العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العام

المنتدى العام المنتدى مخصص للأمور العامة

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 852
بمعدل : 0.25 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العام
افتراضي ملحمة الأربعين من تجليات عظمة شخصية الإمام الحسين
قديم بتاريخ : 13-09-2022 الساعة : 02:37 PM




ملحمة الأربعين من تجليات عظمة شخصية الإمام الحسين؛
بقلم الشيخ عبدالله اليوسف





تثبت ملحمة الأربعين جاذبية الإمام الحسين، فلا يمكن لأحد أن يجمع هذه الملايين من البشر، وبقناعة وحماس منقطع النظير، وفي وقت واحد، ومكان واحد؛ كما جمعهم الإمام الحسين في يوم الأربعين، والمصادف للعشرين من شهر صفر من كل عام.
تكشف ملحمة الأربعين عن جانب من تجليات عظمة شخصية الإمام الحسين بن علي ومقامه الشامخ، وموقعيته في الوجدان الشعبي عند الناس، إذ تزحف الملايين المؤمنة من كل حدب وصوب مشياً على الأقدام نحو قبر الإمام الحسين لزيارته في ذكرى الأربعين من كل عام.
وفي كل زيارة للإمام الحسين يتجلى جزء من عظمته، وسر من أسراره، وفي كل عام يزداد عشاق الإمام الحسين ومحبيه لتشكل (زيارة الأربعين) ذروة الزحف نحو حرمه الطاهر ومشهده الزاهر؛ ليكونوا بالقرب من روحه ونهجه وشعاعه المبارك، كي يستلهموا منه قيم العدل والإصلاح والحق، وقيم التضحية والبذل والإيثار والإخلاص والمسؤولية.
وتثبت ملحمة الأربعين جاذبية الإمام الحسين ، فلا يمكن لأحد أن يجمع هذه الملايين من البشر، وبقناعة وحماس منقطع النظير، وفي وقت واحد، ومكان واحد؛ كما جمعهم الإمام الحسين في يوم الأربعين، والمصادف للعشرين من شهر صفر من كل عام.
ملحمة الأربعين وتجلي الأجواء الروحانية

وتتجلى في زيارة الأربعين للإمام الحسين الأجواء الروحانية والإيمانية العميقة، ويستمد المؤمنون منها طاقة معنوية هائلة، مملؤة بلذة العبادة، وحلاوة الإيمان، وتزكية النفس وتهذيبها؛ من خلال المشي لا عن قلة راحلة وإنما من أجل جهاد النفس، وهو الجهاد الأكبر كما سمّاه رسول الله .
والإمام الحسين الذي قُتِل مظلوماً، وبصورة بشعة جداً، وعمد أعداؤه إلى تشويه أهدافه النهضوية، واتهموه مع أهل بيته وأصحابه بأنه من الخوارج؛ لكن ما نراه اليوم في زيارة الأربعين أن الملايين من الناس تزحف نحو قبره الشريف، ليعلنوا أنهم مع الإمام الحسين في أهدافه وقيمه ومبادئه، وأنهم مع المظلوم ضد الظالم، ومع المقتول ضد القاتل، ومع الحق ضد الباطل، وهذا يعني أن الإمام الحسين هو المنتصر الحقيقي في معركة كربلاء.
لقد انتصر الإمام الحسين بشهادته، وانهزم أعداؤه بجريمتهم البشعة، حيث قاموا بقتل سبط رسول الله وريحانته وحبيبه شر قتلة، ولكن الحسين انتصر بمبادئه وقيمه وأهدافه، وبقي ذكره مخلداً في العالمين؛ أما أعداؤه فلم يحصدوا إلا الخيبة والعار والشقاء، والخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.
إن ظاهرة الزيارة المليونية في ملحمة الاربعين للإمام الحسين تعبر عن انتصار القيم والمبادئ والأهداف التي استشهد من أجلها الإمام الحسين في معركة كربلاء؛ كما تؤكد على أن الانتصار المادي الذي حدث في كربلاء للجيش الأموي كان مؤقتاً وزائلاً، بينما انتصار القيم والمبادئ مستمر وثابت، وهذا ما أكدته أحداث كربلاء وما حدث بعدها؛ وهذا هو الانتصار الحقيقي.
تنبأت السيدة زينب الكبرى

