العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,194
بمعدل : 0.34 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي من كان سجيناً ومظلوما خلده التاريخ
قديم بتاريخ : يوم أمس الساعة : 04:20 PM






من وحي ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع)


وأقول لمن لا يعرف من هو الأمام الكاظم وسائر أئمة اهل البيت (ع) ان هذه الشعائر التي يواظب على إقامتها اتباع أهل البيت عليهم السلام وأنصارهم، السبب الرئيسي فيها لأنها تتوعد الظالم بان ظلمه لا يدوم وتبشر المظلوم إن من يتمسك بالله ينتصر. وسيرة امامنا تخبرنا على انه عاش مظلوماً...

بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الكاظم (عليه السلام)، لابد لنا من الوقوف على غاية استذكارها، حيث تتجدد الذكرى كل عام منذ ان نال الامام (عليه السلام) شرف الشهادة على يد طاغية عصره، وتزداد ألقاً وعنفواناً كلما مر عام، بل تزداد ثباتاً على ديمومتها كلما واجهتها تحديات الطغاة والظالمين على مر السنين.
ولربما يقول البعض لماذا هذا الإصرار على احياء ذكرى وفاة رجلٍ مضت عليها عشرات القرون، وأقول لمن لا يعرف من هو الأمام موسى الكاظم وسائر أئمة اهل البيت (عليهم السلام) ان هذه الشعائر التي يواظب على إقامتها اتباع أهل البيت عليهم السلام وأنصارهم، السبب الرئيسي فيها لأنها تتوعد الظالم بان ظلمه لا يدوم وتبشر المظلوم إن من يتمسك بالله ينتصر.
وسيرة امامنا موسى الكاظم (عليه السلام)، تخبرنا على انه عاش مظلوماً من طغاة عصره وقتل مسموماً من زبانية حكامه، لأنه لم يهادن الظالم في ظلمه، ولم يسكت عن قول الحقيقة بوجه الطغاة، مع ان هؤلاء الطغاة قد قدموا له كل مغريات الدنيا ومنافعها، الا انه ابى الا ان يكون اماماً ناطقاً بالحق هادياً ومرشداً لسبيل الله، معرضاً عن اغواء الدنيا مترفعاً عن شهواتها، ومارس الطغاة كل أنواعها لثنيه عن منهج الحق، الا انهم عجزوا وفقدوا بوصلة خطاهم في تلمس الحق، وما كان من سبيل لهم الا بقتله، ظناً منهم انهم يطفئون نور امامته ويمنعون صوت كلماته في نصرة الحق، لكن ما جرى ان ظنهم قد خاب، وان المظلوم حبيس الطوامير والسجون، بقى متربعاً على مراتب الشرف والرفعة، وامتد الى يومنا وسيبقى طالما في الأرض موالين ومناصرين ومعاهدين لله ولرسوله ولأهل بيته الاطهار.
ومن العبر التي نخرج بها من هذه المناسبة ان من كان سجيناً ومظلوما خلده التاريخ وجعل مرقده الشريف مزاراً ومناراً للعالمين، بينما من كان يملك السلطان في حينه ويملك قوة الحبس والسجن ويتحكم بمصائر الناس قد زال سلطانه وانقطع ذكره ولعنه الله واللاعنون، وهذا الظلم لا لسبب سوى مزاج الطاغية وذائقته السمجة انها لا توافق قول الحقيقة.
ويقول الفيلسوف نيتشة بان هؤلاء الطغاة على الاغلب سيضعون قواعد أخلاقية تعبر عن ميلهم لتحصين سورهم الضعيف، من خلال هجومهم على الانسان الحر ومحاولة كسر شوكته الإنسانية، لانهم عبيدٌ لشهواتهم وسطوتهم التي حصلوا عليها بالتزوير والتحايل على إرادة الشعوب والمجتمعات وهم كانوا من اسافلها، فيعكسون نظرتهم من خلال سلوكهم الدوني لإيهام انفسهم والأخرين بانهم على قدر عالٍ من القوة، وهذه من اعظم العبر التي تقوم وتصحح منهج التفكير الإنساني، ان كان هؤلاء ممن يعتبرون ويتوبون، الا ان تعنتهم سيجعلهم من الاخسرين ويقول الله تعالى في سورة الأنبياء (وَأَرَادُوا۟ بِهِ كَيْدًۭا فَجَعَلْنَـٰهُمُ ٱلْأَخْسَرِينَ)، فضلاً عن ذلك فان هؤلاء اشتروا الضلالة بالهدى على وفق قوله تعالى في سورة البقرة (أولئك ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُا۟ ٱلضَّلاٰلَةَ بِٱلْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَـٰارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا۟ مُهْتَدِينَ).
وحتى لو شاء الله تعالى ان يرحمهم اما برسم طريق الحق لهم او يهدي إليهم من ينصحهم ويرشدهم، الا انهم يبقون على طغيانهم معاندين ومتمسكين بظلمهم وعلى وفق قوله تعالى في سورة المؤمنون (وَلَوْ رَحِمْنَـٰهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّۢ لَّلَجُّوا۟ فِى طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ).
ومن مواعظ هذه الذكرى ان الظالم داره مآلها الخراب، ويبين لنا الخالق عز وجل عاقبة هؤلاء بان ديارهم مآلها الخراب بقوله تعالى في سورة النمل ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) وهذا ما سار عليه المثل العربي (إن دار الظالمين خرابُ)، وان مدة طغيانهم قصيرة جداً ويقول الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) في هؤلاء (زمان الجائر من السلاطين والولاة أقصر من زمان العادل، لان الجائر مفسد، والعادل مصلح)، كما يصف الامام علي (عليه السلام) بعض مناصب هؤلاء برياسة السفلة، ويرى ان موت الرؤساء وان كانوا صالحين وان بقى المنصب شاغراً، هو افضل من رياسة هؤلاء بقوله (موت الرؤساء أسهل من رياسة السفلة).
وأتمنى على الطغاة في الوقت الراهن ان يتعظوا من عبق هذه الذكرى ويعودوا الى صوابهم، وان يدركوا ان تكميم الافواه وخنق الأصوات التي تنادي بالحق وتطالب بالحقوق، لا يمكن لها الا ان تخلد وتبقى صوتاً مدوياً يقلق مضاجعهم، وان قوتهم في السلطة وتوظيف قدراتها العسكرية والأمنية، لحمايتهم لن تدوم، وان حبس أصحاب الرأي والفكر ووضع الاصفاد بأيديهم والاغلال بأعناقهم، لن تمنع مصيرهم الحتمي بالزوال، وسيبقى كل ما اكتنزوه من أموال من منافع السلطة خلفهم لا تنفعهم ولا تقيهم عذاب الله، بل ستكون لعنة عليهم ودليلاً للزائرين في صب اللعن عليهم، بينما المظلوم والسجين قد نصره الله وابقاه خالداً على مر السنين والعصور.
وفي الختام السلام على موسى بن جعفر يوم ولد ويوم توفى ويوم يبعث حيا وصل اللهم وسلم على محمد وآل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وآل إبراهيم.

القاضي سالم روضان الموسوي​


من مواضيع : صدى المهدي 0 هل ما ورد في سبب نزول المعوذتين من سحر النبي صحيح؟
0 شعراء في رثاء الامام الكاظم عليه السلام
0 هل السجود على التربة شرك أم سنة نبوية؟!
0 استعدادات كبيرة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام
0 من كان سجيناً ومظلوما خلده التاريخ
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:18 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية