العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,202
بمعدل : 0.35 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي اعتقالات الإمام موسى الكاظم(ع) حتى استشهاده
قديم بتاريخ : يوم أمس الساعة : 04:56 PM












التخطيط لسجن الإمام ((عليه السلام))
لسنا الآن بصدد التعرض الى تفاصيل أسباب سجن الإمام((عليه السلام)) من قبل الرشيد. لأن سلوك الإمام((عليه السلام)) وتأثيره في الاُمة كما عرفت كان كافياً لأن يدفع بالرشيد الذي لا يتبنى حكمه على اُصول مشروعة ليخطط لسجن الإمام((عليه السلام)) وبالتالي إغتياله، هذا فضلا عن كون الرشيد قد قطع على نفسه بداية تسلّمه للحكم بأن سوف يستأصل الوجود العلوي فإذا كان هذا شعاره أوّل الأمر مع كل العلويين فكيف بزعيم العلويين وقائدهم وسيدهم.
وينبغي أن نفرق بين الأسباب الواقعية وبين الأسباب التي كان يتذرع بها الرشيد لتبرير سلوكه العدائي مع الإمام((عليه السلام)).
لقد أصبح الإمام((عليه السلام)) بعد عقد من حكم الرشيد وجوداً ثقيلا على هارون لقوة تأثيره في الاُمة واتساع الإمتداد الشيعي حتى وجدناه يقدر المتطوعين في جيش الإمام بمائة ألف سيف . من هنا ضاق صدره وأزعجه انتشار صيت الإمام((عليه السلام)) لأنّ الناس غدت تتناقل مآثر الإمام وعلمه وأخلاقه.
وكانت حادثة زيارة هارون لقبر الرسول((صلى الله عليه وآله)) ولقاء الإمام به بحيث أغضب الرشيد حتى قال بعدها مخاطباً الرسول((صلى الله عليه وآله)): «بأبي أنت واُمي إني أعتذر إليك من أمر عزمت عليه، إنّي اُريد أن آخذ موسى بن جعفر فأحبسه لأني قد خشيت أن يلقي بين اُمتك حرباً يسفك بها دماءهم»
([1]).
وكان للوشاة دورٌ سلبي ضد الإمام((عليه السلام)) فلقد تحرك يحيى بن خالد قبل ذلك ليهيئ مقدمات الاعتقال للإمام((عليه السلام)) فأغرى ابن أخ الإمام محمّد بن إسماعيل أو عليّ بن إسماعيل لغرض الوشاية بالإمام.
لنلاحظ موقف الإمام السامي أزاء تصرف ابن أخيه الشنيع بعد أن استجاب محمّد لإغراء يحيى والتقى بالطاغية في بغداد وطعن بالإمام((عليه السلام)) بما يرغب به الرشيد.
عن عليّ بن جعفر بن محمّد((عليه السلام)) قال: «جاءني محمّد بن إسماعيل بن جعفر
([2]) يسألني أن أسأل أبا الحسن موسى((عليه السلام)) أن يأذن له في الخروج الى العراق وأن يرضى عنه، ويوصيه بوصية.
قال: فتنحيت حتى دخل المتوضأ وخرج وهو وقت يتهيأ لي أن أخلو به وأكلّمه.
قال: فلما خرج قلت له: إنّ ابن أخيك محمّد بن إسماعيل سألك أن تأذن له بالخروج الى العراق، وأن توصيه، فأذن له((عليه السلام)).
فلمّا رجع الى مجلسه قام محمّد بن إسماعيل وقال: يا عمّ أحبّ أن توصيني.
فقال((عليه السلام)): أوصيك أن تتقي الله في دمي.
فقال: لعن الله من يسعى في دمك ثم قال: يا عم أوصني فقال((عليه السلام)): أوصيك أن تتقي الله في دمي .
قال: ثمّ ناوله أبو الحسن صرة فيها مائة وخمسون ديناراً فقبضها محمّد، ثم ناوله اُخرى فيها مائة وخمسون ديناراً فقبضها، ثم أعطاه صرة أُخرى فيها مائة وخمسون ديناراً فقبضها، ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده.
فقلت له في ذلك، واستكثرته. فقال: هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني ووصلته.
قال: فخرج الى العراق، فلما ورد حضرة هارون أتى باب هارون بثياب طريقه من قبل أن ينزل، واستأذن على هارون، وقال للحاجب: قل لأمير المؤمنين انّ محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بالباب.
فقال الحاجب: انزل أوّلا وغيّر ثياب طريقك وعُد لأدخلك عليه بغير إذن، فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت. فقال: أعلم أمير المؤمنين أني حضرت ولم تأذن لي .
فدخل الحاجب وأعلم هارون قول محمّد بن إسماعيل، فأمر بدخوله، فدخل وقال: يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض: موسى بن جعفر بالمدينة يُجبى له الخراج، وأنت بالعراق يُجبى لك الخراج؟! فقال: والله ؟! فقال: والله!
قال: فأمر له بمائة ألف درهم فلما قبضها وحُمل الى منزله، أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات، وحوّل من الغد المال الذي حُمل اليه»
([3]).
هذه هي بعض الأساليب التي كان قد خطط لها يحيى بايعاز من الرشيد.
وأخيراً تم اعتقال الإمام((عليه السلام)) بسرعة واخفاء وتعمية على الاُمة لئلا تعرف محل سجن الإمام((عليه السلام)).

اعتقال الإمام ((عليه السلام))
وبعد زيارة الرشيد لقبر الرسول((صلى الله عليه وآله)) ولقائه بالإمام((عليه السلام)) أمر الطاغية هارون باعتقال الإمام((عليه السلام)) وفعلا اُلقي القبض على الإمام وهو قائم يصلي عند رأس جدّه النبي((صلى الله عليه وآله)) ولم يمهلوه لإتمامها.
فحمل وقيّد فشكى الإمام لجدّه الرسول((صلى الله عليه وآله)) قائلا: «إليك أشكو يا رسول الله»
([4]) وبعد اعتقال الإمام غدت الناس تتحدث فيما بينها باستنكار هذا الحدث المهم، فتألمت الاُمة كثيراً فلم يبق قلب إلاّ وتصدّع من الأسى والحزن فخافت السلطات أن يكون اعتقال الإمام محفزاً للثورة عليها.فحمل جملين، واحداً الى البصرة والثاني الى الكوفة لغرض الإيهام على النّاس، أي: لئلاّ يعرف محل حمل الإمام في أيّهما.

الإمام((عليه السلام)) في سجن البصرة :
كان المأمور بحراسة الإمام((عليه السلام)) أثناء الطريق من المدينة الى البصرة حسان السروي
([5]) وقبل أن يصل الى البصرة تشرّف بالمثول بين يديه عبدالله بن مرحوم الأزدي فدفع له الإمام كتباً وأمره بإيصالها إلى وليّ عهده الإمام الرضا وعرّفه بأنه الإمام من بعده([6]) وسارت القافلة تطوي البيداء حتى وصلت البصرة، وأخذ حسّان الإمام ودفعه الى عيسى بن أبي جعفر فحبسه في بيت من بيوت المحبس وأقفل عليه أبواب السجن فكان لا يفتحها إلاّ في حالتين: إحداهما في خروجه للطهور، والاُخرى لادخال الطعام له((عليه السلام))
أمّا نشاطه((عليه السلام)) في داخل السجن:
فلقد انقطع((عليه السلام)) الى الله في عبادته فكان يصوم النهار ويقوم الليل، وكان يقضي وقته في الصلاة والسجود والدعاء، ولم يضجر ولم يسأم من السجن واعتبر التفرّغ للعبادة من أعظم النعم، وكان يقول في دعائه:«اللهمّ إنّك تعلم إنّي كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت فلك الحمد»
([7]).
ولمّا شاع خبر اعتقال الإمام في البصرة وعلم الناس بمكانه هبّت إليه العلماء وغيرهم لغرض الاتّصال به من طريق خفيّ فاتصل به ياسين الزيات الضرير البصري وروى عنه
([8]).

الإيعاز لعيسى باغتيال الإمام((عليه السلام))
وأوعز الرشيد الى عيسى يطلب منه فوراً القيام باغتيال الإمام لكن لمّا وصلت أوامر الرشيد لعيسى باغتيال الإمام((عليه السلام)) ثقل عليه الأمر، وجمع خواصّه وثقته فعرض عليهم الأمر فأشاروا عليه بالتحذير من ارتكاب الجريمة فاستصوب رأيهم، وكتب الى الرشيد رسالة يطلب فيها إعفاءه عن ذلك.

حمل الإمام((عليه السلام)) الى بغداد
واستجاب الرشيد لطلب عيسى وخاف من عدم تنفيذه لطلبه أن يساهم في إطلاق سراح الإمام((عليه السلام)) ويخلّي سبيله، فأمره بحمله الى بغداد وفرح عيسى بذلك، ولمّا وصل الإمام((عليه السلام)) الى بغداد أمر الرشيد باعتقاله عند الفضل فأخذه وحبسه في بيته.
وأشرف هارون على سجن الإمام((عليه السلام)) إذ كان يتوجّس في نفسه الخوف من الإمام((عليه السلام)) فلم يثق بالعيون التي وضعها عليه في سجنه فكان يراقبه ويتطلّع على شؤونه خوفاً من أن يتصل به أحداً ويكون الفضل قد رفّه عليه، فأطلّ من أعلى القصر على السجن فرأى ثوباً مطروحاً في مكان خاص لم يتغيّر عن موضعه.
فقال للفضل : ماذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟!
فقال الفضل : يا أمير المؤمنين، وما ذاك بثوب، وإنّما هو موسى بن جعفر له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس الى وقت الزوال، فانبهر هارون وقال: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم !
والتفت إليه الربيع بعد ما سمع منه اعترافه بعبادة وزهد الإمام قائلا له:
يا أمير المؤمنين مالك قد ضيقت عليه في الحبس ؟!! فأجابه هارون قائلا: هيهات ، لابد من ذلك
([9]).

دعاء الإمام ((عليه السلام)) وإطلاق سراحه
ولمّا طالت مدة الحبس على الإمام((عليه السلام)) وهو رهين السجون، قام في غلس الليل البهيم فجدّد طهوره وصلى لربه أربع ركعات وأخذ يدعو بهذا الدعاء:
«يا سيدي: نجّني من حبس هارون، وخلّصني من يده، يا مخلّص الشجر من بين رمل وطين، ويا مخلّص النار من بين الحديد والحجر، ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم، ويامخلّص الولد من بين مشيمة ورحم، ويامخلّص الروح من بيت الأحشاء والأمعاء، خلصني من يد هارون».
واستجاب الله دعاء العبد الصالح فأنقذه من سجن الطاغية هارون وأطلقه في غلس الليل
([10]).
لقد مكث الإمام((عليه السلام)) في سجن الفضل مدة طويلة من الزمن لم يعيّنها لنا التأريخ.
وبقي((عليه السلام)) بعد إطلاق سراحه في بغداد لم يخرج منها الى يثرب وكان يدخل على الرشيد في كل اُسبوع مرة يوم الخميس
([11]).


من مواضيع : صدى المهدي 0 اعتقالات الإمام موسى الكاظم(ع) حتى استشهاده
0 مشاهد من مراسم رفع راية العزاء والحزن في العتبة الكاظمية
0 الفيلم الوثائقي | المُغيّب - جوانب من حياة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام)
0 البابا فرنسيس يتحدث في مذكراته عن لقائه بالسيد السيستاني دام ظله
0 آية الأعراف في تفسير أهل البيت (ع) وفق تحليل النص القرآني
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:47 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية