|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 81005
|
الإنتساب : Jun 2014
|
المشاركات : 28
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
جعفر صادق الحسيني
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
الخيار الأتمّ لرواية (فَيَجفلُون عنهُ إِجْفَال الغَنَم) 1
بتاريخ : 13-04-2025 الساعة : 01:05 PM
الخيار الأتمّ لرواية (فَيَجفلُون عنهُ إِجْفَال الغَنَم)
بسمه تعالى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى.
تحية وسلام في كلّ آن على حاكم الخلافة الراشدة الكائنة في آخر الزمان صاحب العصر وإمام الإنس والجان.
وبعد، في ذكرى مولده العطر في شهر شعبان خطر ببالي ما يتداوله بعض الباحثين من على المنصّات والمنابر لرواية ترتبط بشؤونه عليه السلام وفيها الفقرة المنحوتة في عنوان الرسالة (فَيَجفلُون عنهُ إِجْفَال الغَنَم)، وبحسب مطالعتي فإنّي أجد في هذا المقطع المتعلّق بأصحاب بقيّة الله الحجّة هفوة أو سقطة، كونه لم يُفسّر بصورة ناضجة ولم يستنطق بطريقة موزونة، بل شُرح من قبل الكثير بحسب ما يتبادر من ظاهره من دون الغوص في تفاصيل ما يكتنفه لقشع الغموض الذي يلفّه.
وأنا سأحاول في هذه الرسالة تسجيل بعض المؤاخذات عليه وبيان العلّة المتواجدة فيه.
والحقيقة أنّي كتبت عامّة هذه الملاحظات قبل بضع سنين وحدّثت بها بعض المقرّبين، ولكنّي توانيت عن نشرها آنذاك، وأبقيتها أسيرة الصفحات ورهينة الدفتر، بيد أنّه قد حان الوقت بعد ما طعمتّها ببعض البيانات كي تُعتق لترى النور ويُطلق سراحها وتتحرّر.
وللعلم فإنّ تلك الرواية التي أشرت لها وأودّ الخوض في فقرتها الغريبة رويت بسندين مختلفين وفي مصدرين مهمّين (الكافي وكمال الدّين) وبمفادين متقاربين، وأنّ اهتمامي فيما نحن فيه سوف لا يكون بناحية السند، المختلف فيه باختلاف المباني الرجاليّة من حيث توثيقه أو تضعيفه، وإنّما سينصبّ مسار البحث على ناحية مضمون الحديث ودلالته.
وقبل الدخول في صلب الموضوع يتوجبّ عليّ من باب الموضوعيّة أن أنقل للقارئ العزيز نصّ الروايتين، ليكون عند نهاية الموضوع على دراية في سبب ترجيحي لإحدى الروايتين على الآخرى والميل إليها دون أُختها.
كما أجد أنّه يلزمني عدم إغفال بعض المقاربات قبل غلق الرسالة، حيث سأذكر بعض الآراء التي حاولت بكيفيّة معينّة توجيه الفقرة الرماديّة والجزئيّة الملتبسة.
والآن أيّها الأحبّة أضع بين أيديكم نصّ الخبرين:
1- أخرج الشيخ الكليني في الكافي بسنده عن الحسن بن محبوب عن بعض رجاله عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (كأنّي بالقائم عليه السلام على منبر الكوفة عليه قباء، فيخرج من وريان قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب، فيفكّه فيقرأه على النّاس، فيَجْفلون عنه إجْفالَ الغَنَم، فلم يبق إلّا النقباء، فيتكلّم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتّى يرجعوا إليه، وإنّي لأعرف الكلام الذي يتكلّم به). روضة الكافي للشيخ محمد بن يعقوب الكليني:8/ 167/ح185، عنه بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار للشيخ محمد باقر المجلسي:52/ 352/ب27/ح107.
