لماذا نشأ التكفير في السعودية وانطلق الى دول أخرى لينتشر فيها مع أن في أرض الحجاز ومنها نشأت وأنطلقت الدعوة ألأسلامية السمحاء التي لايوجد في تعاليمها تكفير للآخرين واستحلال لدمائهم وأعراضهم , ولماذا لم يكن للتكفير الا وجود محدود قبل نشوء الحركة الوهابية واليوم ومنذ نشوء الوهابية ولحد الآن نشاهد أتباعها يأكلون تكفير ويتنفسون تكفير ويلبسون تكفير, ويكفرون كل من قال لهم هذا غير جائز لاأسلامياً ولاعرفاً حتى أصبحت فتاوي القتل تشمل كل من هو غير وهابي وان كان بعضها غير مُعلَن وأصبحت تشمل كل من يقول كلمة حق حرة .
لابد أن يكون هناك شئ ما أو خلل ما يستدعي التفكير والانتباه عن سبب أنطلاق التكفير من ألسعودية فهل الخلل هو في العقيدة الاسلامية ذاتها لاسمح الله التي انطلقت ونشأت هناك وهذا مُحال لأن العالم الاسلامي ليس محصوراً في السعودية والاسلام ليس محصورا او وقفاً لأحد والدليل ان هناك العشرات من الدول الاسلامية واكثر من مليار مسلم في شتى أنحاء العالم الاسلامي والمسيحي يعيشون بسلام وتسامح ولم تؤثر بهم عقائد التكفير وأن كان يوجد بعض التكفيريين والارهابيين الذين يجعلون من التكفير أساساً لأعمالهم الأرهابيه في هذ الدولة أو تلك فأنما هؤلاء تغذوا بالفكر الوهابي أما عن طريق دراساتهم الدينية في السعودية أو عن طريق كتب الوعظ والفقه التكفيري المطبوع في السعودية والذي يًوزع مجاناً في مواسم الحج أو يُرسَل الى تلك المدارس الدينية التي تعتمد المذهب التكفيري في تلك الدول أذن الاساس ينطلق من الدولة السعودية وان لم يكن للنظام السياسي دخل فيها ولكن يمكن ان نقول أن النظام السياسي هو أسير هذا المذهب التكفيري لقوته ودخوله في كل مفاصل الحياة والدولة واذا كانت هناك ارادة سياسية لتغيير الوضع فأن هذه الارادة السياسية لاتزال محدودة ومعدودة ولن تستطيع الخروج من دائرة الامنية والرغبة في التغيير .
واذا لم يكن الخلل في العقيدة الاسلامية فلابد ان يكون الخلل في الافكار الدخيلة عليها التي كتبها وحملها من لايريد خيراً لهذه ألأمة ألأسلامية وأن كان يتسمى بأسمها أو ينتمي أليها , والمفروض من الدولة التي تضم في أرضها بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف والتي نشأ الاسلام والدعوة المحمدية فيها , المفروض أن تكون مركز أشعاع للعلوم ألأسلامية النيرة والتي تعرف العالم بهذه الرسالة السمحاء ولكننا نشهد العكس تماما , نشهد أشعاعا للتكفير والقتل والهدم والقنابل والمفخخات في كل مكان من العالم ونرى عقولاً مغسولة بالهلوسة الوهابية التكفيرية تفجر السيارات المليئة بالقنابل وسط الابرياء كي يدفع هذا الانتحاري المهووس مهراً لخطيبته في الجنة مما تجعل الناس تلعن الجنة التي ستأوي هكذا مجانين .
ولو عدنا الى السؤال ألأول لوجدنا جوابه مع بداية نشوء الهلوسة الوهابية التكفيرية على أرض الحجاز ومما يؤدي بالناس الى أن تفكر وتتساءل هل أن الاسلام لم يؤثر ولم يشكل مانعاً قوياً ضد الهلوسة التكفيرية ولم يستطع ان يغير كل المجتمع الذي نشأت الرسالة في وسطه كي يصبح ضعيفاً فكرياً مما سهل عملية أختراقه من قبل الفكر التكفيري, لأن مانراه من هجمة تكفيرية تنطلق من هناك يذكرنا بما قرأناه عن عصر الجاهلية قبل الاسلام حيث القبائل تغير بعضها على بعض وعن وأد البنات وهن أحياء وممارسات جاهليه أخرى, ولو تُرِكَ الحبل للهلوسة الوهابية فأنها بلا أدنى شك ستعيد المسلمين الى سابق عهدهم قبل الاسلام وسوف تستعدي شعوب العالم ضد الاسلام والمسلمين.
أن خطر الهلوسة الوهابية أمتد حتى الى الدول التي تحترم حرية العقيدة والرأي فبدأت بأستقطاب بعض الشباب الذين هم في حاجة ماسة الى المادة لتمنحهم 200 أو 300 دولار شهرياً وخاصة الشباب من الدول الاسلامية كألبانيا والبوسنة من الذين أضطرتهم الحروب الاهلية في بلدانهم الى الهرب الى أوروبا .
حيث بدأ شيوخ التكفير بأستغلالهم لحاجتهم المادية فترى الشاب ذو الملابس ألأنيقة فجأة أطلق لحيته لتصبح طويلة نوعاً ما وغير ملابسه الى الثوب القصير وهذا احد شروط الحصول على الدعم المادي وبعدها يتحول هذا المسكين الى مُهَلِوس ومهووس ومنه الى مشروع مفخخ ليقتل من حوله حين تكون الفرصة مؤآتية سواء هنا بين من أستضافوه وأحترموه وهو كجواب وهابي على حسن الضيافة أو سيفجر نفسه في دولة من عالمنا ألأسلامي قد تكون العراق أو مصر أو المغرب أو الجزائر أو دولاً أخرى .
أن أتساع وأنتشار هذا الخطر يستدعي وقفه جريئة من علماء الاسلام الحريصين على أثبات نقاء وسلامة الدين الأسلامي الحنيف وأن لايكون هناك تردد في توجيه النقدالصريح لكل مايشكل تحريفاً لمبادئ العقيدة السمحاء ومن أي طرف كان وان لاتكون الملوكية والثروة النفطية والخوف من قطع المساعدات الاقتصادية عن هذه الدولة المحتاجة أو تلك سبباً أو مانعاً من عدم توجيه النقد وألأعتراض على ممارسات الحركات التكفيرية لأن الصمت على تلك الأفعال الشنعاء ستجر الامة الاسلامية كلها الى الهاوية والسقوط الذي لانهوض بعدهُ .