بيت شعرشاع بين الناس، تناقلوه وحفظوه عن ظهر قلب، بعضهم ينسبه لمن استخدمه في خطاب أومناسبة، وكثيرون ينسبونه لشاعر غير قائله، البعض يعرف اسم قائله وقلة قليلة تحفظ أبياتا من القصيدة التي ورد فيها، وأبيات أخرى جرت على ألسنة الناس أمثالا وحكما دون ان نتذكر القصيدة التي وردت فيها، وفي الشعر العربي هناك مايسمى عيون ودرر الأبيات التي تناولها أكثر من شاعر في قصائدهم وشاعت بين الناس، ومنها شطر البيت التالي..
وراموا بأنواع العقاقير برأه ***وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر
بيت الشعر أعلاه شاع بين الناس ان قائله الشاعر محمد بن علي الطائي الأندلسي محيي الدين بن عربي، الذي عاش في الفترة بين 1164- 1242م فقد ورد شطر البيت في قصيدتين يقول في الأولى..
أصابهم في حال نشأة ذاتهم
ولن يصلح العطار ما الدهر أفسدا
فقلت وهل ميزتني في رعيلهم
فقال وهل عبد بصير مسودا
ويقول الشاعر في الثانية..
الله يعلم صدق ما قد قلته
ولن يصلح العطار ما الدهر افسدا
مثل اتاك ولا أسميه لما
قد جاء في نص الشريعة مسندا
أما الشاعر صفي الدين الحلي واسمه كاملا عبدالعزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم الطائي فقد عاش في الفترة بين 1276- 1349م، اذ نسبت بعض المصادر انه قائله، وقد جرى على ألسنة الناس مثلا يردده البعض في قولهم لا يصلح العطار ما أفسد الدهر، ويقول شاعرنا في قصيدتة ..
وفى لي فيك الدمع إذ خانني الصبر
وأنجد فيك النظم إذ خذل النصر
وأضحت تقول الناس والدست والعلى
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر
توفيت الآمال بعد محمد
وأصبح في شغل عن السفر السفر وزالت حصاة الحلم عن مستقرها
وأصبح كالخنساء في قلبه صخر
وساوى قلوب الناس في الحزن رزؤه
كأن صدورالناس في حزنها صدر
فإن أظلمت أرض الشآم لحزنه
فلم يخل من ذاك الصعيد ولا مصر
قضى الناصر السلطان من بعد ماقضى
فروض العلى طرا وسالمه الدهر
ولم يغن عنه الجأش والجيش واللهى
وفرط النهى والحكم والنهي والأمر
حتى يصل الشاعر إلى بيت القصيد في قوله..
أحاط به الآسون يبغون طبه
وقد حارت الأفهام واشتغل السر
وراموا بأنواع العقاقير برأه
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر
وكيف يرد الطب أمرا مقدرا
إذا كان ذاك الأمر ممن له الأمر