إذا كنا نعتقد بأننا خسرنا كثيراً من شباب الوطن في حوادث السيارات، فإننا نخشى أن نخسر الباقين منهم في مسألة أخرى، وهي مسألة تحول الشباب عن طبيعتهم كرجال إلى إناث لدرجة لم نعد نعرف فيها إلى أي الجنسين ينتمون، وهي مسألة إن نمت واتسعت أحالتنا إلى خسارة شبابنا ولكن وهم أحياء!!
عندما تجد شابا لم يتجاوز العشرين عاما، يتجول في الأسواق والأماكن العامة، بكندورته وعصامته وقد نتف حاجبيه، وصبغ وجهه بمساحيق الماكياج، وأسدل شعره الطويل على كتفيه، وخرج إلى الأماكن العامة هل تعتبره رجلا؟ وهل تعول عليه في تحمل مسؤولية بيت وأسرة ومجتمع ؟
إن مناظر هؤلاء الشباب لا تنتمي لمجتمعنا ليس لان مجتمعنا منزه عن أخطاء وممارسات وسلوكيات كهذه بل لأننا اعتدنا ممن ابتلوا بهذا الداء التستر على أنفسهم وعدم المجاهرة بما حرمه الله ويخالف الفطرة، وبما يتنافى مع العادات والتقاليد لاسيما وأن الميوعة أو التشبه بالنساء أو العكس إفرازات من الممكن أن نجدها في أي مجتمع.
يتساءل الواحد منا بينه وبين نفسه: أين دور المؤسسات الأمنية التي تلاحق من يخترقون الآداب العامة؟ وأين دور الأم والأب؟ ألا يرون أبناءهم وهم يخرجون من المنزل على هذه الهيئة، ألا تدفعهم المسؤولية أمام رب العالمين ثم المجتمع ليفعلوا شيئا ويوقفوا هذه السلوكيات والمظاهر التي لا يمكن أن نقبلها بحجة الحرية الشخصية ولا بحجة التأثر بالأجانب ؟ الحرية الشخصية تقتضي احترام الحريات العامة، والتأثر بالأجانب نشك في انه اوجد هذه السلوكيات الشاذة عن الفطرة لأننا وبكل موضوعية لا نرى ذلك منهم في بلادنا، وإن رأيناه ففي أماكن عرفوا بتواجدهم فيها كالصالونات، ومحلات تصميم الأزياء.
إن المؤلم هو شعورنا بأن هؤلاء الشباب يبحثون عن السيئ ويتأثرون به ويجاهرون به دون استحياء، والأكثر إيلاما هو المواقف السلبية التي تجد الأسر عليها دون أن تحرك ساكنا. ما ذنب أولياء الأمور الذين يربون أبناءهم على الفضيلة ليجدوا أبناءهم في حالة صدمة أو تأثر بما يرونه خارج منازلهم؟ كيف يربون أبناءهم وسط طوفان ينخر المجتمع وينتزع أجمل سمة فيه وهي الحياء؟