|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 9921
|
الإنتساب : Sep 2007
|
المشاركات : 8
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
ما بين الرشوة والهدية
بتاريخ : 10-11-2007 الساعة : 12:06 PM
مابين الرشوة والهدية
بقلم المرجع الديني الفقيه الشيخ الاستاذ قاسم الطائي (دام ظله) – النجف الاشرف
قد تقترب الهدية في كثير الموارد من الرشوة ،وهي رشوة وان تلبست بعنوان الهدية كمن يعطي لشخص موظف في موقع يؤثر في تعيين الشخص المعطي وهو يدعي بانها هدية ولكنها رشوة في الواقع مع ملاحظة اننا حينما نستعمل لفظ الرشوة نريد به معناه العرفي الواسع لا مصطلحه الفقهي الخاص بباب القضاء فقط .
ومن موارد الرشوة المحرمة اعطاء المال لفراش عيادة الطبيب كي يتجاوز المتقدمين عليه زمانا وهنا يدعي المعطي والاخذ انها هدية وهي رشوة ومحرمة من هذا المورد على المعطي والاخذ ، واقصد رشوة من حيث الحكم لا من حيث الموضوع والا فهي ليست برشوة فقهيا ولكنها محرمة .
ومن مواردها اخذ الموظف مقدارا من المال من صاحب المعاملة مع دائرة ذلك الموظف فهو لا يتمم المعاملة الا باخذ مقدار من المال وفرضه على المتعامل وهنا هي محرمة على الاخذ دون المعطي اذا كان معاملته لا تنجز الا بدفع المال للموظف ، وحرمتها على الموظف من جهة ان وقته مملوك للدائرة التي يعمل فيها وهو يتقاضى اجرا على عمله فيها واذا كان الوقت المتعين للعمل مملوكا للدائرة فلا حق له في اخذ المال من المواطن ويكون اخذه واكله بالباطل وهو محرم لظاهر الاية المباركة (( ولا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل )) .
ومن هذا القبيل الطبيب الذي يجري العمليات الجراحية في المستشفى العمومي ويعرض على المريض او ذويه مقدارا من المال فهذا المال محرم عليه دون المعطي الا اذا كان راضياً بذلك غير مكره عليه بل في هذا المورد وما قبله لا محل للهدية ايضا كما نعتقد وان حصلت فهي رشوة ملبسة بلباس الهدية ، لما مر من ان الطبيب والموظف لا يملك الوقت المخصص للعمل في الدائرة او المستشفى .
ومن مورد الالتباس هو اخذ بعض الاموال من بعض المواطنين لاغراض التعيين والتوظف في بعض دوائر الدولة فهي اذا كانت قبل اتمام المعامله وانما انجازها وانها لم تنجز الابدفع هذا المقدار من المال فهي رشوة تحرم على الاخذ وكذا على المعطي والا اذا كان ملجأعلى الاعطاء والا سوء من ذلك ان الاخذ لا يضمن للمعطي التعيين فقد يخصل وقد لا يحصل وهولا يضمن له المال الذي اخذة منه
وان كانت بعد اتمام المعامله وحصول التعيين وكانت من دون طلب من الاخذ وبرضا وبطيب نفس من المعطي فهي هدية لا رشوة هو هدفها تشجيع الاخذ على قضاء حوائج الناس وحثة على ذلك لما للهدية من اثر طيب في نفوس الناس لما توزعة من مودة ظهور الخصال الحسنة من الافعال والاعمال
ولكن الثانيه اذا كانت بعد الاتمام ويطلب من الاخذ فلايبعد انها رشوة محرمه عليه دون المعطي اذاكان محرجا في الاعطاء من جهة انة لا استحقاق للآخذ
وما بين هذة وتلك يبقى وعي الناس وثقافتهم الدنيية محفزاً لاحد الامرين اما الي والرشوة المحرمه وما الى الهدية المحببة فاننا نجد بانهم يتعاملون مع الجانب المحرم من القضية دون المحلل فاذا ماطلب منهم مبلغا معين من المال حيال ترويج معامتهم وتقديمها فانهم يبادرون مسرعين وبلا تردد ويجمعون المبلغ من أي طريق كان ولو من الافتراض او بيع بعض ادوات المنزل وليسوا كذلك لو وجدوا جهة او شخصية تتعامل مع قضيتهم وتقدم لهم خدمة التعيين مجانا فانهم مضافاً الى عدم تفاعلهم معها لايتقدمون اليها بكلمه شكر فظلاً عن تقديم هدية تعززفيهم روح الخدمه العامة وتزرع في قلوبهم الود والحب للاخرين فما الخير لو ان المواطن الكريم وبعد انجاز المعامله اوحصول توظفة يمقدم هدية بسيطة ورمزية للذي اعانهم وانجز لهم معاملاتهم ولاتقل بان هذا الفعل محرم كما قد يتوهم البعض فانه عمل محلل بل مستحب والشارع المقدس والعقلاء يرحبون بة فان الشارع وان منع طريق الحرام ولكنة فتح لهم طريق الحلال وحثهم علية معرفة منه الى وضع البدائل الصحيحة للانحرافات السلوكية المرفوضةفقد حث على ان المقترض يستحب لة اعطاء مبلغ معين كهدية للمقرض بعد انتفاعة بالقرض وقضاء حوائجه بة ليخلق ويزرع في روح المقترض سجيه الاقراض للاخرين ,الاقراض الخيري لا الربوي المحرم قطعا مع منعه الاقراض والاقتراض بالفائدة الربوية وهي وان كانت النتيجة واحدة ماديا لكنها تختلف معنويا واسراً اجتماعيا فهي تنبع من قسوة بالنفس على الاول ورحابة فيها على الثاني وهي ذو اثر سيء على المجتمع عموما وليست كذلك على الثاني فانها طبع المحبة بين ابناء المجتمع الواحد وتزرع في قلوبهم المودة وقد ورد تهادوا تحابوا وغيرها ونعم ما قال الشاعر
هديا النا س بعضهم لبعض تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في القلوب هوى وودا وتكسوك ألمهاية والحلالا
ونعم ماقال الاخر
مانال محمدة الرجال وشكرهم الاالصبور عليهم المقضال
و تابع ثالث
اقبل هدية من يرى في حقك الدنيا قليلة
فان شكر المعروف والصنيعة من السجايا الحسنة التي نبى الشارع إصلاح المجتمع عليها ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق
فلا تركض برجلك الى مواقع الشيطان وتترك بغياء مواضع الرحمن
|
|
|
|
|