يوجد اكثر من قول بهذا الخصوص بين الشيعة والسلفية وهذه الاقوال هي
اولا ـ ان الزواج لم يتم اصلا
ثانيا ـ ان الزواج تم ولكن لم يتم الدخول بها .
ثالثا ـ تم الزواج وانجبت من عمر ومات عمر .
ان القولين الاولين ذهب اليهما الشيعة اما القول الثالث فقد ذهب اليه السلفية ، ولكن تعالوا لنقرا مصادر السلفية عما ادعوا .
من هؤلاء العلماء الذين ذكروا خبر التزويج :
ابن سعد (1) ، والدولابي (2) ، والحاكم النيسابوري (3) ، والبيهقي (4) ، وابن عبد البر (5) ، وابن الأثير الجزري (6) .
ولكن عند المراجعة لأسانيد هذه الكتب يتبيّن : أن لا حجّية لأصل الخبر فيها ، فضلاً عن جزئياته ومتعلّقاته ، وذلك بالنظر إلى أُصول أهل السنّة ، وقواعدهم في علم الحديث ، واستناداً إلى كلمات علمائهم في علم الرجال ، فقد اقدحوا وجرحوا بهؤلاء ناقلي الخبر هذا كم انه متون خبر التزويج فيها ودلالته ، فكلّها متضاربة متكاذبة ، لا يمكن الجمع بينها بنحو من الأنحاء ، فيكون دليلاً آخر على أن لا حجّية لهذا الخبر هذا اولا ، وثانيا المعلوم ان كتاب البخاري لديهم من الكتب المعتمدة الاولى التي لا ياتيه الباطل من بين يديه او من خلفه ، ولو تفحصنا البخاري وما نسب من فضائل الى الصحابة بين الخيالية وبين التي لا وجود لها اصلا ، ولطالما يعتبر السلفية ان زواج ام كلثوم من عمر تعد منقبة كبيرة وشهادة حق من الامام علي (ع) لشخصية عمر نجد ان البخاري لم يذكرها ولم يتطرق اليها مطلقا .
اما الشيخ المفيد فانه ذهب الى عدم وقوع الزواج اصلا كما جاء في كتابه المسائل السروية المسالة العاشرة وكذا في المسائل العكبرية .
اما السيد المرتضى فانه يرى وقوع الزواج ولكن عن اكراه كما جاء في كتابه الشافي وتنزيه الانبياء
الخبر الذي دائما يعتمده السلفية في التزويج من كتب الشيعة هو المذكور في الكليني ونصه ان الامام الصادق (ع) قال ( إن ذلك فرج غصبناه ) وبالرغم من ان لهم تفسيرات قبيحة بهذا الشان مفسرين كلمة غصبناه هو اغتصاب عمر لام كلثوم ومن ثم بدأوا التشنيع والتقبيح على الشيعة .
المعلوم في الكليني اكثر من 16 الف حديث منه 5500 حديث موثق وصحيح والباقي يتارجح بين الضعيف والمقبول والمكذوب والحديث اعلاه من ضمنهم ، ومن ثم الا يعني كلمة غصبناه ان ال هاشم لا رغبة لهم بعمر وانهم ليسوا على توافق معه بدليل الغصب الذي قام به عمر ومن ثم لماذا لا تتابعون الخبر الذي ياتي بعد الخبر هذا في ص 346 من الكليني والذي نصه ( قال له امير المؤمنين (ع) ( انها صبية قال ( يقصد عمر ) قال : فلقي العباس فقال له : مالي أبي بأس ؟ قال : وما ذاك ؟ قال :خطبت إلى ابن اخيك فردني أما والله لأعورن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها ولاقيمن عليه شاهدين بانه سرق ولأقطعن يمينه ........) ، ا هذا يعني ان عمر اذا امتنع احد عن تنفيذ رغباته فانه سيلاقي ما قاله عمر من تهديد بحق من يرفض تلبية رغباته .
كما ان هنالك دراسة اقرب للحقيقة قام بها بعض علمائنا الاخيار ومفادها ان المقصود من ام كلثوم ليست بنت الامام علي (ع) بل ربيبته وهي ام كلثوم بنت ابي بكر من اسماء بنت عميس حيث تزوجها الامام علي (ع) بعد وفاة ابي بكر وهي اخت محمد بن ابي بكر اللذين تربيا في كنف الامام علي (ع) وقد ذهب الى هذا الراي اكثر من عالم وهو منطقي جدا ،كما جاء في كتاب الانوار العلوية للشيخ النقدي ص 426 .
قال السيد شهاب الدين المرعشي اني قد توصلت الى ان المقصود من ام كلثوم التي تزوجها عمر هي ربيبة الامام علي (ع) بنت اسماء بنت عميس وليست ابنته من فاطمة الزهراء (ع) ولكني استوحشت ان اظهر الامر خوفا لردي وتفردي بهذا الخبر ، ولكنه افصح عنه عندما وقع في يده كتاب للعلامة المجاهد ناصر حسين الموسوي اللكهنوي يؤيد ما ذهب اليه المرعشي .
بعد هذا اللغط على هذا الامر المشبوه لننظر الى ارض الواقع ، ونقول ان عمر طمع بالزواج من ال بيت الرسول (ص) لغرض السبب وبقاء النسب ، ولنأتي الى ارض الواقع هل تحقق ما كان يروم اليه ، طبعا كلا وهذا ما ذكرته كل مصادرهم وعندها يكون لدينا ثلاثة احتمالات اما ان الله عز و جل لا يريد لان يكون لعمر من ال بيت النبي محمد (ص) نسب او سبب فكان الموت هو الحائل واما ان يتهمون رسول الله (ص) بالكذب في هذا الحديث ، واما ان الزواج او الدخول بام كلثوم لم يتم اصلا ، وللسلفية ان تختار ، والاحتمال الثالث ان المقصودة بالتزويج هي ام كلثوم ربيبة الامام علي (ع) والتي هي الاخرى لا يود الامام علي (ع) تزويجها لعمر .
اخيرا اقول الى كل من كتب عن صفاء الود بين الامام علي (ع) وعمر اين هو في هذه المسالة ؟! تمعنوا جيدا بالتهديد والوعيد وتلفيق الاكاذيب التي هي من الامور التي يقدم عليها عمر اذا لم تنفذ له رغبة.