلام :
(( وقولوا للناس حسنا ً واحفظوا ألسنتكم ,,
وكفوها عن الفضول وقبيح القول )) ..
إذا كان " و قولوا للناس حسنا ً " منهجنا في الحياة فإننا نجعل
الناس شركاء لنا في حياتنا ,,
وإذا لم يكن كلامنا عذبا ً وفي نفس الوقت لم نسئ للآخرين
فستكون لنا مكانة محفوظة في نفوس الناس ..
لكن السكوت أمام الزوجة يعني أن حبنا مشوب بالنقص
والذنب .. لأننا نعلم بأنها تشعر بمقابل هذا الموقف
بأنها هامشية ونعلم أيضا ً بأن قول " احبك " لها يترك أثره الإيجابي
في نفسها حتى لو كانت تعرف أنه ليس نابع من أعماق قلبه ..
فقول " أحبك " يخرجها في أقل الحالات من حالة اليأس ,,
إن الرجل ينقلب حاله إذا ما عرف كذب كلمات الحب
الصادرة من زوجته .. فيما أنها تقبلها وتأنس بها
حتى لو عرفت كذبها وزيفها ..
وذلك للبرهنة على كونها أكثر شوقا ً وانتظارا ً لمحبة الزوج ووده لها ..