|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 13762
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 227
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
هكذا تاب التائبون....كل يوم قصة....
بتاريخ : 08-12-2007 الساعة : 06:31 PM
احببت ان اضع هذه القصص بين ايدكم
وهي قصص التائبين الى الله
ونحن بحاجه الى هذه القصص التى تهز نا وتنبهنا من غفلتنا
ونخاف الله رب العالمين ونتوب اليه
ولا شك ان عرض النماذج المختلفه من التائبين مما سيوجد الهمة للانابة الى الله تعالى ..
ولا شك ان الله تعالى سيحتج بهؤلاء ، امام الذين يتذرعون يوم القيامة بغلبة الشهوات وجبر البيئة وما شابه ذلك من الاعذار التى لا تقبل من العبد ..
رزقنا الله تعالى واياكم ان نكون فى ركب التائبين اليه ، بحق محمد واله الطاهرين
وكل يوم قصة تائب الى الله
عسى ان يعجبكم الموضوع
نتوكل على الله
1 - التطاول على اعراض الناس
كان من المتعارف في زمن الرسول صلّى الله عليه وآله ، انهم حينما يريدون الخروج إلى الجهاد ، يعقدون بين كلّ رجلين عقد اخوّة ، لكي يهتم احدهما بعد ذهاب الاخر إلى الجهاد بشؤون عائلته وداره.
وفي غزوة تبوك عقد رسول الله صلّى الله عليه وآله عقد اخوّة بين سعيد بن عبد الرحمن وثعلبة الأنصاري ؛ وسار سعيد إلى الجهاد بصحبة الرسول ، وبقي ثعلبة في المدينة لقضاء حاجات عائلته ؛ فكان يأتي كلّ يوم ويجلب لهم الماء والحطب وما شابه ذلك .
وفي أحد الايام كلمته زوجة سعيد من وراء حجاب عن بعض متطلبات البيت ، فوسوست له نفسه بالنظر اليها ورؤيتها، فأزاح الحجاب ونظر اليها فرآها جميلة، وقد علت محياها أمارات الخجل والحياء ..فغلبه هواه وسولت له نفسه بالدنو منها ليضمّها اليه ، ولكنها صرخت به: ويحك يا ثعلبة !.. زوجي يجاهد مع رسول الله ، وانت هنا تتطاول على عرضه؟!..
فنزل هذا الكلام كالصاعقة على راس ثعلبة ، فهرب صوب الصحاري والجبال ، وصار يبكي وينوح ويولول هناك ليلاً ونهاراً ، ويقول: الهي !.. انت معروف بالمغفرة ،وانا موصوف بالذنب .
وبقي على هذا الحال مدة طويلة وهو يستغفر ربّه إلى ان عاد الرسول من الجهاد . ولما وصل سعيد إلى داره سأل أول ما سأل عن ثعلبة ، فقصت عليه زوجته القصة ، وقالت: انّه لازال في البراري يبكي وينوح .
خرج سعيد من داره ليبحث عن ثعلبة، إلى ان وجده اخيراً جالساً خلف صخرة ويده على رأسه وينادي : واندمتاه !.. واخجلتاه !.. وافضيحتاه يوم القيامة !.. فدنا منه سعيد وقال : انهض يا اخي!.. لنذهب إلى رسول الله ، لعله يجد لك من هذا الموقف مخرجاً.
فقال ثعلبة : ان كان لا بد من الذهاب إلى الرسول فاربط يديًّ ورقبتي وخذني اليه كالعبد الآبق .. فاضطر سعيد إلى ربط يديه ورقبته بالحبل وسار به إلى المدينة. وكانت لثعلبة بنت تدعى حمصانة لما سمعت بقدوم ابيها ركضت اليه ، ولما رأته على هذا الحال ترقرقت الدموع في عينيها وقالت : ما هذا الذي اراك فيه يا ابة ؟!.. قال لها: يا بنيّتي !.. هذا حال المذنبين في الدنيا ، فما بالك بهم في الآخرة .. ومرّوا على باب احد الصحابة فخرج من داره ، ولما علم بالخبر طرد ثعلبة وقال: اذهب فاني اخشى ان أحترق بنار معصيتك .