2- أخرج الشيخ الصدوق في كمال الدّين بسنده عن محمّد بن عليّ ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدّثنا عمّي محمّد بن - أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله الكوفي عن أبيه عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (كأَنِّي أَنظر إِلى القائِم عليه السلام على مِنبرِ الكُوفة وحوله أَصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رَجُلاً عدّةُ أَهل بدر، وهُمْ أصحاب الألوية، وَهُمْ حُكّام الله في أَرضه على خَلقه، حتّى يستخرج من قبائهِ كتاباً مَختُوماً بخاتم من ذَهَب، عهد معهُود من رَسول الله صلَّى الله عليه وآله، فَيَجْفلُون عنهُ إِجْفَال الغَنَم البُكْم، فلا يَبقى منهم إِلّا الوزير وَأحَد عشرَ نَقيباً، كما بَقُوا مع مُوسى بن عِمران عليه السلام، فَيَجُولُون في الأرض ولا يَجدُون عنهُ مَذهباً فَيرجعُون إليه، والله إنّي لأعرِفُ الكَلامَ الذي يَقوله لَهُم فيَكفُرون بِه). كمال الدين وتمام النعمة للشيخ محمد بن علي بن بابويه القمّي الملقّب بالصدوق:2/ 610/ب58/ح25، عنه بحار الأنوار:52/ 326/ب23/ح42.
إيضاح بعض معاني المفردات:
قوله عليه السلام: (كأنّي بالقائم) أي: كأنّي مع القائم عليه السلام وناظر إليه، فقد شبّه حالته العلميّة بحالته البصريّة في تحقّق وقوعها وتيقّنه.
القباء: ثوبٌ يُلبَسُ فوق الثياب.
قوله عليه السلام: (من وريان قبائه) أي: من باطنه أو من جيبه.
قوله عليه السلام: (فيجفلون) أي: هربوا مسرعين، أو ذهبوا مسرعين.
و (النقباء) جمع نقيب، والنقيب لغة: العريف والشاهد على القوم وضامنهم. والمقصود بذلك الأشراف من المؤمنين. وسنعرف في طيّات البحث كم عددهم.
راجع: شرح أصول الكافي للشيخ محمد صالح المازندراني:12/ 196، والبحار: 52/ 326، وعوالم العلوم للشيخ عبد الله البحراني:4/ 69 هامش، والوافي للشيخ محمد محسن الكاشاني المشتهر بالفيض الكاشاني:2/ 459.
نحن وأجواء المتن في المستندين:
لكي أكون واضحاً معكم منذ البداية أقول بكلّ صراحة: أنّي لا أستطيع المغامرة في قبول جميع ما ورد في متن رواية كمال الدّين والمراهنة عليه والمجازفة في الاعتماد على ما يترشّح منه، وذلك لمساسه بالعدّة الموصوفة بكلّ خير ولتصادمه مع النصوص الكثيرة والمعطيات الوفيرة الحافلة بالأدلّة والشواهد والمؤشّرات على امتياز الثلاثمائة وثلاثة عشر (313) رجلاً من حيث قوّة إيمانهم وعظيم مؤهّلاتهم وشّدة طاعتهم وامتثالهم أوامر قائدهم ودورهم في نصرة إمامهم المهديّ عليه السلام.
وفي ضوء هذا التصوّر عنهم وبناء على التسليم بالأخبار التي سنرفدكم بها والأنباء التي ستطلّ عليكم، يكون من غير المقبول ما يقوم به بعض الفضلاء من التنويه إلى التقليل من إيمان العدّة (313) والنيل من ثباته لموقف زُعم صدوره من جانبهم في مرحلة معيّنة.
في هذه الرسالة أحاول كشف خطأ فكرة التشكيك بحواري الإمام المنتظر الثلاثمائة وثلاثة عشر، وذلك من خلال الاستدلال ببعض المقاطع المنتقاة من الأخبار وببعض الشواهد المستقاة من الآثار، فتعال معي عزيزي القارئ واستمع بوعي إلى ما عبّرت به النصوص عن أحوالهم وصفاتهم وامتيازاتهم، وإليكم أهمّها:
|
|
|
|
|