العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,194
بمعدل : 0.34 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي الدعاء في حياة الإمام الكاظم (ع)
قديم بتاريخ : يوم أمس الساعة : 04:12 PM




بسم الله الرحمن الرحيم
حثّ الله سبحانه وتعالى على الدعاء فقال عز وجل في كتابه العزيز ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [1] وضمن لمن يدعوه أن يستجيب له، ولذلك يجب على المؤمن عند الحاجة التوجه إلى الله تعالى بالدعاء لقضاء حوائج الدنيا والآخرة.
وقد كان الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) في جميع أوقاته يلهج بذكر الله عز وجل، ويدعوه دعاء المنيب إليه في كل وقت، ليستمد منه العون والقوة في مواجهة أعداء الإسلام، وليقوي من علاقته بالله تعالى.
وكان الإمام الكاظم (عليه السلام) يحث على الدعاء لما فيه من الفوائد، فقد قال (عليه السلام)
: ((عَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ لِلَّهِ وَ الطَّلَبَ إِلَى اللَّهِ يَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ قُدِّرَ وَ قُضِيَ وَ لَمْ يَبْقَ إِلَّا إِمْضَاؤُهُ فَإِذَا دُعِيَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُئِلَ صُرِفَ الْبَلَاءُ صَرْفَةً))[2].
ويشير في حديث آخر أيضاً إلى فوائد الدعاء قائلاً (عليه السلام): ((مَا مِنْ بَلَاءٍ يَنْزِلُ عَلَى عَبْدٍ مُؤْمِنٍ فَيُلْهِمُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الدُّعَاءَ إِلَّا كَانَ كَشْفُ ذَلِكَ الْبَلَاءِ وَشِيكاً وَ مَا مِنْ بَلَاءٍ يَنْزِلُ عَلَى عَبْدٍ مُؤْمِنٍ فَيُمْسِكُ عَنِ الدُّعَاءِ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْبَلَاءُ طَوِيلًا فَإِذَا نَزَلَ الْبَلَاءُ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ))[3].
وروى ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ (ع) يَقُولُ: ((إِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ مَا قَدْ قُدِّرَ وَ مَا لَمْ يُقَدَّرْ))
قُلْتُ: وَمَا قَدْ قُدِّرَ عَرَفْتُهُ فَمَا لَمْ يُقَدَّرْ؟
قَالَ: ((حَتَّى لَا يَكُونَ)) [4].
وقد استخدم الأئمة (عليه السلام) الدعاء كوسيلة من وسائل التربية وتهذيب النفس وتكاملها، وهو أسلوب ناجح ومؤثر، ولم تقتصر مضامين الأدعية على الجانب الروحي والنفسي فقط، بل كانت تشتمل على مفاهيم عقائدية وفكرية وأخلاقية وتربوية مهمة، وعندما نتأمل في أدعية الإمام الكاظم (عليه السلام) سنجد أنها في نفس هذا الإطار، فهي ذات مضامين أخلاقية وعقدية وروحية وتربوية.
وقد حفلت كتب الأدعية والزيارات بالكثير من أدعية الإمام الكاظم (عليه السلام) ومناجاته لله تعالى؛ ومن أهم أدعيته (عليه السلام) (دعاء الجوشن الصغير) وهذا الدعاء رفيع الشأن، عظيم المنزلة، دعا به الإمام الكاظم (عليه السلام) عندما همّ موسى الهادي العباسي بقتله فأنجاه الله تعالى من ذلك.
ومن أدعيته المهمة (عليه السلام) دعاؤه على أحد حكام بني العباس الظلمة؛ فقد دعا الإمام الكاظم (عليه السلام) في إحدى قنوتاته بهذا الدعاء الشريف على ظالم له، والأقرب أنه كان يقصد أحد حكام بني العباس الذين ظلموا الإمام (عليه السلام) وأذاقوه المحن والآلام، حيث يقول الإمام (عليه السلام) في مطلع دعائه:
((اللَّهُمَّ إِنِّي وَفُلَانُ بْنُ فُلَانٍ عَبْدَانِ مِنْ عَبِيدِكَ نَوَاصِينَا بِيَدِكَ تَعْلَمُ مُسْتَقَرَّنَا وَمُسْتَوْدَعَنَا وَمُنْقَلَبَنَا وَمَثْوَانَا وَسِرَّنَا وَعَلَانِيَتَنَا تَطَّلِعُ عَلَى نِيَّاتِنَا وَتُحِيطُ بِضَمَائِرِنَا عِلْمُكَ بِمَا نُبْدِيهِ كَعِلْمِكَ بِمَا نُخْفِيهِ وَمَعْرِفَتُكَ بِمَا نُبْطِنُهُ كَمَعْرِفَتِكَ بِمَا نُظْهِرُهُ وَلَا يَنْطَوِي عِنْدَكَ شَيْ‏ءٌ مِنْ أُمُورِنَا وَلَا يَسْتَتِرُ دُونَكَ حَالٌ مِنْ أَحْوَالِنَا وَلَا مِنْكَ مَعْقِلٌ يُحْصِنُنُا وَلَا حِرْزٌ يُحْرِزُنَا وَلَا مَهْرَبٌ لَنَا نَفُوتُكَ بِهِ وَلَا يَمْنَعُ الظَّالِمَ مِنْكَ حُصُونُهُ وَلَا يُجَاهِدُكَ عَنْهُ جُنُودُهُ وَلَا يُغَالِبُكَ مُغَالِبٌ بِمَنْعِهِ وَلَا يُعَازُّكَ مُعَازٌّ بِكَثْرَةٍ أَنْتَ مُدْرِكُهُ أَيْنَمَا سَلَكَ وَقَادِرٌ عَلَيْهِ أَيْنَمَا لَجَأَ)) والدعاء بكامله مذكور في كتاب بحار الأنوار وغيره.
فالإمام الكاظم (عليه السلام) يستخدم الدعاء هنا كوسيلة لدفع شرور الظلمة والظالمين عنه وعن أهله وشيعته ومحبيه.
وكان الإمام الكاظم (عليه السلام) يتحجب بهذا الدعاء للأمن من شر من يخاف شره، ونصه ما يلي:
((تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَتَحَصَّنْتُ بِذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ وَاسْتَعَنْتُ بِذِي الْكِبْرِيَاءِ وَالْمَلَكُوتِ مَوْلَايَ اسْتَسْلَمْتُ إِلَيْكَ فَلَا تُسَلِّمْنِي وَتَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فَلَا تَخْذُلْنِي وَلَجَأْتُ إِلَى ظِلِّكَ الْبَسِيطِ فَلَا تَطْرَحْنِي أَنْتَ الطَّلَبُ وَإِلَيْكَ الْمَهْرَبُ تَعْلَمُ مَا أُخْفِيَ وَمَا أُعْلِنَ وَتَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ فَأَمْسِكْ عَنِّي اللَّهُمَّ أَيْدِي الظَّالِمِينَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَجْمَعِينَ وَاشْفِنِي وَعَافِنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ)) [5].
ومن أدعيته المهمة أيضاً ما رواه الشيخ الطوسي (قدس سره) في كتابه (مصباح المتهجد) بإسناده عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) من أدعية الأسبوع كاملة.
وكان من أدعية الإمام الكاظم (عليه السلام) في طلب الرزق قوله (عليه السلام) في دعائه الشريف: ((يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عَلَيْكَ عَظِيمٌ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِيَ الْعَمَلَ بِمَا عَلَّمْتَنِي مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّكَ وَأَنْ تَبْسُطَ عَلَيَّ مَا حَظَرْتَ مِنْ رِزْقِكَ))[6].
إن أدعية الإمام الكاظم - كأدعية آبائه الطاهرين - تحتوي على مفاهيم عميقة ومضامين مهمة في العقائد والأخلاق والسلوك، والمداومة على قراءتها يؤدي إلى تقوية تلك المفاهيم في شخصية المؤمن.
فالدعاء عند الأئمة الطاهرين كان عبارة عن برنامج عملي وسلوكي لتهذيب النفس، وتعديل الميول، وتخليص النفس من الرذائل، وتنمية الفضائل، والتحلي بمكارم الأخلاق.
إن الدعاء ينمي الرصيد الروحي عند الإنسان، فالدعاء له أثر كبير في تنمية الجانب الروحي والمعنوي، خصوصاً إذا ما داوم الإنسان على قراءة الأدعية المأثورة الواردة عن أئمة أهل البيت (عليه السلام)، حيث تشتمل أدعيتهم على التذلل والخشوع والخضوع والتسليم لله تعالى.
وبالدعاء يستطيع الإنسان أن يحقق حاجاته في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [7] وقال تعالى:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾[8].
..........................................
الهوامش:
[1] سورة غافر، الآية: 60.
[2] أصول الكافي، ج2، ص 441، رقم 8.
[3] أصول الكافي، ج2، ص 442، رقم 2.
[4] أصول الكافي، ج2، ص 440، رقم2.
[5] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج91، ص 376.
[6] أصول الكافي،ج2، ص520، رقم11.
[7] سورة غافر، الآية: 60.
[8] سورة البقرة، الآية: 186.



من مواضيع : صدى المهدي 0 هل ما ورد في سبب نزول المعوذتين من سحر النبي صحيح؟
0 شعراء في رثاء الامام الكاظم عليه السلام
0 هل السجود على التربة شرك أم سنة نبوية؟!
0 استعدادات كبيرة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام
0 من كان سجيناً ومظلوما خلده التاريخ
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:25 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية