[سجينة الليل]

رياح الخريف تعزف ألحان الخوف وتدندن بموسيقى صاخبة

الزهور تحتضر بعد أن غطتها الثلوج..

وأنا هناك

على ذلك الكرسي الخشبي قابعاً وحيداً ألتهم الطريق بنظراتي الشاحبة

أبحث عن....... لا أدري

ولكني أنتظر ....

كرات الثلج تتساقط بخفة وتبلل كفي الممتد

تبدو لي ناعمة رقيقة وباردة لكن مشاعري أشد برودة منها ....

أكور حفنة من الثلج ثم أرميها بقوة لتختلط بأكوام الثلوج الأخرى

المكان هادئ لا يوجد سواي ..

وكأني أقطن في جزيرة مهجورة

نعم نحن نحس بالوحدة عندما تبني الأحزان جزيرتها داخلنا

لا نرى أحد بالرغم من كثرة الحضور

أو المتفرجين على مسرحية حياتنا..

الا أنه لا احد يحس بي

ولا أحد بجواري

فقط وحيداً بالرغم من كثرتهم

أتألم بحزن

الأشواك تنغرس في قلبي

وهم ينظرون ببلاهة

ويتفرجون بضجر

*عرفت ان الخريف ارحم

على الوردة من الإنسان

عرفت ان الذي يعشق

مصيره يكره أيامه

عرفت ان الألم لوحه

تجسد واقع الحرمان

عرفت ان الزمن يكذب

علينا وتكذب أحلامه

*******************

مازلت قابعاً في مكاني كأي منبوذ عن المجتمع

مازلت أنتظر

ولكن من أنتظر يا ترى ؟؟

هل أنتظر حلم عابر يمر بي

ثم يحملني معه ويسافر بي حيث أجد سفينة عمري المفقودة

أم أنتظر حفنة سراب ؟؟ تلهو بها روحي قبل أن تموت

هل أنا واثق بالدنيا بالرغم من خداعها لنا

ترقص على ألآمنا ونصفق لها ببلاهتنا

وقد نطلب منها المزيد من الرقص

غير آبهين بجراحنا المتلوثة النازفة

الدنيا تلك الأنثى المخادعة اللعوب

تلهو بأحلامنا وتدوس على آلامنا

تتمتع برائحة الدماء المنبعثة من جراحنا


*******************

كل شيء يدعو للتقيؤ والاشمئزاز

تتوالى عجلة الأيام ليل ونهار وأنا مازلت في مكاني ..

لم أتغير ولم أنتج ولم أحقق حلمي وطموحي

بل ماكث في نفس المكان

الكل يعبر بي

غير آبه بهذه المسجاة على المقعد

أحاول أن أمزق أعشاش العناكب

التي نسجتها على وجعي

وجعلتني أتقوقع داخلها

ولكن لا أستطيع بالرغم من وهنها إلا أني أشد وهنا ً

أيها الألم الأبدي رفقا بقلبي فقد أدماه الحزن

أنا أختنق الآن أبحث عن جرعة هواء ترد روحي المسلوبة

أختنق بدموعي وبألمي وبحزني وأختنق حتى بأنفاسي


**********************

قد يطول بي حلمي ويمتد

ويعبر بي البحار والقارات

وقد أعتلي إلى السماء وأسبح بين الغيوم

أو أتنقل بين الزهور كفراشة الرشيقة

قد أبني قصورا في الهواء

وجزرا في الأرض

قد أتخيل نفسي أميراً لمملكة الزهور

أو فلاحاً بسيطاً في قرية هادئة

قد عصفوراً في السماء

ولكن ما لفائدة إذا كانت أحلامي أكبر من قدرتي

ما لفائدة إذا كان زماني يخنقني ..

ويحرمني من كل أمل وأمنية

******************

إذا كان الكلام وإبداء الرأي في عالمي محضورا

كيف سأعيش وأنا أتنفس الصدق

كيف سأعيش والخطأ لا أصمت عنه

كيف سأعيش وأنا أحب قول كل قناعتي

التي لا يأبه بها أحد وكأنها صدى ..

ومع ذلك أقولها ..ليحاربني الجميع

أن لم يكن بالفعل بالنظرات الصارخة

والهمهمة المزعجة

لأعيش في سلام يجب أن أصمت

وأنفذ فقط كأي آلة غبية

أنتظر الأوامر

وكأني أُحرّك بجهاز تحكم عن بعد

لا يحق لي حتى التذمر ..

أو الشكوى

تتجاهل رغباتي وأمنياتي

حتى هوياتي إن لم تروق لهم لا يحق لي ممارستها

وكأنهم أخبر بي من نفسي

واقرب لي من قلبي

ليس لي الخيار حتى في أمور حياتي

ليس هنا فقط بل في كل مكان في هذه الأرض

حتى وإن ادعى البعض "الديمقراطية "المزعومة

كل شيء ضدي حتى من كنت أظنهم معي

أحس بطعم الخسارة

بمرارتها

أشعر وكأني خسرت كل شيء

ولم يبقى سوى حفنة من بقايا ميتة

غريب الوقت في تاليه

تحول كلِّ شي ضدي

حتى الورد أجي أسقيه

يقول أرجوك ما ودي

*************

الصمت يأكل ما تبقى مني

صمتي ليس حكمة ولكن سلبية غبية

أتقنها

لأرتاح من وهج العواصف الصارخة

التي تهب لتقتلع من يرفع رأسه ليرى الواقع على حقيقته

يريدون منا أن نغمض أعيننا

نصم آذاننا ونطبق على أفواهنا

يازمان العجايب وش بقى ما ظهر

إن حكينا ندمنا وان سكتنا قهر

ولكن إبائي سئم من صمت أبله

يريد أن ينطقني وليكن ما يكن

ما هو أسوأ ما قد يحصل لي

الموت

كلنا سنموت


كتبتني الدنيا كما أنا

لم أحاول أن أجمل نفسي

بل عريت قلبي هنا

وعبثت بحرفي

لا أدري أن كانت خربشاتي وعبثي بالحروف يستحق أن يقرأ
أم أنه تضييع لوقت ثمين
لستم مجبرين على قراءتي
أو تحمل هذياني
فقدت الثقة حتى في قلمي!!
أصبحت أكتب ثم أمزق ما أكتبه
لا أدري كيف نجت هذه من التمزيق
ربما رأفت بها وأنا أراها تستنجد لأتركها


لكم مني اجمل التحية
سجينة الليل