=ولعمر بن الخطاب اخوان يدعونه الى الهدى =
عجل وخروف وصنم
جاء في كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» للسيوطي ج14 ص 446
مسند عمر بن الخطاب
عَنْ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِى جَهْلٍ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالَ أبو جَهْلٍ:
يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إنَّ محمدًا قد شَتَمَ آلهَتكُمْ، وَسَفَّهَ أَحْلَامَكُمْ
وَزَعَمَ أَنَّ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِكُمْ يَتَهَافَتُونَ فيِ النارِ
أَلَا وَمَنْ قَتَلَ محمدًا فَلَهُ علىَّ مائةُ نَاقَةٍ حَمْرَاءَ وَسوداءَ، وَأَلفُ أُوقيَّةٍ من فِضَّةٍ
فَخَرجتُ مُتَقَلِّدًا السَّيفَ مُتنكِّبًا كِنَانَتى أرِيدُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم
فمررْتُ عَلَى عجْلٍ يَذبَحُونَهُ فَقُمْتُ أنظرُ إليهِمْ
فَإِذَا صَائِحٌ يَصيحُ، مِن جَوْفِ العِجل:
يا آلَ ذُرَيْحٍ! أمرٌ نَجِيحٌ، رَجُلٌ يصيحُ، بِلسانٍ فَصيحٍ، يدْعُو إِلَى شَهَادَةِ أن لا إِلَهَ إِلَّا الله
وأن محمدًا رسُولُ اللهِ، فَعلمتُ أنهُ أرَادَنِي
ثُمَّ مررتُ بغنَمٍ فإِذَا هَاتفٌ يهتِفُ يقولُ:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ذَوُو الأَجْسَامِ ... مَا أَنتمُ وطائِشُ الأَحْلَامِ
وَمُسْنِدُو الحكم إلى الأصنام ... فَكُلُّكُمْ أَرَاهُ كالأنْعامِ
أَمَا تَرَوْنَ مَا أَرَى أَمَامِى ... من سَاطِعٍ يَجْلُو دُجَى الظَّلَامِ
قَدْ لَاحَ للناظِرِ من تهامِ ... أكْرِمْ به الله من إمامِ
قَدْ جاء بعد الكفرِ بالإِسلام ... والبرِّ والصِّلَاتِ للأرْحامِ
فقلت: والله ما أراه إلا أرادنى
ثم مررتُ بِالضِّمَارِ ، فَإِذا هَاتفٌ من جوفِهِ:
تُرِكَ الضِّمَارُ وَكَانَ يُعْبَدُ وحدَهُ ... بَعْدَ الصَّلَاةِ مَعَ النبيِّ محمدِ
إن الذي وَرِثَ النبوةَ والهدى ... بعد ابنِ مريمَ من قريش مُهتدِ
سيقولُ من عَبَدَ الضمارَ ومثلَهُ ... لَيتَ الضِّمارَ ومثلَهُ لم يُعْبَدِ
فَاصْبِرْ أبا حفصٍ فإِنَّكَ آمِنٌ ... يأتيكَ عِزٌّ غيرُ عِزِّ بَنِى عَدِى
لا تَعْجَلَنَّ فأنتَ ناصِرُ دينهُ ... حقًا يَقِينًا بِالِّلسَانِ وباليد
فوالله: لقد علمتُ أنهُ أرادَنِي
فجئتُ حتى دَخلتُ على أُخْتِي فإِذَا خَبابُ بن الأرت عندها وزوجُها
فقال خبابٌ: وَيْحَكَ يا عُمرُ أَسْلِمْ
فَدعوتُ بالماءِ فتوَضَّأتُ، ثمَّ خرجتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالَ لِي: قد استُجيبَ ليِ فِيكَ يا عمرُ، أسلم، فأسلمتُ
=======================
الضِّمَارُ: صنم عبده العباس بن مرداس السُّلَمِى ورهطه