قبل ألف يوم على انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا أصبحت الرسالة التي تريد جنوب أفريقيا توصيلها للعالم كله هي أن المستوى الأفريقي ونظيره العالمي ليسا متباعدين أو منفصلين على الإطلاق.
وقالت تومي ماكغابو المتحدثة عن لجنة الفيفا لتنظيم كأس العالم في جنوب أفريقيا: "نحن جميعاً نعلم ما فكر فيه الناس عن ألمانيا قبل كأس العالم 2006 وما يعتقدونه الآن. نريد أيضاً الترويج لعلاقات جديدة مع العالم. ولذلك يجب ألا تدور بذهنك السلبية عندما تفكر في أفريقيا".
ولم يكف داني جوردان رئيس اللجنة المنظمة للبطولة عن قوله: "هل نواجه تحديات؟ نعم ! لكن ليس هناك تعارض بين أن تكون في مستوى أفريقي ومستوى عالمي.
وستكون بطولة كأس العالم 2010 التي ينتظر أن تجذب 450 ألف زائر إلى جنوب أفريقيا أول كأس عالم للكبار تقام في القارة السمراء.
وتقام السبت مراسم الاحتفال ببدء العد التنازلي لآخر 1000 يوم قبل انطلاق البطولة وذلك في جميع المدن التسع التي تستضيف النهائيات عام 2010.
ومع بدء الاحتفالات تسود نزعة الابتهاج بالنصر بين المنظمين بعد أن ظلت أحد المخاوف التي أثارت الشكوك حول قدرة جنوب أفريقيا على تنظيم البطولة خامدة حتى الآن على الأقل.
وأحاطت الشكوك بقدرة جنوب أفريقيا على الانتهاء من بناء الاستادات الخمسة الجديدة ومنها إستاد كيب تاون الذي يسع 68 ألف متفرج وتحديث الاستادات الخمسة الأخرى قبل الموعد النهائي الذي حدده الفيفا وهو تشرين الأول/أكتوبر 2009 .
وتسبب النزاع بين مجالس المدن المضيفة للبطولة والحكومة في جنوب أفريقيا حول ميزانية تمويل أعمال الانشاءات والتجديد في تأخير بدء العمل لشهور طويلة مما أثار الجدل في وقت سابق من العام الحالي حول إمكانية نقل البطولة إلى دولة أخرى.
وأكد جوردان أن هذا التشكيك في قدرات جنوب أفريقيا والتهديد بنقل البطولة إلى مكان آخر كان حافزاً للمنظمين على العمل بشكل آخر وبشكل أفضل.
ومع بدء العمل بالفعل في جميع الاستادات العشرة وسير العمل بشكل يفوق الجدول الزمني الموضوع له تحول الاهتمام إلى قضايا أخرى مثل النقل والأمن.
وترتفع معدلات الجريمة في جنوب أفريقيا حيث يقتل نحو 52 شخصاً كل يوم وتتعرض نحو 37 سيارة يومياً للسطو والخطف بل إن الأماكن السياحية الشهيرة تحولت إلى نقاط ساخنة حافلة بالجرائم.
وتعهدت الحكومة بتعيين 30 ألف شرطي لتأمين بطولة كأس العالم كما تعتزم الاستعانة بأفراد أمن من الدول المجاورة وبعدد كبير من شركات الأمن الخاصة.
وأصبحت وسائل النقل العام من القضايا التي يرى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضرورة الالتفات إليها نظراً لان سيارات الأجرة التي تنقل الركاب في جنوب أفريقيا تتسم بعدم الأمان.
ورسم فنان الكاريكاتير الساخر تثابيرو في كتابه عن كأس العالم سائحاً مذعوراً يطل من نافذة إحدى سيارات الأجرة وسط أزيز طلقات الرصاص عبر الهواء.
وضخت حكومة جنوب أفريقيا كجزء من خطة تطوير النقل مليارات من الراند (عملة جنوب أفريقيا) لتحديث الطرق وتوسيع المطارات وتحسين شبكة النقل العام.
وفي محاولة لتجنب انقطاع الطاقة والذي أصبح سمة لشهور الشتاء في جنوب أفريقيا تعمل شركة إسكوم للطاقة الكهربائية وهي الشركة الرئيسية لمصادر الطاقة في البلاد على تدعيم سعة مولداتها.
تجدر الإشارة إلى أن توفير مثل هذه الاستثمارات لهذه التحسينات والتطويرات ليس أمراً سهلاً في دولة تعاني بشدة من الفقر المدقع وارتفاع معدلات البطالة.
وقال جوردان: "ننشئ بنية أساسية ذات مستوى عالمي لتحقيق نمو متواصل في المستقبل. وتبذل الجهود حالياً أيضاً لضمان مشاركة المجتمعات الفقيرة في كعكة كأس العالم.
وأبدى الطاقم المكلف من قبل الفيفا بتفقد كل ما يتعلق بالإقامة في جنوب أفريقيا استحسانه الشديد لوجود 25 ألف غرفة فندقية متوفرة.