وقد تنبأت بهذا الأمر السيدة زينب الكبرى في حديثها ليزيد عندما قالت له: « فَوَاللَّهِ لا تَمحُوَنَّ ذِكرَنا، ولا تُميتُ وَحيَنا، ولا تُدرِكَ أمَدَنا، ولا تَرحَضُ‏[1] عَنكَ عارَها، وهَل رَأيُكَ إلّا فَنَدٌ[2] ، وأيّامُكَ إلّا عَدَدٌ، وجَمعُكَ إلّا بَدَدٌ[3] ، يَومَ يُنادِي المُنادِ: ﴿أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾[4] »[5] ، وهذا ما تحقق بالفعل؛ فإن ذكر الإمام الحسين وأئمة أهل البيت يزداد انتشاراً واتساعاً يوماً بعد آخر؛ أما ظلمتهم فقد ذهبوا إلى مزبلة التاريخ وبئس المصير.
وتشير هذه الملحمة والحماسة الحسينية التي تتجسد في أجلى صورها في زيارة الأربعين؛ حيث يشاهد العالم كله الملايين من البشر تزحف مشياً على الأقدام نحو قبر الإمام الحسين حباً وعشقاً لمن ذاب في الله، وضحى في سبيل الله، وأعطى كل شيء من أجل الله؛ فذاب الناس فيه عشقاً وهُيَاماً!
ومع مرور الزمن تزداد القضية الحسينية توهجاً، وتشتد حرارتها ولا تبرد أبداً، وقد تنبأ رسول الله بذلك، فقد روي عن ابن سنان عن جعفر بن مُحَمَّد [الصادق‏] عليه السلام، قال: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وهُوَ مُقبِلٌ، فَأَجلَسَهُ في حِجرِهِ، وقالَ: «إنَّ لِقَتلِ‏ الحُسَينِ‏ حَرارَةً في قُلوبِ المُؤمِنينَ لا تَبرُدُ أبَداً»[6] .
من علائم الايمان

وحدث ما تنبأ به رسول الله بالضبط، حيث نلاحظ في عصرنا الملايين من البشر تزحف في كل أربعينية نحو قبر الإمام الحسين ، ولم تمنعهم حرارة الشمس، ولا سوء الطقس، ولا جرائم الإرهاب، بل تحدوا كل المخاطر والمصاعب بإرادة وعزيمة لا تلين نحو زيارة الإمام الحسين ، وإحياء مناسبة الأربعينية بأجمل صورة عرفتها الإنسانية.
وإذا كان من الحب ما قتل، ومن العشق ما جنن؛ فإن حب الإمام الحسين وعشقه فيه كل الخير، وعلامة على الإيمان والتوفيق، فقد ورد عن الإمام الصادق أنه قال : « مَن أرادَ اللَّهُ بِهِ الخَيرَ قَذَفَ في قَلبِهِ حُبَ‏ الحُسَينِ‏ عليه السلام وحُبَّ زِيارَتِهِ، ومَن أرادَ اللَّهُ بِهِ السّوءَ قَذَفَ في قَلبِهِ بُغضَ الحُسَينِ عليه السلام وبُغضَ زِيارَتِهِ »[7] . وعنه عليه السّلام أيضاً أنه قال: «مَن لَم يَزُر قَبرَ الحُسَينِ عليه السّلام فَقَد حُرِمَ خَيراً كَثيراً، ونُقِصَ مِن عُمُرِهِ سَنَةٌ»[8] .
فالسعيد من رزق حب الإمام الحسين والتوفيق لزيارته، والمحروم حقاً من حُرم من هذا الخير، وأما من استكثر من الزيارة فقد استكثر من الخير كثيراً، فطوبى للزائرين وحسن مآب.
الشيخ عبدالله اليوسف/م




من مواضيع : صدى المهدي 0 الزيارة بالإنابة ( السيدة الزهراء عليها السلام بذكرى شهادتها
0 إنّ حديث الباب ذو شجون ** بما جنت به يد الخؤون
0 كيف كان المنهج التربوي للزهراء (عليها السلام)؟
0 في معنى ياممتحنة أمتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك!
0 محور السيدة فاطمة (ع) في نهج البلاغة.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:00 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية