كان يحكيها أحد الشباب الذين هداهم الله بعد هذا الحادث .. يقول كنا أربعة شباب طائش نحب اللعب والمرح .. نسمع الأغاني نتلذذ بالمعاصي خرجنا يوما من الأيام وكان بعد صلاة العشاء , كنت أنا أقود السيارة و أحد أصدقائي في المقدمة والآخرين في الخلف, نحب المشاكل والمعاكسة خرجنا لنبحث عن فريسة لنا, و بينما كنا نجول في الطرقات, وصلنا إلى شاطئ البحر التفتت أنظارنا إلى مجموعة من الفتيات كان يتجاوز عددهن الخمس, كانت إحداهن تمسك بكتاب و الباقيات يسمعن, كأنها تحكي لهن قصة, قرر أحد أصدقائي الذهاب إليهن و معاكستهن
فأعجبتنا الفكرة, وبينما كنا متجهين إليهن التفتت إحداهن و أخبرت زميلاتها, فنهضن واتجهن إلى سيارتهن فرارا منا, فقمنا باللحاق بهن فنحن نعشق ملاحقة الفتيات ومعاكستهن كأي شباب تافه, بقينا نلاحقهن حتى ضللناهن, فأكملنا مشوارنا بسماع الأغاني الصاخبة, و بينما كنا في طريقنا فإذا بحادث فضيع أمامنا .. و سيارات الشرطة والإسعاف .. فنزلت أنا وأصدقائي لنرى ما لذي حدث فإذا بتلك السيارة نعم ..سيارة الفتيات .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. هل كنا نحن السبب ؟ هل كنا من أفزعهن وجعلنهن يسرعن ويحدث ما حدث؟ أم هو مكتوب عند الله . يا ربي لن نسامح أنفسنا .. لم يبقى منهن أحد على قيد الحياة .. والغريب من ذلك كان نورا يسطع من موقع الحادث هل كان ذلك النور هو روحهن البريئة الطاهرة نعم والله كانت تنبعث رائحة زكية كأنها رائحة الجنة .. واتضح لنا أنهن كن يقران القران .. فالكتاب الذي كان في يد إحداهن ليس بقصة من قصص عبير و لا آلف ليلة وليلة بل القران الكريم .. لا اله إلا الله .. وقفت و أصدقائي في موقع الحادث وقدمنا لا تقدر على حملنا .. هل اقترفنا جريمة من الدرجة الأولى؟ هل نستحق العقاب؟
اللهم أني ظلمت نفسي ظلما كثيرا , ولا يغفر الذنوب إلا أنت , فأغفر لي مغفرة من عندك , و ارحمني انك أنت الغفور الرحيم .اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن فوقي نورا و من تحتي نورا وجعل لي في نفسي نورا واعظم نورا اللهم آمين....