وكان كّل من يلقاه يطرده خشية ان يٌصاب بعذاب معصيته ، إلى ان جاء إلى امير المؤمنين عليه السلام ، فقال له : ويحك يا ثعلبة!.. الا تعلم ان رأفة الله بمن جاهد في سبيله اكثر من غيره ؟.. وهذا العمل ليس له الاّ رسول الله صلّى الله عليه وآله.
جاء ثعلبة على هذا الحال ووقف على باب دار الرسول صلّى الله عليه وآله وصاح: " المذنب المذنب"، فاذن الرسول بدخوله ، وسأله: ما هذا يا ثعلبة؟.. فقصَّ عليه ثعلبة القصة ، فقال له الرسول :لقد أتيت امراً عظيما ، فاذهب واستغفر ربك وادعوه لنرى بماذا يأمر.
خرج ثعلبة من دار الرسول واتجه الى الصحراء ، فجاءته ابنته وقالت : يا أبتي لقد رق لك قلبي ، وكنت ارغب في المسير معك اينما ذهبت ، ولكن بما ان الرسول قد طردك فاني لا ارغب في اللحاق بك .
هام ثعلبة في الصحراء يبكي ويتمرغ على الرمضاء وينادي : الهي !.. لقد طردني الجميع ، يا مؤنس من لا أنيس له !.. ان لم تأخذ بيدي ، فمن ذا الذي يأخذ بيدي ؟.. وان لم تقبل عذري ، فمن ذا الذي يقبل عذري ؟..
ومرت به أيام وهو على هذا الحال من البكاء والنياح ، وقضى الليالي وهو يتضرع إلى ربه .. وفي ختام المطاف نزل الوحي على رسول الله عند صلاة العصر وقرأ عليه الآية الشريفة :
{ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الاّ الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }. سورة آل عمران: 135
وقال الأمين جبرائيل لرسول الله صلّى الله عليه وآله : ان الله يأمرك ان تستغفر لثعلبة.
ارسل رسول الله علياً عليه السلام، وسلمان رضوان الله عليه للبحث عن ثعلبة .. وفي الطريق لقيا راعياً فسألاه عنه فقال: في الليل يأتي رجل ويبكي تحت هذه الشجرة. فانتظراه إلى الليل ، فجاء ثعلبة وبدأ بالدعاء والإستغفار قائلاَ : إلهي !.. لا ملاذ لي غيرك ، فان طردتني فبمن اعوذ ولمن التجئ ؟..
فبكى امير المؤمنين ودنا منه وقال : ابشر يا ثعلبة ان الله قد غفر لك ، وان رسول الله يدعوك ، وقرأ عليه الآية الشريفة التي نزلت في توبته ، فنهض ثعلبة وسار برفقته إلى رسول الله، ودخلوا عليه المسجد فوجدوه يصلي وصلّوا خلفه ، وقرأ الرسول في الصلاة بعد سورة الحمد سورة التكاثر.
وما إن قرأ الآية الاولى { الهاكم التكاثر } حتى صرخ ثعلبة ، ولما قرأ الآية الثانية { حتى زرتم المقابر} صرخ مرة اخرى . ولما قرا الآية الثالثة {كلا سوف تعلمون} صرخ وخر على الارض .. وبعد ان فرغوا من الصلاة ، امر الرسول فنضحوا الماء على وجهه ، لكنه لم يفق وظل مطروحاً على الارض كالخشبة اليابسة ، وادركوا ان ثعلبة قد اسلم روحه لله .
تألم الرسول والصحابة لهذه الحادثة وبكوا .. وسمعت حمصانة بنته بالخبر فجاءت إلى المسجد باكية مولولة وقالت : يا رسول الله!.. انك لما طردت ابي أعرضتُ عنه وجعلت لقاءه رهناً برضاك عنه .. واني الآن مسرورة لما غفر من ذنوبه، وانّه مات وانت عنه راضٍ .
عزّاها الرسول بوفاة والدها وشارك في تكفينه وتشييعه ودفنه .
قال الشاعر:
يا ذا الذي اتّخذ الزمان مطيةً وخطى الزمان كثيرة العثــرات
ماذا تقول وليس عندك حجة لو قد أتـــاك مــهدّم اللذات
او ما تقول إذا سئلت فلم تجب وإذا دعيت وأنت في الغمرات
ديوان أبي العتاهية: ص76
|
|
|
|
|