العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم المنتدى مخصص للقرآن الكريم وعلومه الشريفة وتفاسيره المنيرة

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 852
بمعدل : 0.25 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي القرآن ومعاد الأجساد بعد تفسخّها
قديم بتاريخ : 01-07-2022 الساعة : 11:32 AM




القرآن ومعاد الأجساد بعد تفسخّها








المعاد أصلٌ ثابت من أصول الإعتقاد ، مُقترنٌ بالتوحيد والنبوة, لذا صارَ الإيمان بالله وبرسله وكتبه داعياً إلى ضرورة الإيمان به ، وكذلك الإيمان بالوعد الإلهي ثواباً ووعيده عقاباً , داعياً إلى الإيمان به, فالوعد والوعيد من لوازم التكليف , بمعنى أنّ الأنسان عند بلوغه سن التكليف فأنّه يُثاب على عمله إنْ أحسن , ويُعاقب عليه إنْ أساء , فالإيمان بأنّ الله سبحانه يُثيب الناس على حُسنِ أعمالهم ويعاقبهم على السيئ منها, يستدعي الإيمان بالمعاد الجسماني إذ هو محلُّ الثواب والعقاب ..

وجاء القرآن ليكشف عن هذا التلازم الأكيد في نصوصٍ كثيرةٍ ، ومن أكثرها وضوحاً قولهُ تعالى : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } (سورة المؤمنون 115)؟ .

وقد أُثيرت عدّة إشكالات حول إمكان عودة الجسد البشري بعد تفسخه في الأرض, وإختلاط ذراته في التراب , وقد عالجها القران الكريم منذ عصر نزوله بطرح البراهين الحسية , كما في قوله تعالى : { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } (سورة يس 78 - 79)

وفي حقب كثيرة أطلع الله عزّ وجلّ البشرية على مصاديق حيّة لهذا الإحياء والإعادة بعد الفناء والتفسّخ ، وهو كثيرٌ في قصص أنبياء بني إسرائيل, هؤلاء القوم الذين كانوا أكثر الأمم لجاجةً وأبعدهم عن المنطق السليم.

تحدّث القرآن الكريم وفي عدّة مواضع مشيراً إلى مسألة المعاد الجسماني, ومن تلك المواضع التي تناولها القرآن الكريم حادثة "عُزير" النبّي, العبد الصالح الذي كان يتمتع بمقام النبوّة , حيث تُشير الوثائق التأريخية أنّه خرج من منزله يوماُ قاصداُ إلى سفرٍ بعيد, وخلال سفره مرَّ بقريةٍ قد أصابتها حوادثُ الطبيعة بالخراب والهدم, فتلاشت وذهب أهلها وأصبحوا عظاماً و رميماُ بعد أنْ تفرقت أجسادهم واختلطت في التراب وأجواف الحيوانات. وهذه القصة التي وردتْ في القرآن الكريم , جاءت لتُعالج ما يمكن أنْ يكون إستبعاداً للمعاد الجسماني, وإثباته بشكلٍ قاطعٍ .

وبعبارة أوضح : إنَّ هذه القصة القرآنية هي بمثابة الردّ على من يشكّك في المعاد الجسماني .

لقد صوّر القرآن الكريم مقطعاً من القصة بقوله تعالى: { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } (سورة البقرة 259), فعندما مرّ "عزير النبّي" بتلك القرية و تأخر فيها برهة من الزمن راح يُفكر ويتأمل في وضعها المؤسف, وفي الكوارث التي عصفت بها فجعلتها قاعا صفصفا, فانقدح في ذهنه هذا التساؤل المصحوب بالتّعجب: { أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا } (سورة البقرة 259), هذا, مع أنّ "عزير" يؤمن بالمعاد الجسماني, وله درايّة ومعرفة بأنّ الله عزّ وجلّ قادرٌ على إحياء من أماتهم ,لكنّه أراد إحراز درجة "حق اليقين" في الإيمان و الإعتقاد .

ويستمر القرآن في سرد قصة "عزير", فيقول تعالى: { فَأَمَاتَهُ اللهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ } (سورة البقرة 259), بعد أنْ كان جالساً إلى جنب ماءٍ وإلى جانبه حماره, فأماته الله مع حماره, ولمّا أحياه الله سبحانه وتعالى, سأله: { كَمْ لَبِثْتَ } ؟ فأجابه قائلاً: { لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ }, فأجابه الله تعالى : { بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ }. ثم جاءه الخطاب : { فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا } (سورة البقرة 259) , وما أنْ نظر "عزير" إلى حماره كيف يحيه الله تعالى بعد مائة عامٍ مضتْ على موته , وتأمل المشهد برمته, قال, كما جاء حكاية عن لسانه في القرآن : (اعلم ان الله على كل شيء قدير ). فأحداث هذه القصة القرآنية جاءت لتُثبت المعاد الجسماني بشكلٍ قطعيٍ لا إشكال فيه ولا شبّهة تعتريه .

وعند هذا الحدّ أقف , وأكتفي بما تقدّم , وإلّا فالقرآن مليء بالمعالجات الدّالة على المعاد الجسماني , والحمد لله رب العالمين .

الكاتب / السيد مهدي الجابري


من العتبة الحسينية المقدسة


من مواضيع : صدى المهدي 0 الزيارة بالإنابة ( السيدة الزهراء عليها السلام بذكرى شهادتها
0 إنّ حديث الباب ذو شجون ** بما جنت به يد الخؤون
0 كيف كان المنهج التربوي للزهراء (عليها السلام)؟
0 في معنى ياممتحنة أمتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك!
0 محور السيدة فاطمة (ع) في نهج البلاغة.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:17 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية